فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الحرائق وتغير خارطة السيطرة في حماه يخرج آلاف “الدونمات” الزراعية عن الخدمة

سلطان الأطرش

يقول المهندس الزراعي غسان عبود (من أبناء المنطقة) إن الأراضي الزراعية التي تمت خسارتها كانت مصدراً كبيراً لتأمين متطلبات السوق المحلية في المناطق المحررة، وتقدر مساحتها بما يزيد عن 167 ألف دونم موزعة تقريبياً بحسب المواد المزروعة إلى (130 ألف دونم مزروعة بالقمح -20 ألف دونم مزروعة بالشعير – 5000 دونم خضار صيفية -5000 دونم بطاطا -7000 دونم محاصيل طبية وعطرية)

يترقب أبو صالح الشيخ (مزارع من بلدة كفرنبودة بريف حماه) عودة بلدته التي سيطرت عليها قوات الأسد منذ أيام، يقول إنها غدت مدينة أشباح قبل سقوطها لما تعرضت له من قصف بشتى أنواع الأسلحة، وهو ما أجبره ومعظم سكانها على النزوح.

يملك أبو صالح عشرين دونماً من الأرض الزراعية في كفرنبودة كان قد زرعها ببذار البطاطا، يقول إنه خسر إنتاجها بعد الأكلاف العالية التي ترتبت عليه خلال زراعتها والتي تجاوزت ألفي دولار.

لم يستطع أبو محمد (مزارع من ذات البلدة) الاستمرار بالصمود، يقول “إن معظم المزارعين بقوا في القرية من أجل موسم الحصاد أو لجني المحاصيل بعد تعب العام والأكلاف المالية، لكن ذلك لم يعد متاحاً بعد سيطرة الأسد ومليشياته على البلدة”، يحكي الرجل عن تكلفة أولية وصلت في بعض الأحيان إلى خمسين ألف دولار، قسم كبير منها جاء عن طريق الاستدانة أو استهلاك ما بقي من مدخرات.

المصير ذاته طال كافة المزارعين في ريفي حماه وإدلب الجنوبي، والتي تشهد منذ ما يزيد عن الشهر حملة عسكرية جوية ممنهجة من قبل قوات الأسد التي اعتمدت “سياسة الأرض المحروقة” وتدمير المنازل والبنى التحتية، رافقتها حملة برية استطاعت السيطرة على عدد من القرى والبلدات في هذه المنطقة التي تعتبر من أهم الأراضي الزراعية وأخصبها في سوريا (سهل الغاب)، إضافة لموقعها الاستراتيجي.

يقول المهندس الزراعي غسان عبود (من أبناء المنطقة) إن الأراضي الزراعية التي تمت خسارتها كانت مصدراً كبيراً لتأمين متطلبات السوق المحلية في المناطق المحررة، وتقدر مساحتها بما يزيد عن 167 ألف دونم موزعة تقريبياً بحسب المواد المزروعة إلى (130 ألف دونم مزروعة بالقمح -20 ألف دونم مزروعة بالشعير – 5000 دونم خضار صيفية -5000 دونم بطاطا -7000 دونم محاصيل طبية وعطرية).

ويقدر العبود إنتاج هذه الأراضي مقارنة بالأعوام السابقة بما يزيد عن 650 ألف طن من القمح (تقدر قيمتها بـ 790 مليون ليرة) وحوالي 6500 طن من الشعير (تقدر قيمتها بـ 90 مليون ليرة)، بينما تختلف تقديرات انتاج الخضار الصيفية من محصول لآخر وتقدر خسارتها بـ (450 مليون ليرة)، والمحاصيل العطرية بـ (650 مليون ليرة)، أما البطاطا فتقدر خسارتها بـ (850 مليون ليرة).

ويرى المهندس الزراعي إن خسارة هذه الأراضي سيؤثر على الأمن الغذائي في الشمال السوري وأسعار المواد الأساسية، خاصة الخبز، إضافة إلى غلاء أسعار الخضراوات ونقص الكثير من المنتجات في السوق، ما سيضطر السكان للبحث عن بدائل لاستيرادها إما من مناطق النظام أو تركيا، وبأسعار ستتضاعف في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها الأهالي.

يبقى المزارعون “أصحاب الخسارة الأكبر” يقول العبود، فخسارة المحصول أوقعتهم بعجز سيؤثر على معيشتهم، خاصة وأن “معظم لجأ للاستدانة سواء من التاجر أو مصادر أخرى ومن الصيدليات الزراعية لزراعة أرضه، مصدر رزقه الوحيد الذي خسره هو الآخر”.

“ما لم تستطع قوات الأسد السيطرة عليه برياً من أراضٍ زراعية قامت بإحراقه عبر القذائف والطائرات” يقول المهندس الزراعي يزن الآغا مدير زراعة حماه الحرة، مؤكداً أن النظام وحلفاءه يعملون على ضرب “وتر الحياة” في المناطق المحررة لـ “تجويع الناس من خلال إحراق محاصيلهم الزراعية والتي تعد المورد الرئيسي والوحيد للكثير من العائلات في حماه وإدلب”.

وبلغت مساحة الأراضي المحروقة ما يزيد عن(700دونم) بحسب الأغا الذي أضاف إن “النظام وروسيا مستمرون باستهداف هذه الأراضي ولا نعرف كم ستبلغ المساحات في الأيام القادمة”، مؤكداً أن دائرة الزراعة تعاملت مع الحرائق وعملت على إطفائها بالتعاون مع جميع الفرق في المناطق المحررة.