الوطنية والأشياء التافهة
المرة الأخيرة التي شعرت فيها بالوطنية من خلال الأشياء التافهة، يوم سقطت مدينة حلب، لم يكن العلم “أبو نجمتين خضر” الذي رفع على أنقاض مدينتي وذاكرتي له مفعول القشعريرة القديم، ولم يكن لنشيد حماة الديار وموطني هذا الصمت العظيم والجلال، حينها عرفت أني لم أعد اشعر بالوطنية من خلال أشياء تافهة، فلا العلم ولا النشيد ولا الشعارات ولا الكتب ولا ذاكرة المدن ولا شوارعها ولا جيشها ولا أبطالها ولا أمواتها ولا شهداؤها من أثقل كاهلي اليوم، هي نوبة انفلونزا حادة من جعلتني أهذي، بحرارة مرتفعة.