فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

أنا “العانس”

راودتها فكرة الخروج للمشي في الحارة، إلّا أن وجه جارتها أم عماد والذي بات يشكل كابوساً لها كلما مرّت به أثناء ذهابها إلى المدرسة، منعها من إكمال ما خططت له، أكيد أنها ستجدها مفترشة دكة الباب أما منزلها، وبعد إلقاء التحية ستكرر السؤال القاتل “إيمت بدنا نفرح فيكي”، هذه المرأة لا تكلّ ولا تملّ!
في كل مرة كانت تحاول جمانة تجنب السؤال والمرور سريعاً، كانت تعاجلها بالسؤال ذاته، فيتكسر قلبها كقطع الزجاج، وتلكم دموعها كي لا تظهر ضعفها، لتعيد رسم ابتسامة جافة مكتفية بالحوقلة والنصيب. كثيراً ما رغبت بالإجابة أو حتى بصفع أم عماد إلّا أنها كانت تتراجع عن ذلك مكتفية بالعجز، ولطم نفسها في غرفتها وحيدة، هي التي أمضت ست عشرة سنة، إضافة لسنة دبلوم تجيب عن كافة الأسئلة بإسهاب، تقف عاجزة عن ردّ حشرية نساء الحارة وعرّابتهم أم عماد.

“ألعاب الموبايل” إدمان خَطِر ومصدر دخل

يقول الباحث الاجتماعي الدكتور محمود الحسن إن “أي سلوك تتوفر فيه ثلاث نقاط يتحول إلى عادة، ومع تكرار هذه العادة تتحول الى إدمان، وهذه النقاط هي المعرفة والمهارة والرغبة، ففي البداية يبدأ الشخص بمعرفة كيفية ممارسة اللعبة عبر الجلوس مع الأصدقاء الذين يعلّمونه طريقة اللعب، ومن ثم يمارسها عدة مرات عندها يصبح ماهراً بها، وبالتالي تتشكل لديه رغبة كبيرة في ممارستها دوماً”.

وأضاف الحسن أن “تكرار ممارسة أي لعبة لمرات عديدة، تحفز الدماغ على إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة، وبالتالي تتحول تلك العادة إلى ما يُعرف بالإدمان السلوكي، وهو لا يقل خطورةً عن إدمان التدخين والمخدرات”.

الناجيات من الاعتقال أسيرات من جديد

أبو محمد وجدَ حلّاً مغايراً، فالمعتقلة هذه المرة ابنته وليست زوجته، والعصمة لا تعطيه الحق بطلاقها، اخترع لنفسه قصة وصدقّها، قال إن ابنته خرجت وزوجها لشخص غريب من منطقة بعيدة، بعد أن غاب هو فترة عن القرية لحَبكِ أكذوبته، في الوقت الذي طُردت فيه “مريم” لحظة دخولها على والدتها ناجية من الاعتقال، قالت لها “مريم ماتت.. ما عندي بنت اسمها مريم”، أما هدى فباتت تتجنب المشي في شوارع قريتها، البعيدات منها ينظرن لها نظرة اشمئزاز، أما القريبات فكان سؤالهم الذي لا يفارق لسانهن “اغتصبوكي”.

“خبز التنور” تراث حيّ وسبيل للعيش

تلوّح أم علي برغيف العجين بين يديها ليتسع حجمه، تدهن بعض الأرغفة بمنقوع الفليفلة الحمراء المطحونة مع الزيت والسمسم وبعض أوراق النعناع والبصل المفروم وبعض حبات العطون، وتترك بعضها لتبيعه كخبز عادي، ثم تلصقه بجدران التنور الفخاري بواسطة ما يدعى بـ “الطارة” وهي عبارة عن قطعة قماش مدورة دائرية الشكل محشوة بالإسفنج أو ببعض الأقمشة تستخدمها النساء لتضع الرغيف داخل فوهة التنور تجنباً للاحتراق، نصف دقيقة يحتاج الرغيف للنضج، تستخرجه أم علي لتبريده ثم وضعه في أكياس يتسع كل منها لعشرة أرغفة. تقول أم علي إنها تخبز ما يزيد عن 200 رغيف يومياً وإنها تحصل على ربح يومي يقارب 2000 ليرة.

