فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“الحمامات والعناية الطبية” تتصدر قائمة الإهمال في مخيمات الشمال السوري

تقول عفاف إن الأمهات اجترحن حلولاً للتعايش مع عدم تخديم المنطقة بالمرافق العامة، “كنا ننتظر الليل لتجتمع عدة نساء وفتيات يمسكن بعض الأغطية ويصنعن منها ساتراً على شكل غرفة صغيرة للاستحمام وتبديل الملابس بالتناوب حتى ينتهي الجميع.
المكان المكشوف أجبر النساء على البقاء بكامل ثيابهن طوال ساعات الليل والنهار مع غطاء الرأس، ساهم الصيف بتفاقم هذه المعاناة، تقول عفاف “كنا تكتفي بالصمت تجنباً للضجيج أو استباحة الخصوصية لأحاديثنا، ونبقى طوال النهار بوضعية الاستعداد دون أن نسمح لأجسادنا بالراحة أو التمدد”، تبقى النساء على هذه الحالة حتى الليل، ومع ساعات الفجر الأولى يعدن للروتين اليومي.

المنصات التعليمية عبر الإنترنيت “يالله المهم شهادة”

يرى غيث محمد “مهجر إلى الشمال السوري” أن ما تقدمه المنصات من فرص دراسية للطلاب تحمل الكثير من السلبيات التي لا يمكن التغاضي عنها إذ تفتقد المنصات التعليمية إلى الجانب الاجتماعي “الإنساني” في العملية التعليمية، وضعف التفاعل المباشر مع المعلم، وغياب الدور الحقيقي له ما يؤثر على دافعية الطالب للتعلم وتراجعها مع الوقت تدريجياً في غالب الأحيان، كما أن المادة العلمية غالباً ما تعتبر ضعيفة وسطحية ولا تحمل القدر الكافي من المعلومات التفصيلية، وخفض مستوى الإبداع والابتكار خاصة في إجابات الامتحان، ومن أكثر نقاط الضعف التي تؤثر على مصداقية الشهادة أن الطالب قادر على إعادة الامتحان بشكل مباشر في حال فشل في تجاوزه عدة مرات بدون تغيير الأسئلة، وتلعب التقنية الحديثة الدور الأبرز في هذا النوع من التعلم ولا تزال ضعيفة نسبياً في سوريا كضعف الإنترنت والأجهزة المستخدمة غالباً هي الهواتف الذكية التي لا تساعد كثيرا في هذا الأمر.

المرأة السورية والعمل

قدر “منسقو استجابة سوريا” نسبة النساء العاملات في إدلب بـ 15%، وهي إحصائية تخص العاملات بمجال التوظيف فقط، دون إيراد ذكر للعاملات في الزراعة أو المهن الحرة الأخرى، ويرى بعض النساء الإداريات في مراكز وتجمعات إدلب اللواتي التقيناهن أن النسبة أكبر من ذلك، إلّا أنه ومع ازدياد هذه النسبة برأيهن يبقى دور المرأة العاملة ضئيلاً، إذا ما أُخذ بالحسبان “زيادة عدد النساء مقابل الذكور في المنطقة بفعل المعارك والقصف والاعتقال والهجرة”، ووجوب الاعتماد عليهن في الأدوار المستقبلية بشكل أكبر، ليس فقط لتعويض النقص الحاصل بل لما يمتزن به من قدرة علمية وعملية، وترجع أهم أسباب تراجع نسبة العاملات في إدلب إلى طبيعة المجتمع المحافظة التي تمنع النساء، غالباً، من المشاركة في الكثير من المجالات، خاصة السياسية وبعض المكاتب الخدمية والأعمال التي تحتاج إلى التنقل والسفر والجهد العضلي، كذلك ظروف الحرب وما خلفته من غياب لفرص العمل، غالباً ما يفضل أرباب العمل الذكور عن الإناث في إنجاز الأعمال، ناهيك عن النزوح واللجوء إلى السكن في المخيمات (نساء كثيرات يعشن وحدهن في هذه المخيمات بعد فقدان أزواجهن، ويضطررن للبقاء لتربية الأطفال) التي تغيب فيها كافة أشكال وأنواع المهن والوظائف، باستثناء التعليم والصحة.

