“أصحاب الخط الحلو” في سوريا المفيدة
السعي وراء الفتات، والإحساس بالأهمية، وأن تكون ملكياً أكثر من الملك، كلّها أسباب تأصلت في نفوس أصحاب الخط الحلو، وباتت شغلهم الشاغل، وجزء من تكوينهم الشخصي، بعد أن غابت الصورة التقليدية القديمة لهم، والتي شاهدناها عبر أفلام ومسلسلات حاكت حياتهم، بنظارات سوداء وجريدة رسمية وآذان رادارية، أو بامتهان مهن بسيطة كبائعي بالونات الأطفال وحلويات وبسطات الفول وأكشاك الدخان وسائقي تكسي ومصلّين في المساجد، لنقل أوجاع الناس لا لحلّها بل لمحاسبتهم عليها.
غرّد خارج السّرب رجل في واحد من المساجد، يحمل ورقة وقلماً، بصورة علنية، ويكتب على عجل ما يقوله “الخطيب”، فاللعب صار على “المكشوف”، لعلّه لم ينجح في اقتناء جهاز محمول جديد، ويترقى لمنصب “مخبر إلكتروني”.