“ضبع واد السبيل” عالق في ذاكرة ريف إدلب الجنوبي
حيكت القصص من أحداث واقعية، شابها التضخيم والمبالغة أحياناً، إلّا أنها اتسمت بما يألفه ويخافه السكان في المنطقة، وغلب في بنائها الحديث عن ضباع أو ذئاب مفترسة، أو جنّ يظهر ويختفي بأشكال وهيئات مختلفة، بيئة القصص كانت تفرض نفسها في كل مرة، ساعدها على ذلك جغرافية المكان المليء بالوحشة والدروب المقفرة والمغاور وبساطة المتلقي.
كان قتل أحد الضباع مدعاة للتفاخر، يتناقل الناس قصة بطلهم في أماسيهم، مع ما يضيفه الراوي من “بهارات” خاصة عن المكان والليل والوحشة وحجم الضبع وحديث البطل، كثيراً ما كانت تروى القصة بأشكال مختلفة بحسب راويها، إلّا أنها تعتمد على جذر واحد، وشخص معروف باسمه ونسبه، وهو ما كان يضفي عليها نوعاً من المصداقية التي تحتاجه لتعيش في الأذهان.