الصحفي الإنسان حين لا يجيد أعمال “البستنة”

في الفيلم الذي انتشر مؤخراً عن حياة ماري كالفن الصحفية الإنسانة التي قتلت في حي بابا عمرو بسوريا، والتي وثقت جزء من معاناة السوريين وحياتهم، ونقلتها إلى العالم قبل أن تموت، رافق مصطلح “البستنة” البطلة بعد كل مرة كانت تعود فيها من عملها في واحدة من البيئات الخطرة التي غطت أحداثها، من إفريقيا إلى العراق وباكستان وليبيا، الكوابيس التي رافقتها خلال الفيلم، وصور القتلى والجثث والجوع والمعاناة، التأثر الذي ظهر جليّاً في وجهها وبكائها المستمر، والإدمان الذي كان يقودها في كل مرة للعودة إلى هناك، حيث وجدت انسانيتها، حتى بعد فقدانها لعينها، وارتدائها لقطعة قماش أظهرتها بصورة القرصان، والتي زادت من تعلقنا كمشاهدين بصورتها، التي أضاف لها مظهر القرصان هالة من الجمال والكاريزما.

الزواج الثاني.. حلّ أم مشكلة

لم تغب ظاهرة تعدد الزوجات في سوريا، إلّا أنها كانت بأعداد قليلة، شهدت تطوراً سريعاً خلال السنوات الماضية، كما ارتبط تعدد الزوجات سابقاً بأسباب معينة، كعدم الانجاب ومرض الزوجة، ناهيك عن بعض الحالات الأخرى والتي يتم فيها الزواج دون أسباب، كما ارتبطت هذه الظاهرة أيضاً بالقدرة المالية، وغالباً ما تكون المرأة الثانية من النساء “كبيرات السن” أو المطلقات والأرامل، أو ممن لا يملكن قسطاً جيداً من الجمال، تقول المرشدة النفسية حميدة، والتي أضافت أن الضغط النفسي ونظرة المجتمع للنساء “اللواتي لم يتزوجن والمطلقات والأرامل” باعتبارهن “عانسات” مع قساوة اللفظ، وتحولهن إلى عالة على عائلاتهم، دفعهن إلى القبول بالزواج الثاني كحل بديل، غالباً ما كن يندمن عليه.

“شغف” فسحة أمل لذوي الاحتياجات الخاصة نحو غدٍ أفضل

وتسعى جمعية “شغف” لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة عدة مهارات تمكنهم من الاندماج في المجتمع، من خلال العديد من الدورات التدريبية، منها دورات تعليم المكفوفين كيفية استخدام الهواتف الذكية، ضمن نظام (الأندرويد والآيفون)، فضلاً عن مهارات الحاسوب ومهارات تقنية أُخرى.
وتم تزويد الجمعية بأجهزة الكمبيوتر والانترنت للتعليم على تقنية “ويندوز” بكافة أنظمته الحديثة، إضافةً لتعليم المكفوفين طرق استخدام نظام “مايكروسفت أوفيس”، واستخدام الانترنت بالتحميل والتنزيل وبرامج التواصل الاجتماعي.

“أصحاب الخط الحلو” في سوريا المفيدة

السعي وراء الفتات، والإحساس بالأهمية، وأن تكون ملكياً أكثر من الملك، كلّها أسباب تأصلت في نفوس أصحاب الخط الحلو، وباتت شغلهم الشاغل، وجزء من تكوينهم الشخصي، بعد أن غابت الصورة التقليدية القديمة لهم، والتي شاهدناها عبر أفلام ومسلسلات حاكت حياتهم، بنظارات سوداء وجريدة رسمية وآذان رادارية، أو بامتهان مهن بسيطة كبائعي بالونات الأطفال وحلويات وبسطات الفول وأكشاك الدخان وسائقي تكسي ومصلّين في المساجد، لنقل أوجاع الناس لا لحلّها بل لمحاسبتهم عليها.

غرّد خارج السّرب رجل في واحد من المساجد، يحمل ورقة وقلماً، بصورة علنية، ويكتب على عجل ما يقوله “الخطيب”، فاللعب صار على “المكشوف”، لعلّه لم ينجح في اقتناء جهاز محمول جديد، ويترقى لمنصب “مخبر إلكتروني”.