فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

غرف أخبار “بالجملة” عنوانها “التسرع والقص لصق”

لم تعد القنوات الإخبارية مصدر المعلومة، يقول من التقيناهم إنهم يكتفون بقنوات التلغرام لبعض الناشطين وبعض غرف الواتس آب ومجموعات الفيس بوك، يضحك أحدهم وهو يصف هذه القنوات بـ “القص لصق”، بينما يتداول السكان عبارة “سماع وكبر يا بطل” في إشارة لرفع المعنويات دون توخي الدقة والحذر.

فقدان الانترنيت يعزل مخيمات في إدلب عن محيطها

يعيش سكان هذه المخيمات حالة من الملل والتذمر أيضاً بسبب غياب الانترنيت الذي بات نافذتهم الوحيدة على العالم، يقضي معظمهم وقته في البحث عن برج تغطية عله يلتقط رسالة من هنا أو هناك تريحه وتحد من قلقه، ناهيك عن ما كان يمثله الانترنيت من وسيلة لتمضية الوقت والاطلاع على مجريات الأحداث ومتابعة ما يهتمون به، يخبرنا أحمد أنه وصل إلى مراحل متقدمة في واحدة من الألعاب ومن المؤكد أن منافسيه سبقوه، بينما تمتعض أم علي من ضجيج أطفالها وسؤالهم في كل لحظة عن شبكة الانترنيت لمتابعة برامج الأطفال وحلقاتها عبر اليوتيوب، والتي كانت المهدئ الوحيد الذي يلهيهم عن إزعاجها في كل لحظة.

الميليشيات الإيرانية تخنق جنوب حلب

اتخذت الميليشيات الإيرانية من جبل عزّان قاعدة رئيسية لها في منطقة جنوب حلب، ويشرف الجبل على محافظة إدلب غرباً، ومنطقة السفيرة شرقاً ويتصل بجبل الحص جنوباً عبر سلسلة من الجبال الصغيرة، وتتواجد فيه قوات تابعة لحزب الله العراقي وحركة النجباء العراقية، ويحتوي على منصات صواريخ دفاع جوي وبعيدة المدى، بالإضافة لمرابض لراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وترتبط بهذه القاعدة عدة قرى محيطة بجبل عزان ويتخذ عناصر المليشيات منها أماكن للسكن وهي قرى عسان وتركان والوضيحي ورسم بكرو وتل شغيب ومجبل حريبل ومداجن البيفات .

مدارس إدلب تحت النار

يقول الحاج علي إن نحو ١٣٠ مدرسة تعرضت للقصف في محافظة إدلب، وهذه الأرقام تتغير في كل يوم، بينما احتلت قوات النظام نحو ١٧٠ مدرسة أخرى تابعة للمجمعات التربوية في خان شيخون وكفرنبل ومعرة النعمان وريف إدلب الجنوبي، والتي تحولت بحسب قوله إلى مقرات “للشبيحة وثكنات عسكرية لقوات الأسد”.

رحلة الساعة والساعتين تحوّلت ليومين..كيف تبدّلت ظروف التنقّل بين الشمال والجنوب السوري؟

قال سائق من ريف إدلب فضّل عدم ذكر اسمه: “اتفقنا مع بعض حواجز النظام على تسيير رحلات تضم ركاب من مختلف المحافظات، مقابل تقاضيهم مبالغ مالية كبيرة، حيث تبلغ أجرة الراكب الواحد من أبناء إدلب ودمشق ودرعا والمناطق الشرقية 250 ألف ليرة سورية، ويستغرق الطريق حوالي 30-35 ساعة، أما أهالي حلب وحمص وحماه والساحل، فتبلغ أجرة الراكب 45 ألف ليرة، ويستغرق الطريق 12 ساعة فقط”.

وأخيراً حنّ علينا “والي جنديرس”

وبالبحث عن ملكية الأرض التي أقيم عليها مخيم الملا خليل (غرب جنديرس) وجدنا أنها تعود لواحد من رجالات النظام السابقين كان يشغل منصب الأمين القطري المساعد لحزب البعث “زهير مشارقة” وتقدر مساحتها بأربعة عشر هكتاراً، يقول بعض من التقيناهم “لا نعرف فعلياً سبب منعنا من الدخول إلى المخيم، الديموغرافيا أم حماية أملاك مشارقة!”.

أسئلة الأطفال القاتلة

أصطلح مع طفليَ تسمية “أطفال الثلج” للصور التي نشاهدها عن معاناة الأطفال في المخيمات خلال الظروف المناخية القاسية التي يعيشونها، أحاول التخفيف من حدة المشهد باسم يرتبط في الذاكرة بأشياء جميلة في ذاكرتي، إلا أن ذلك ينهار أمام تساؤلاتهم التي لا تنتهي عن أطفال يموتون من البرد، يسألني صغيري عن إيمان الطفلة التي قضت بين يدي والدها برداً في واحد من المخيمات والتي تسكن صورتها مخيلتي وعقل طفليَ “كيف ماتت؟”، أحاول أن لا أكذب “من البرد”، سؤال آخر “ما عندون صوبة”، مجدداً أقول الحقيقة “لا ما في”، أقطع الطريق عن أسئلة جديدة ستجبرني على قول الحقيقة، أحكي لهم عن السبب وراء كل هذا، أحصرها بشخصية واحدة أبدأ بشتمها ويفعلان مثلي، دون أن أستطيع إيقافهم بالحديث عن “الكلام البذيء”، و “أسس التربية”.

الفرق التطوعية في إدلب “بحصة بتسند جرة”

سعى عدد من السكان في إدلب لتشكيل حملات طارئة وفرق إغاثية تطوعية بهدف تأمين بعض الاحتياجات للوافدين الجدد، بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي أدت إلى نزوح ما يزيد عن مليون شخص من أرياف إدلب وحلب، والتي تسببت بأزمة إنسانية كبيرة في ظل ضعف الاستجابة من قبل المنظمات الإنسانية نتيجة الأعداد الكبيرة للوافدين وتراجع الدعم المقدم من قبل المانحين، إذ تقدر نسبة الاستجابة الحالية بـ ٣.٤٪ من الاحتياجات بحسب منسقو الاستجابة.