فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“رمضان السوريين” طقوس غائبة ممزوجة بالحنين

ومع هذا الارتفاع في أسعار مختلف المواد الأساسية، حُرم السكان الكثير من الأكلات الشعبية التي اعتادوا على تحضيرها في رمضان، وعلى رأسها الكبب والكبسة والملوخية والمقلوبة، لتشرح أم أيمن من سكان دويلعة الحال قائلةً “بات تحضير أي طبخة بسيطة المكونات يتطلب مبلغاً ليس بالقليل، فما بالك بتحضير طبخة شعبية فاخرة كالكبة مثلاً، فهذه تكسر الموظف كونها تكلّف نصف راتبه، ما يعني أن علينا أن نقضي رمضان على أكلات الزيت واتباع سياسة التقشف في الكميات المطهوة. 

وبحسبة بسيطة تجد أم أيمن أن تحضير أكلة كبة، يحتاج إلى 2كيلو لحمة بـ 14 ألف ليرة سورية، كيلو برغل بــ 300 ليرة، كيلو بصل بـ 200 ليرة، وقية جوز بـ ألف ليرة، كيلو لبن بـ 400 ليرة، ليتر زيت بـ 600 ليرة، ليكون المجموع 16500 ليرة، أي ما يعادل نصف راتب موظف حديث التعيين يبلغ راتبه 30 ألف ليرة سورية، بينما تعادل ثلث راتب موظف قديم يتقاضى 45 ألف ليرة شهرياً.

على بوابة إدلب الجنوبية: خسائر بالمليارات وكسر لهيبة روسيا والأسد

نزح معظم سكان المنطقة التي تعرضت للدمار في منازلها والبنية التحتية لمرافقها العامة، وكان “مكتب الهبيط الإعلامي” قد وثق الغارات الجوية والمروحية وأعداد القذائف والصواريخ التي تلقتها بلدة الهبيط والقرى المحيطة بها والتي تمثل (النطاق المحيط بكفرنبوده) خلال 21 يوماً (من 25 نيسان وحتى 16 أيار)، بـ “1256 غارة من مروحيات النظام، كل غارة ألقت عدداً من البراميل والاسطوانات المتفجرة، و235 غارة من طائرة حربية بصواريخ عنقودية أو فراغية، و 430 غارة لطائرات حربي رشاش استهدفت بلدات “الهبيط –عابدين –القصابية –كفرعين –أم زيتونة –مزارع المنصورة –مغر الحمام، إضافة لـ 187 غارة نفذها الطيران الحربي الروسي في ذات المنطقة”، بحسب محمود أبو راس (مدير المكتب) والذي أضاف أن المنطقة تعرضت لـ “7092 قذيفة صاروخية أربعون منها كانت عنقودية، و 5150 قذيفة مدفعية مصدرها حواجز ومعسكرات قوات الأسد المتواجدة بريف حماه”.

دُمرت خلال هذا القصف ما يقارب 90% من منازل بلدة الهبيط بحسب أبو راس، كما لاقت باقي القرى مصيراً مشابهاً، إذ قدّرت إحصائية المكتب نسبة الدمار العامة بـ 85% وسطياً، إضافة لاستشهاد 13 مدنياً وإصابة 23 آخرين، ونزوح غالبية السكان

الحملة العسكرية على ريف حماة تعكس تردي الواقع الاقتصادي في ريف إدلب

لا يستطيع سكان المدينة تجاهل مادة الخبز، في الوقت الذي يخشى معظمهم الوقوف على الأفران، المستهدفة أيضاً، بعضهم استعان بخبز التنور يقول غسان العلي “الله يخليلنا الوالدة وتنورنا، كنا صفينا بلا خبز”، بينما يخاطر الآخرون بالذهاب لشراء الخبز من الأفران أو ما تبقى من دكاكين السمانة.

محمد الجمال (مدير فرن خاص في كفرنبل) يقول إن الطوابير اختفت من أمام الفرن، هناك كساد في انتاجنا منذ بدابة القصف، نقوم بتصريف جزء منه عبر المحلات والباعة الجوالين، واضطررنا أيضاً لتخفيض كميات الإنتاج “كنا نخبز 12 عجنة بوزن 250 كغ للواحدة، تكتفي اليوم بأربع عجنات”، يخبرنا الطحن أن هذه الكمية لا تسد حاجات المدينة و”لكن ليس باليد حيلة”، فأحياناً نضطر لإخلاء الفرن من العمال أيضاً نتيجة الغارات، ناهيك عن تعرض العجين للتلف والخبز للكساد.