أسئلة الأطفال المحرجة فضول ودليل على حسن التفكير

توضح دراسة بعنوان “أساليب تعامل الوالدين مع أسئلة أطفالهم المحرجة” أن الأمهات غالباً ما يلجأن إلى استخدام أسلوب الإهمال في الرد على الطفل، أو الإجابات العشوائية الخاطئة، بعضهن يستخدمن العنف، متجاهلات أهمية هذه الأسئلة في تكوين شخصية الطفل، وما تمثله من حالة معرفية علمية للطفل تترك آثارها على مدى المراحل اللاحقة من حياتهم، وبينت الدراسة أن الأطفال الذين يتعرضون للإهمال المستمر أو سوء المعاملة يكونوا عرضة للاضطرابات الانفعالية والاجتماعية إلى حد كبير، أما الأطفال لذين يحظون بفرصة للنقاش غالباً ما يساهم ذلك في نموهم المعرفي.

أطفال الشمال السوري يعيشون رهابهم النفسي

“ماما معو بارودة” يستقبلنا الطفل عمر (3 سنوات) في واحد من مخيمات ريف حلب الشمالي، يعيدها مرّات كثيرة وهو يختبئ خلف والدته باكياً في الوقت الذي ترتجف يداه الصغيرتان، يومئ بيده إلينا مشيراً إلى “كاميرا التصوير” التي نحملها وسط دهشتنا ومحاولتنا فهم ما يريد.
عمر طفل فتح عينيه على الحياة ليجد نفسه جزء من مخيم أُجبر على الحياة داخله، وشكّل ما يراه تصوراته الجديدة وخياله الطفولي، فباتت كل قطعة سوداء في نظره بندقية!
ليس عمر الطفل الوحيد الذي نقل لنا ما يحمله من خوف، تقول المدرسة هيفاء (أستاذة التاريخ بواحدة من مدارس ريف إدلب الجنوبي) إنها تحاول جاهدة تهدئة الأطفال كلّما سُمعت أصداء طائرة في الأجواء. غالباً ما يفشل المدرسون بذلك، وتحكي لنا قصة آلاء (9 أعوام من قرية كفرومه بريف إدلب الجنوبي) والتي تبدأ بالصراخ ما إن تسمع عبر أجهزة اللاسلكي قدوم أي طائرة، تقول إنها تصاب بـ “الرعب” وتركض بين الصفوف في المدرسة وفي الممرات، وكلما حاول أحد تهدئتها تزداد خوفاً وصراخاً حتى يغيب الصوت.
والدة هبة (6 سنوات من مدينة إدلب) تقول إن لطفلتها معاناة أخرى، فما إن تسمع صوت صفارة الإنذار حتى تصاب بـ “حالة اختلاج كاملة”، تضع يديها على أذنيها وتختبئ تحت السرير، ترافقها دوماً عبارة “ما بدي موت” بصوت يشبه الصراخ.
أما عبد الرحمن (وهو طفل مهجر من الغوطة الشرقية فقد ساقه بقذيفة استهدفت باحة المدرسة) فلم تفلح جميع المحاولات التي قامت بها الطبيبة “أماني بلور” مديرة مشفى الكهف في الغوطة الشرقية التي عالجت إصابته سابقاً بإقناعه للعودة إلى صفوف المدرسة، تقول إن كلمة “مدرسة” تحمل له “الرعب والهلع”، وإنه يعاني من صدمة نفسية، إذ ما يزال المشهد حاضراً في ذاكرته، وتخشى أن تستمر مدى الحياة.

