فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

رحلة الساعة والساعتين تحوّلت ليومين..كيف تبدّلت ظروف التنقّل بين الشمال والجنوب السوري؟

قال سائق من ريف إدلب فضّل عدم ذكر اسمه: “اتفقنا مع بعض حواجز النظام على تسيير رحلات تضم ركاب من مختلف المحافظات، مقابل تقاضيهم مبالغ مالية كبيرة، حيث تبلغ أجرة الراكب الواحد من أبناء إدلب ودمشق ودرعا والمناطق الشرقية 250 ألف ليرة سورية، ويستغرق الطريق حوالي 30-35 ساعة، أما أهالي حلب وحمص وحماه والساحل، فتبلغ أجرة الراكب 45 ألف ليرة، ويستغرق الطريق 12 ساعة فقط”.

وأخيراً حنّ علينا “والي جنديرس”

وبالبحث عن ملكية الأرض التي أقيم عليها مخيم الملا خليل (غرب جنديرس) وجدنا أنها تعود لواحد من رجالات النظام السابقين كان يشغل منصب الأمين القطري المساعد لحزب البعث “زهير مشارقة” وتقدر مساحتها بأربعة عشر هكتاراً، يقول بعض من التقيناهم “لا نعرف فعلياً سبب منعنا من الدخول إلى المخيم، الديموغرافيا أم حماية أملاك مشارقة!”.

أسئلة الأطفال القاتلة

أصطلح مع طفليَ تسمية “أطفال الثلج” للصور التي نشاهدها عن معاناة الأطفال في المخيمات خلال الظروف المناخية القاسية التي يعيشونها، أحاول التخفيف من حدة المشهد باسم يرتبط في الذاكرة بأشياء جميلة في ذاكرتي، إلا أن ذلك ينهار أمام تساؤلاتهم التي لا تنتهي عن أطفال يموتون من البرد، يسألني صغيري عن إيمان الطفلة التي قضت بين يدي والدها برداً في واحد من المخيمات والتي تسكن صورتها مخيلتي وعقل طفليَ “كيف ماتت؟”، أحاول أن لا أكذب “من البرد”، سؤال آخر “ما عندون صوبة”، مجدداً أقول الحقيقة “لا ما في”، أقطع الطريق عن أسئلة جديدة ستجبرني على قول الحقيقة، أحكي لهم عن السبب وراء كل هذا، أحصرها بشخصية واحدة أبدأ بشتمها ويفعلان مثلي، دون أن أستطيع إيقافهم بالحديث عن “الكلام البذيء”، و “أسس التربية”.

الفرق التطوعية في إدلب “بحصة بتسند جرة”

سعى عدد من السكان في إدلب لتشكيل حملات طارئة وفرق إغاثية تطوعية بهدف تأمين بعض الاحتياجات للوافدين الجدد، بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي أدت إلى نزوح ما يزيد عن مليون شخص من أرياف إدلب وحلب، والتي تسببت بأزمة إنسانية كبيرة في ظل ضعف الاستجابة من قبل المنظمات الإنسانية نتيجة الأعداد الكبيرة للوافدين وتراجع الدعم المقدم من قبل المانحين، إذ تقدر نسبة الاستجابة الحالية بـ ٣.٤٪ من الاحتياجات بحسب منسقو الاستجابة.

في إدلب: تهديدات تركية ولا مبالاة روسية

سير المعارك العسكرية يظهر لا مبالاة من قبل قوات النظام وروسيا بالتصريحات التركية، في الوقت الذي نزح فيه ما يزيد عن نصف مليون مدني منذ بداية العام الحالي، بينما يعيش باقي السكان في المنطقة في ظروف مأساوية ستتحول إلى كارثة إنسانية في حال لم يتوقف الهجوم على مدنهم وبلداتهم، إذ وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استشهاد 183 مدنياً، بينهم 52 طفلاً و30 سيدة، ضمن 9 مجازر قامت بها قوات النظام وحليفتها روسيا منذ منتصف شهر كانون الثاني وحتى 7 شباط الحالي

أسوار سراقب بين المستحيل والممكن

وكانت الحكومة التركية قد أنشأت أربع نقاط مراقبة لتحيط بمدينة سراقب من كافة الاتجاهات، توزعت هذه النقاط من الجسر الشمالي للمدينة وهي النقطة الأولى، إلى طريق أريحا سراقب عند معمل حميشو وهي النقطة الرابعة التي تم استهدافها، إضافة لنقطة في الحي الشرقي بالقرب من كازية الكناص، وأخرى في صوامع القمح على طريق حلب دمشق في قرية مرديخ.
السيطرة على مرديخ يعني أن النقطة التركية هناك باتت محاصرة، وقللت من التفاؤل برد عسكري تركي يوقف تقدم قوات الأسد وحلفائها، أو التعويل على هذه النقاط في منع سقوط المدينة، وهو ما دفع الكثير من أبناء المدينة للتوجه إلى الجبهات للدفاع عن بيوتهم وأراضيهم.

آفاد التركية في عفرين “لا بترحم ولا بتخلي حدا يرحم”

يقول أبو علي (صاحب محل لصناعة وبيع الخيام) إن عشرات العائلات تتوافد إلى محله في كل يوم بحثاً عن خيمة، وإنه وعماله يعملون في الليل والنهار لتلبية الطلبات المتزايدة لإيواء السكان والتخفيف من معاناتهم، ويبلغ سعر الخيمة الواحدة نحو (١٣٠ دولاراً) وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الوافدين، يخبرنا أبو علي أن كثيراً من الوافدين يعرضون ما استطاعوا حمله من أثاث منازلهم للبيع لشراء خيمة ينصبونها في العراء.

لا “خان للفقراء” يؤوي الوافدين في إدلب

بالقرب من الخان الذي اندثرت معالمه، والذي اكتسب اسمه من مهمته التي بني من أجلها، وهي استضافة الفقراء والوافدين ممن لا يملكون القدرة على دفع إيجار السكن في إدلب لليلة أو ليلتين مجاناً، تسكن أم وليد في منزل قديم له فسحة سماوية يتوسطها بئر قديم مغطى بحجر كبير، وفي صدر المنزل غرفة واسعة بسقف مقعر من الداخل على شكل قباب من الجبص الأبيض، تستخدمها أم وليد كمستودع، فهي على حد قولها كبيرة ومعتمة ولا تصلح للسكن، بينما تسكن السيدة وعائلتها في الغرفة الصغيرة المشمسة، يجاورها درج تآكلت حوافه مع الزمن يوصلك إلى غرفة صغيرة أخرى على السطح وتدعى بـ “العلية”، تقول أم وليد إنها كانت تستخدم كغرفة للأذان منذ زمن قديم، لها قبة حجرية وفي داخلها فتحات وبعض الأحجار الكبيرة التي هدمت مع الزمن