في الشمال السوري: الظل بـ “مصاري” والخيمة بـ “أرضية” و إيجارات البيوت تتضاعف

بعض أصحاب الأراضي طالبوا الساكنين في العراء بمبلغ 4 دولارات كتعويض في حال تضررت أشجار الزيتون وهي في موسم الإزهار، بعد أن لجؤوا إلى ظلال هذه الأشجار!

معظم العائلات التي افترشت الأراضي الزراعية تعاني ظروفاً إنسانية سيئة من غياب للماء والكهرباء، إضافة للطعام ودورات المياه والحمامات، تقول فاطمة السعيد (نزحت مع زوجها وأطفالها الخمسة من بلدة كفرنبودة بريف حماه) إنها لجأت بسبب القصف إلى هذه الأراضي الزراعية تاركة وراءها منزلها الذي قالت إنها “جمعت أثاثه من مدخراتها وتفننت بتزيينه وزراعة الورد والعرائش فيه”، تخفي فاطمة وجهها بيدها وهي تتساءل عن “حال عريشة العنب التي تركتها هناك، واعتادت أن تشرب برفقة ظلها قهوة الصباح والعناية بها”، تنظر إلى أطفالها بحزن، تقول “عايشة هون ع الصدقة من الناس بيعطوني غراض مضي فيهون يومي وأكل طعمي ولادي”.

“فرصة عمل” لدعم الوافدين بمشاريع متناهية الصغر

تتجاوز قيمة القرض الذي حصل عليه طارق أربعمائة دولاراً، قام من خلالها بفتح مطعم صغير في قرية تل سلور بعفرين، يقول إنه استطاع بهذه النقود الحصول على فرصة عمل وتحسين مستواه المعيشي، ليكمل إنه يأمل بعد سداد قرضه من تطوير مشروعه الذي بدأه.

فرق تطوعيّة سورية في خدمة المجتمع

تهدف المبادرة إلى “تنمية فكرة وروح التطوع لدى الشباب الفاعل والمؤثر في المجتمع، ولفت الأنظار إلى ضرورة المشاركة في بناء المجتمع، وتوظيف طاقات الشباب وإمكاناتهم والاستفادة منها لتحقيق أهداف سامية وخلّاقة تترك أثرها على الحياة العامة، إضافة لزرع روح المبادرة وبناء ثقافة العطاء والمساهمة دون مقابل لما لها من دور كبير في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السوريون” يقول شعبان بكور (مسؤول الأنشطة في المركز المدني بمدينة الأتارب).

الحرائق وتغير خارطة السيطرة في حماه يخرج آلاف “الدونمات” الزراعية عن الخدمة

يقول المهندس الزراعي غسان عبود (من أبناء المنطقة) إن الأراضي الزراعية التي تمت خسارتها كانت مصدراً كبيراً لتأمين متطلبات السوق المحلية في المناطق المحررة، وتقدر مساحتها بما يزيد عن 167 ألف دونم موزعة تقريبياً بحسب المواد المزروعة إلى (130 ألف دونم مزروعة بالقمح -20 ألف دونم مزروعة بالشعير – 5000 دونم خضار صيفية -5000 دونم بطاطا -7000 دونم محاصيل طبية وعطرية)

“تلطيش الحجارة” مهنة تعود للرّواج من جديد

بعد تفجير تلك الصخور نقوم بتقطيعها إلى حجارة صغيرة وتنجيدها وتسويتها بمقاس واحد، يضيف الحبيش الذي قال إنهم يستخدمون البارود وما يطلق عليه “العتلة” لحفر الألغام في الصخور وتفجيرها، إضافة إلى ما يعرف بـ “المهدّة” وهي مطرقة حديدية تزن ما يقارب تسعة كيلو غرامات تستخدم لتقسيم الحجارة المدورة والكبيرة، و”الإزميل” وهو أداة معدنية ذات طرف مدبب تستخدم لاختراق أو تكسير الخشب أو الباطون أو مواد صلبة أخرى، وكذلك “القارص” وهو قضيب حديدي طويل رأسه مدبب يستخدم لقلب الأحجار الثقيلة وتحريكها من مكانها و”الدبورة” وهي عبارة عن مطرقة شبيهة برأس الرمح تساعد في هندسة القطعة المخصصة لتنجيد الكتل الحجرية الصغيرة على قالب موحد بحيث تصبح صالحة للبناء.