فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الوطنية والأشياء التافهة

المرة الأخيرة التي شعرت فيها بالوطنية من خلال الأشياء التافهة، يوم سقطت مدينة حلب، لم يكن العلم “أبو نجمتين خضر” الذي رفع على أنقاض مدينتي وذاكرتي له مفعول القشعريرة القديم، ولم يكن لنشيد حماة الديار وموطني هذا الصمت العظيم والجلال، حينها عرفت أني لم أعد اشعر بالوطنية من خلال أشياء تافهة، فلا العلم ولا النشيد ولا الشعارات ولا الكتب ولا ذاكرة المدن ولا شوارعها ولا جيشها ولا أبطالها ولا أمواتها ولا شهداؤها من أثقل كاهلي اليوم، هي نوبة انفلونزا حادة من جعلتني أهذي، بحرارة مرتفعة.

لسنا نادمين

قال لي صديقي الذي حاولت سماع صوته ليذكرني بأنه ما يزال على قيد الحياة، “نجوت قبل دقائق”، وأمام صمتي الطويل عن الرد أكمل “نعيش عمراً زائداً منذ سنوات، لا تهتم”.
أختي التي نزحت من معرة النعمان إلى هناك أيضاً، فراراً من موت إلى موت، أخبرتني أنها “تشاهدت وفقط”، لم تعد الشهادة مقتصرة على سماع الأذان، في كل دقيقة تكبيرات تستدعي “الشهادة”، وأمهات ترفعن سبابتهن في وجه الطائرات، بينما يحتضن باليد اليسرى خوف أطفالهن.
قبل يوم واحد هنا في المنفى، كان الفرنسيون يحتفلون بعيد الاستقلال، صوت المفرقعات النارية أجبر صديقي الملتصق بي في الطريق على الخروج من صمته، “تشبه قذائف المدفع 57″، التفت إلى السماء ليكمل “اضواؤها كالقنابل العنقودية”، وحين أصبح الصوت قريباً جداً، شعرنا برغبة في الاستلقاء على الأرض ووضع يدينا على آذاننا، لا أعرف لماذا لم نطلق “الشهادة” أم أنها حظ ما تبقى من أهلنا هناك.

الصيد في إدلب.. تداعيات في ظل الحرب

يتحدى عبد القادر الديب وأقرانه من الصيادين القلة، الذين ما يزالون يمارسون هذه الهواية، ظروف الحرب، يقولون إن المتعة والترويح عن النفس هو ما يدفعهم للاستمرار، يتتبعون أسراب الطيور في البراري برحلات صيد نهارية أو ليلية، يحملون بنادقهم و “مسجلاً للصوت عليه نغمة لتغريد طائر الحجل، والذي يجذب بصوته أسراب الطيور، نلتقطها بشبك منصوب فوق المسجل، أو نطلق عليها النار لاصطيادها”.
ظروف الحرب ألقت بثقلها على الصيادين، ففي الوقت الذي ما يزال عدد منهم يمارس هوايته أقلع كثر عنها، يقول حسين الطويل “عندما شعرت بالموت يلاحقنا من كل جانب، توقفت عن الصيد، أردت أن أعطي الطيور ما سلب منا خلال السنوات الماضية بالتمتع بالحياة”، أما أبو أسامة والذي رافقته مهنة الصيد لسنوات طويلة فقد أقلع عنها بعد مشاهدته “بعض النمامات التي اصطادها وهي تنزف”، يقول إنه رأى في تلك اللحظة “من أصيبوا في القصف من الذين يعرفهم، وهو ما دفعه لكره الصيد والتوقف عنه

زوجات الرؤساء ووهم “الفاترينا”

يلخص كتاب “حياة الفاترينا” الصادر باللغة التركية حياتنا الرقمية التي أضحت أسيرة الرقابة، نبحث من خلالها عن القبول الاجتماعي بين أقرانها أو ربما المنافسة، ونبرز للناظرين أفضل ما لدينا في […]

“الإنصات” حلقة مفقودة في بناء وعينا السياسي

خلافاً لما اعتاد عليه الآباء بتلقين أطفالهم البعد عن السياسة في سوريا منذ الصغر، خوفاً من انزلاق ألسنتهم بكلمة لا يحمد عقباها، كان الطقس اليومي والذي نتقاضى عليه نقوداً كافية […]

الحقيقيون في مواجهة الكومبارس

نعم نحن ممثلون.. وهذا العالم وقحٌ لا تليق به الحقيقة، علينا أن نترك الباب موارباً لما يمكن إنتاجه من معاناة، نعيد ترتيب الأحداث من جديد وكيفما يريد الجنس العالي (الحقيقي) منا. نلتزم بأوامر المخرج، لا نخرج عن النص إلا لتعزيز رؤيته، ننظر إلى الكاميرا.. نتفاعل معها كما تشتهي، ونخضع لجلسات طويلة من الفوتوشوب لإظهار الحقيقة.