“المكدوس” أكلة السوريين في السراء والضراء

أم عبدو من سكان مدينة جرمانا في ريف دمشق تفضّل مع عائلتها المكدوس بشكلٍ كبيرٍ ولا سيما على الفطور، لكن وضعهم المادي السيء يعيق تحمّل تكاليف مستلزماته، لذلك عمدت إلى إدخال بعض التعديلات على الحشوة، كي تستطيع تحضير كمية كافية للمونة وبسعرٍ منخفض.
تقول أم عبدو لموقع فوكس حلب: “اشتريت باذنجان متوسط الجودة (باذنجان حمصي) سعر الكيلو 100 بدلاً 150 ليرة، إضافةً لتخفيض كمية الجوز، بحيث وضعت نصف كيلو جوز متوسط الجودة لكل عشر كيلو باذنجان بسعر 2000 ليرة سورية، أو وضع كيلو فتسق عبيد بدل الجوز بـ (1500 ليرة للكيلو)، إضافةً لــ 2 كيلو دبس فليفلة (600 ليرة)، ورأس ثوم (200 ليرة) وملح (100 ليرة)، كما قمت باستبدال زيت الزيتون بزيت نباتي خفيف (سعر الليتر 600 ليرة سورية)، بحيث أضع ليتر واحد لكل عشرة كيلو”.
تضيف أم عبدو قائلةً: “اعتماد تلك المكونات السابقة كفيلة للحصول على مكدوس بسعر مناسب، بحيث تبلغ تكلفة تحضير عشرة كيلو 4500 ليرة سورية، وهذه التكلفة تناسب أصحاب الدخل المتوسط والمحدود، لذلك يسمى مكدوس الدراويش، ومن خلال هذه الطريقة يمكن تحضير خمسين كيلو مكدوس بحوالي 22 ألف ليرة سورية، والتي تكفي كامل مونة الشتاء”، مشيرةً الى أنه “يمكن الحصول على مكدوس الدراويش بنكهة مقبولة، في حال وضع نصف كيلو جوز لكل عشرة كيلو باذنجان، بدلاً من كيلو فستق عبيد، وخلط القليل من زيت الزيتون مع الزيت النباتي”.

أطفال المدارس في إدلب ينتظرون أيلولهم الأسود

تقول أم يوسف إن طفلتها قدمّت لها “حصالتها” التي جمعت فيها النقود لعام كامل، قالت إنها كانت تحرم نفسها من كل ما يشتهيه الأطفال، أرادت شراء حقيبة زهرية اللون عليها أميرة وأرنب وحقل أخضر، على مضض قبلت الأم، بينما راحت الطفلة الصغيرة تنام مع حقيبتها في فراش واحد، وفي الصباح ترتدي حقيبتها الفارغة وتخرج أمام قريناتها في الخيام بحذاء مهترئ.

ترى أم يوسف إنه من المستحيل تلبية لوازم الدراسة كاملة، “نحتال لتمر السنة الدراسية بسلام”، وتأمل أن تستطيع تعليم أطفالها الأربعة، “خسرنا كل شيء ولم يبقى لنا سوى تعليمهم كحلّ أخير”، حالها كحال الجميع تقول السيدة، وهو ما وافق عليه أبو عمر، فكسوة أطفاله الثلاثة تتطلب ما يزيد عن دخله الشهري، لذلك “اكتفى بشراء حقيبتين وثلاثة دفاتر وبعض الأقلام”.

يحلم (عدنان) ذو العشر سنوات، بحقيبة جديدة، غير تلك التي تلبسها أخته، وتصل إليه بالتقادم، وحذاءً وملابس جديدة، لا يهمه إن كان اللباس موحداً أم لا، هو لم يعتد ذلك في سنوات الدراسية الماضية، ويريد أقلاماً ملونة ودفاتر بأوراق بيضاء ناصعة، تشبه تلك المعروضة في المحلات التجارية والتي يقول أصحابها إنهم يخرجونها في كل عام ويقومون بترتيبها علّها تباع، ويصفونها بـ “البضاعة الكاسدة”.

“المصاهرة” في إدلب اندماج في العادات واللهجات والأطعمة

تحب غادة طبق “المليحي” الشهير في درعا بعد تعلمها كيفية صناعته من أخت زوجها، إذ يغيب هذا الطبق “المكون من اللحم والرغل واللبن الجامد والسمن العربي” عن قائمة ربات المنازل في إدلب، تقول إن المليحي الذي صنعته أعجب زوجها، وبالمقابل صنعت له “الملوخية” التي قال إنه لم يأكلها سابقاً وأحبها بدوره.