فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

بعض “موت” في أريحا السورية

حين هممت بالخروج قهرني تجمع الجدران فوق أجساد أصحابها، أتعبني سماع أنين العالقين تحت الأنقاض، تحسست كاميرتي التي رافقتني طوال السنوات التالية، رغبت بتوثيق كل ما حدث، تذكرت تلك الصورة عن الفتاة الفيتنامية المشتعلة بنار قنابل النابالم وهي تصرخ وتبكي والتي أوقفت حرباً دامية، نفضت الغبار عن العدسة إلّا أن يدي قاومتا رغبتي بالتصوير، هذا العالم الأصم لن يوقف حربنا، آلاف الصور ومقاطع الفيديو لم تهز إنسانيته فما الجدوى من صورة جديدة، نقلت قدمي بصعوبة لأخرج من المكان، هذه المرة كانت الولادة متعسرة والطفل ولد ميتاً.

“ضبع واد السبيل” عالق في ذاكرة ريف إدلب الجنوبي

حيكت القصص من أحداث واقعية، شابها التضخيم والمبالغة أحياناً، إلّا أنها اتسمت بما يألفه ويخافه السكان في المنطقة، وغلب في بنائها الحديث عن ضباع أو ذئاب مفترسة، أو جنّ يظهر ويختفي بأشكال وهيئات مختلفة، بيئة القصص كانت تفرض نفسها في كل مرة، ساعدها على ذلك جغرافية المكان المليء بالوحشة والدروب المقفرة والمغاور وبساطة المتلقي.

كان قتل أحد الضباع مدعاة للتفاخر، يتناقل الناس قصة بطلهم في أماسيهم، مع ما يضيفه الراوي من “بهارات” خاصة عن المكان والليل والوحشة وحجم الضبع وحديث البطل، كثيراً ما كانت تروى القصة بأشكال مختلفة بحسب راويها، إلّا أنها تعتمد على جذر واحد، وشخص معروف باسمه ونسبه، وهو ما كان يضفي عليها نوعاً من المصداقية التي تحتاجه لتعيش في الأذهان.

“أوقفوا هذا العالم.. نريد أن ننزل”

يوم أمس استيقظ العالم على صورة لأب يصرخ وهو يضع يديه على رأسه فيما يمدّ يده الأخرى لإنقاذ طفلته، طفلته التي تمسك هي الأخرى بيد أخيها الصغير قبل أن يسقط بعد أن دمّرت غارة جوية المنزل الذي يؤويهم، سبقها فيديو للدكتورة رانيا قيصر وهي توجه رسالة إلى العالم بعد قصف خلّف مجزرة في مدينة معرة النعمان، كانت تبكي وهي تطالب بالتوقف عن القتل، وفي اليوم نفسه أظهر مقطع فيديو “رجل إنسان” بترت نتيجة القصف، كانت بعيدة عن صاحبها الذي لا نعرف إن كان ما يزال على قيد الحياة، إلّا أن الصورة توحي بأنه تحول إلى أشلاء متناثرة في أرجاء المكان.
يقول عبد المنعم الأحمد (أحد شهود المجزرة الأخيرة في أريحا) إن ما تتناقله وسائل الإعلام ليس الحقيقة، هو جزء يسير منها، فلا أحد يستطيع نقل الخوف في أعين الناس وسماع دقات قلوب الأطفال المتسارعة، لا يمكن بحال من الأحوال أن تنقل الرائحة أيضاً، وإن كان المخيال يسمح، خاصة لمن عايش حالات قصف مشابهة في السابق، ببناء تصورات عما يحدث، إلّا أن الأمر اختلف عن سابقه، ما يحدث اليوم جريمة مكتملة ووقحة دون مداراة أو مواربة، وحجم الدمار وأعداد الضحايا يفوق حدود أي تصور مسبق، هي إبادة جماعية لكل شيء بدءً من الإنسان والبنى التحتية وليس انتهاء عند رغبة الناس بالحياة وتمني الموت.

الرسم بالرمال فنّ جديد في إدلب الخضراء

على بسطة لا تتجاوز مساحتها متراً ونصف المتر تطالعك معدّات وأدوات يستخدمها “بركات أبو أحمد” في حرفته اليدوية. إبرة للرسم بالصمغ، أقماع تناسب حجم القوارير الزجاجية، بعض المفكات والزجاجات المزخرفة […]

للدخان حكايته أيضاً..

  كان الكردي الستيني يضع أكياساً من التبغ أمام أحد المحلات الصغيرة على طريق الباسوطة في منطقة عفرين، ولكن “الترفيق” بين شطري مناطقنا المحررة من إعزاز وحتى إدلب وقتها، كان […]

“سوزوكي الحرية” في بنش تفتقد لسائقَيها

احتفظت زوجة حمزة زيواني بـ “طريزينة = سوزوكي الحرية” التي حملت زوجها وطفلها الشهيدين خلال سنوات الثورة لمدة خمس سنوات، قبل أن تبيعها منذ أشهر، تتساءل عن فائدتها بعد “رحيل […]

فوضى المراصد والأخبار الزائفة

في تشرين الثاني من العام 2013 كانت معركتنا الإعلامية في بلدة سبينة جنوب دمشق أطول وأقسى من الدفاع عن البلدة، فأمام مربض الهاون أو بالقرب من الخنادق كنت ترى القذيفة […]

جداريات “بنش”..بنات شرعيات للثورة

تصبح الحرب جزء من حياتنا اليومية، وتدخل في بنية وتكوين ما ننتجه من أدب وفنّ ورسومات، غالباً ما تكون مهمومة بالخراب والدمار والموت، تلد في أحايين أخرى سخرية لاذعة ترتبط […]