أنا “العانس”
راودتها فكرة الخروج للمشي في الحارة، إلّا أن وجه جارتها أم عماد والذي بات يشكل كابوساً لها كلما مرّت به أثناء ذهابها إلى المدرسة، منعها من إكمال ما خططت له، أكيد أنها ستجدها مفترشة دكة الباب أما منزلها، وبعد إلقاء التحية ستكرر السؤال القاتل “إيمت بدنا نفرح فيكي”، هذه المرأة لا تكلّ ولا تملّ!
في كل مرة كانت تحاول جمانة تجنب السؤال والمرور سريعاً، كانت تعاجلها بالسؤال ذاته، فيتكسر قلبها كقطع الزجاج، وتلكم دموعها كي لا تظهر ضعفها، لتعيد رسم ابتسامة جافة مكتفية بالحوقلة والنصيب. كثيراً ما رغبت بالإجابة أو حتى بصفع أم عماد إلّا أنها كانت تتراجع عن ذلك مكتفية بالعجز، ولطم نفسها في غرفتها وحيدة، هي التي أمضت ست عشرة سنة، إضافة لسنة دبلوم تجيب عن كافة الأسئلة بإسهاب، تقف عاجزة عن ردّ حشرية نساء الحارة وعرّابتهم أم عماد.