فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

حرية.. للأبد

يقول الحاج عبدو (من قرية ترملا بريف إدلب) بعد سماعه خبر قصف منزله الذي تركه نازحاً منذ أشهر بعد رؤيته لدموع زوجته “كلو بيتعوض، بس الموت مالو حلّ، وإلّا ربك ما ينصرنا”، يربت على كتف رفيقة دربه وشريكته في الأيام القاسية والجميلة ليكمل “تستحق المزيد” في إشارة للثورة التي آمن بها منذ الأيام الأولى، مع يقين كامل بأنه “لا معركة بلا خسائر”.

مشاهد من الحب على وقع القذائف والنزوح

أمضت سلمى ليلتها بالبكاء والدعاء وهي تقلب رسالة الواتس آب التي وصلتها من حبيبها كرم، جملة وحيدة مختصرة وصورة له بزي عسكري حاملاً بندقيته، ووعد بالعودة وعدم النسيان، بينما انقطع […]

“أم زيتونة” حين تركنا فيها قبور شهدائنا

تحولت القرية الصغيرة التابعة لمدينة خان شيخون (جنوبي إدلب) إلى مسقط رأس معظم من استشهد من أبناء حماه خلال الثورة السورية، ومنذ عام 2012 باتت أم زيتونة مكاناً يستريح فيه […]

أيادٍ صغيرة في سوق العمل السوري

تترك عمالة الأطفال بمفهومها السلبي أثرها في الحياة الاجتماعية لأعداد كبيرة من العائلات السورية التي أجبرت بفعل الحرب على النزوح إلى مناطق أكثر أمناً في المناطق الشمالية من سوريا أو […]

اللحم والبصل ووجه والديّ كل ما بقي في المدينة

لا يشتاق كبار السن في مدينتي لأبنائهم كما نشتاق نحن، ولا يعبّرون عن فرحهم وسعادتهم إلّا لماماً، إلّا أن رغبتهم بكسر روتين حياتهم اليومية زادت من حرارة استقبالهم لي، أنا الوافدة الجديدة من ضفة الحياة إلى ضفة الموت. استلم والدي زمام المبادرة بأسئلة كثيرة وجهها لي عن حياتي وعملي ودراستي وأحوال أخوتي والنازحين هناك، بدا وكأنه لا يريد إجابات محددة ولعلّه كان يهرب من الأسئلة التي يعرف أني سألقيها عليه، هو يعلم مطلقاً أن لا مفرّ من الإجابة ولكنه حاول تأجيلها بقدر ما استطاع قبل أن أطلق عليه سؤال “كيف تعيشون؟”
أطرق والدي برأسه أرضاً، دقائق من الصمت مرّت أردفها بتنهيدة طويلة رافقتها عبارة “الحمد لله إلى الآن عايشين”، عرفت من ملامح وجهه ويديه المرتبكتين بعد أن شابك إحداهما بالأخرى لضمان ثباتهما أن ما عناه بالعيش غير ذلك المعنى القديم الذي ألفناه معه سابقاً، فلجمت فضولي تجنباً لإثارة شجون العجائز.

كعادة الأمهات اختبأت والدتي خلف طعام الغداء المكون من (اللحم والبصل) الذي وضعته في صدر البيت لتثبت أن الديار ما زالت عامرة، ولتتهرب هي الأخرى من البكاء كردّ طبيعي عن صعوبة فراقها لأولادها الذين تركوا هذا الجحيم للنجاة بأطفالهم، قال والدي إن اللحم والدجاج أكثر طعام من تبقى في المدينة بعد أن حال القصف وارتفاع أسعار التنقل وغلاء الإيجارات من نقل أصحاب المواشي لمواشيهم، فراحوا يبيعونها لدكاكين الجزارة كيفما اتفق وبأسعار زهيدة.

بعض “موت” في أريحا السورية

حين هممت بالخروج قهرني تجمع الجدران فوق أجساد أصحابها، أتعبني سماع أنين العالقين تحت الأنقاض، تحسست كاميرتي التي رافقتني طوال السنوات التالية، رغبت بتوثيق كل ما حدث، تذكرت تلك الصورة عن الفتاة الفيتنامية المشتعلة بنار قنابل النابالم وهي تصرخ وتبكي والتي أوقفت حرباً دامية، نفضت الغبار عن العدسة إلّا أن يدي قاومتا رغبتي بالتصوير، هذا العالم الأصم لن يوقف حربنا، آلاف الصور ومقاطع الفيديو لم تهز إنسانيته فما الجدوى من صورة جديدة، نقلت قدمي بصعوبة لأخرج من المكان، هذه المرة كانت الولادة متعسرة والطفل ولد ميتاً.