فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

جانب من قرية شام للأيتام في ريف حلب الشمالي

قرية شام في ريف حلب الشمالي.. جدران تحمي الأيتام وترعاهم

ابراهيم ابو سيف

يقيم الطفل محمد الحميد ذو العشر سنوات مع عمته في بيت ضمن قرية شام للأيتام ، أسستها جمعية شام في قرية بحورتة التابعة لناحية أخترين شمالي حلب. فقد محمد والديه […]

يقيم الطفل محمد الحميد ذو العشر سنوات مع عمته في بيت ضمن قرية شام للأيتام ، أسستها جمعية شام في قرية بحورتة التابعة لناحية أخترين شمالي حلب.
فقد محمد والديه خلال سنوات الثورة، وسافر إخوته إلى تركيا ولم يبق من عائلته غير أخته المتزوجة في إدلب، فتكفلت عمته برعايته.
تنقل محمد مع عمته في عدة قرى وبلدات بريف إدلب الجنوبي قبل أن ينتهي بهم المطاف ضمن أحد بيوت قرية شام للأيتام، يقول: إنه يشعر بالسعادة فقد وجد أصدقاءً يدرس ويلهو معهم بعيداً عن حياة الخيام القاسية”.

لم تكتمل الوحدات السكنية في قرية شام للأيتام بعد، إذ يسكنها اليوم نحو خمسة وستين عائلة، بينما تنتظر باقي العائلات اكتمال البناء نهاية نيسان القادم، يقول محمد شندي الراوي (المدير العام لجمعية شام للأيتام) إن المشروع يضم (٣٣٧ بيتاً، منها ٣٠٠ للعائلات، و٣٧ للخدمات المرفقج والمشرفين على الدار).

جانب من قرية شام للأيتام في ريف حلب الشمالي
جانب من قرية شام للأيتام في ريف حلب الشمالي

ويضيف الراوي أن عدة مجالس محلية  أبدت رغبتها في التعاون مع الجمعية وتقديم أرض لبناء القرية، لكن الاختيار وقع على “بحورتة” كونها منطقة مرتفعة وأرضها مستوية ومساحتها مناسبة (تبلغ خمسين دونماً)، والعامل الأهم أن المكان آمن وبعيد عن المواقع التي تستهدفها التفجيرات.

يهدف المشروع لإيواء الأيتام والعمل على تعليمهم وتدريبهم وتقوية ثقتهم بأنفسهم حتى يكونوا متميزين في مجالات الحياة كافة، وتملك الجمعية رؤية سنوية تهدف لتقديم الخدمات للأيتام المتواجدين في المنطقة التي تعمل بها ضمن دائرة  بقطر 12 كيلو متراً، وستكون القرية مكاناً لتوزيع المساعدات الإنسانية (إغاثة وملابس وخبز ومبالغ مادية).

تتألف قرية شام الأيتام من ثلاث كتل مستقلة، الأولى تضم مئة وخمسة عشر منزلاً والثانية مئة وستين منزلاُ والثالثة خمسين منزلاً ستخصص للأولاد الذكور الأكبر سناً، ولكل كتلة مدخل خاص بها، كما يوجد سكن خاص للكوادر المشرفة على العمل.

جانب من قرية شام للأيتام في ريف حلب الشمالي
جانب من قرية شام للأيتام في ريف حلب الشمالي

خصصت إدارة المشروع ساحة لكل كتلة، وحديقة عامة مساحتها ثمانية دونمات للكتل كافة، وأنشأت عدة قطاعات خدمية “مسجد، روضة، مستوصف، مدرسة، سوبرماركت، صالة كسوة، قاعة محاضرات” إضافة لـ “مطبخ خيري وصالة نجارة لتعليم الأطفال، في حال لم يكملوا دراستهم، وفرن خيري لأيتام المنطقة ومعرض مهني ومكتبة مطالعة ومشغل خياطة وأعمال مهنية وصالة قص وتجميل وصيدلية ومدجنة لتربية الدجاج والأرانب والحمام داخل الحديقة العامة، لإدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال، وصالة كمبيوتر لتعليمهم مهارات الحاسوب وصالة أنشطة وأفراح، كما تم تجهيز بئر مياه وخزان يتسع لثلاثمائة برميل. جميع الخدمات داخل القرية مجانية باستثناء السوبرماركت والصيدلية”.

يقوم المطبخ الخيري بتقديم وجبات الطعام للأيتام المتواجدين ضمن القطاع كل يوم جمعة، ويعمل القائمون على المشروع على تطوير العمل بهدف تقديم وجبات يومية في شهر رمضان.

تبلغ مساحة كل منزل ثلاثين متراً مربعاً يضم غرفة ومطبخاً وحماماً كان من المقرر سقفها بشادر، بسبب ضعف الإمكانيات في الوقت الحالي، لكن، وبمساعدة من أشخاص، تم الاستغناء عن الشوادر وصب أسقف اسمنتية.

آلية التسجيل

نشرت الجمعية رابط للتسجيل على المنازل في صفحات المجالس المحلية، ويتضمن الرابط استبياناً للعائلات الراغبة بالسكن في القرية، ضمن شروط أهمها أن يكون اليتيم لم يتم ً الثامنة عشر من العمر، وفاقداً لوالديه أو لأبيه، ومنحت الجمعية الأولية للأيتام النازحين المقيمين ضمن منازل مستأجرة.

جانب من قرية شام للأيتام في ريف حلب الشمالي
جانب من قرية شام للأيتام في ريف حلب الشمالي

سجل ضمن الرابط نحو سبعمئة عائلة فتم اختيار العائلات من قبل فريق التحقيق، وبمراعاة من  تنطبق عليهم شروط الجمعية، ووصل عدد العائلات المستفيدة لثلاثمئة وخمسين عائلة.

تقدم القرية الخدمات التعليمية للأطفال في مرحلتي الروضة والابتدائية، ويتم نقل طلاب المرحلة الإعدادية إلى مدرسة خارج المشروع عبر سيارات خاصة.

نزحت أم محمد مع أطفالها الأربعة من قريتها في تل مرديخ إلى خيمة في قرية الهوتة قرب دارة عزة، لكنها لم تعتد على حياة الخيام وقضت أياماً صعبة نتيجة قلقها المستمر على أطفالها، إذ لم تحمهم الخيمة من حر الصيف وبرد الشتاء، وتمكنت أخيراً من الانتقال إلى قرية شام للأيتام ، تقول: “إنها سعيدة  بإقامتها لحصولها على بيت من جدران تؤمن لأطفالها الحماية اللازمة، بإمكانهم اليوم متابعة تعليمهم أو تعلم إحدى المهن وهم تحت رعايتها”.