“دم النخل” انتصار وهمي على سرديات كثيرة قادمة
لسنا مشمولين بالرضى في الشارع المعارض، وليس مهماً رأينا في عرض الفيلم أو تأجيله أو حتى منعه، نحن الشر الذي ستبنى عليه أدوار البطولة الجديدة، الكومبارس الذي سيخضع للتعذيب والقتل والاعتقال، وستكون مشاهد التصوير حية هذه المرة فلا داعي لمساحيق التجميل لإظهار الكدمات، والميكروكروم للون الدم النازف، وقطرات العين أو حتى البصل للدموع التي ستذرف، لهجتنا أيضاً غير مهمة طالما أنهم اختاروا لنا اللغة العربية الفصحى لتمثلنا، وفي أفضل الأحوال ليس لمناطقنا بكاؤون أو مدافعون عنها، هي ليست ضمن سورياهم المفيدة، وأجسادنا “لبيسة” لأي دور هامشي يريدونه لنا، طالما أن البلاد وآثارها ومواردها وأراضيها ليست جزء منا، وأن زنوبيا تدمر وسيف الدولة الحمداني والمعري ليسوا جزء من تاريخنا أيضاً.