ثلاث روايات للموت
في واحدة من رحلات عودتها وجدت هدى (رشا وعقبة وإبراهيم وحسن)، أطفال من قريتها تجمعوا في غرفة صغيرة، ظنوا أن صغر حجمها يحميهم من الموت القادم من سماء الصواريخ، عيونهم الصغيرة كانت تلمع في عتم تلك الليلة، خلف الجدار كانت أناملهم ترتعش، وتصطك أسنانهم، حاول عقبة (أكبرهم سناً) أن يجمع فكيه بيديه الصغيرتين، علّها تتوقف عن الرجفان والطقطقة والخوف في آن معاً، أثقل المشهد قلب هدى، “من يهتم!” سألت نفسها وهي تحاول تخفيف هول ما يحدث في قلوب الصغار البريئة، في الصباح سلكت بأطفالها طريق النزوح من جديد.