فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الصورة: طائر الفري في مفقس ببلدة زردنا شمالي إدلب.

طائر الفري إنتاج وفير يعبر مدن الشمال السوري عبر “واتس آب”

محمد جميل

ينظم مربو طائر الفري (السمان) تجارتهم عبر مجموعات واتس آب، يحددون من خلالها الأسعار ويتبادلون فيها الخبرات، نتيجة صعوبة تصديرها، خاصة مع رواجها كتجارة رائجة وناجحة في الشمال السوري. حوّل […]

ينظم مربو طائر الفري (السمان) تجارتهم عبر مجموعات واتس آب، يحددون من خلالها الأسعار ويتبادلون فيها الخبرات، نتيجة صعوبة تصديرها، خاصة مع رواجها كتجارة رائجة وناجحة في الشمال السوري.

حوّل سكان في إدلب تربية طائر الفري وأنواع أخرى من الطيور مثل دجاج الزينة إلى مصدر رزق في ظل انتشار البطالة، لسهولة العناية بها ووفرة إنتاجها.

والفري أحد أصغر الطيور الداجنة في العالم، يزن بين 150 إلى 200 غراماً، تضع إناثه بيضة واحدة يومياً بعد نحو سبعة أسابيع من العمر، ويتناقص تدريجياً بعد السنة الأولى.

تفقيس صناعي وتربية سهلة

يقول حمشو أحد مربي طائر الفري في زردنا شمالي إدلب إن فكرة عمله في تربية الطيور وصلته بتشجيع من والده وعمه اللاجئين في ألمانيا، لتأمين مصدر رزق له بعد توقف عمله وجلوسه في المنزل.

البداية كانت من تربية الدجاج قبل أن ينتقل إلى تربية الفري ودجاج الزينة، بعد حصوله على الخبرة التي يراها “مناسبة” للبدء بمشروعه وبكلفة لا تزيد عن أربعمائة دولار.

يبيع حمشو جزء من بيض طائر الفري، ويبلغ سعر البيضة ليرة تركية واحدة، ويضع القسم الآخر في “مفقس” آلي لتفريخها وبيعها، إذ يتراوح سعر الفرخ بين ثلاث إلى خمس ليرات تركية، يحدد السعر عمر الفرخ ونوعه وحجمه.

والمفقس الآلي جهاز محلي الصنع، يتألف من صندوق مغلق معزول يحوي سخانات وجهازاً لتعديل الرطوبة ومراوح لتبديل الهواء، إضافة لحساسات لفصل وإقلاع جهاز الرطوبة والسخانات لتأمين درجة الحرارة الموائمة لاحتضان البيض (37,7) والرطوبة (50) درجة.

الصورة: مفقس آلي صغير الحجم.
الصورة: مفقس آلي صغير الحجم.

بعد تفريخ البيض يحتاج طائر الفري الصغير إلى حاضنة تتراوح درجة حرارتها بين 33 إلى 34 درجة مئوية، تؤمن عبر لمبة توليد الضوء وتعدل الحرارة من خلالها.

يلجأ المربون إلى المفقس الآلي لطبيعة طائر الفري الذي لا يميل لاحتضان البيض سوى مرة واحدة سنوياً، بحسب البيطري عبد الحكيم توفيق، والذي يرجع السبب لطبيعة الطائر البرية.

ويضيف البيطري توفيق إن التفقيس الآلي يساعد على إنتاج فراخ الفري، نظراً لإنتاجه العالي من البيض، وقصر مدة التحضين (18 يوماً)، وفترة البلوغ التي لا تزيد عن شهر واحد.

البيع أصعب المراحل

يزيد سعر كيس العلف (50 كيلو غراماً) المخصص لفراخ الفري الصغيرة عن 26 دولاراً، ويبلغ سعره للطيور البالغة (21 دولاراً)، وهي تكلفة يصفها المربون بـ “المرتفعة”، ما دفعهم لتركيب أعلاف لفراخهم بأنفسهم، من خلال جرش القمح والشعير والذرة والصويا والملح وحب السوبر والبازلاء والرمل وبعض الأدوية مثل مضادات الفطور، يتم تركيبها يدوياً بنسب محددة للتحايل على غلاء أسعار العلف الموجود في الأسواق.

الصورة: طائر الفري في مفقس ببلد زردنا شمالي إدلب
الصورة: طائر الفري في مفقس ببلد زردنا شمالي إدلب

لا يشكل ارتفاع التكلفة الصعوبة الأبرز لمربي طائر الفري، لكن توفير طرق لتصدير الإنتاج تمثل المعاناة الأكبر، إذ تشهد أسواق الشمال السوري ركوداً بسبب كثرة الإنتاج وعدم توفر طرق تصريف الإنتاج وهو ما يدفع المربين للامتناع عن البيع والعرض، إذ يبلغ ثمن الفرخ اليوم نحو ليرتان ونصف الليرة تركية،  وهو مبلغ أقل من تكلفة الفرخ ليصل إلى البلوغ.

ينتج حمشو يومياً بين خمسين إلى ستين بيضة من طائر الفري، ويحضن في المفقس نحو ألفي بيضة بدأت بالتفقيس، ويتوقع أن يجني نحو ثلاثمئة دولار كربح خلال دورة الإنتاج التي يقدرها بنحو عشرين يوماً، خمسة عشر يوماً منها في المفقس وخمسة أيام في الحاضنة، تصبح بعدها جاهزة للبيع والتربية، وتبلغ هذه الفراخ مرحلة البيض بعمر أربعين إلى خمسة وأربعين يوماً يحتاج فيها الطير إلى الإنارة ليلاً ونهاراً.

ويقول البيطري توفيق إن بيض طائر الفري يساعد على الوقاية وعلاج العديد من الأمراض الجلدية، فبيض الفري قلوي عال ويحتوي على العديد من مضادات الأكسدة وهو ما يخفف من مستويات حموضة المعدة ويسهم بعلاج القرحة وعلاج أمراض القلب وخفض ضغط الدم. وهو ما يشجع سكان على شرائه وتناوله.

الصورة: بيض لأنواع مختلفة من الطيور منها طائر الفري ودجاج الزينة في مفقس ببلدة زردنا شمالي إدلب.
الصورة: بيض لأنواع مختلفة من الطيور منها طائر الفري ودجاج الزينة في مفقس ببلدة زردنا شمالي إدلب.

وينظم المربون الكبار تجارتهم عبر مجموعات واتس أب، يحددون من خلالها أسعار البيض والفراخ، ويتبادلون فيما بينهم الخبرات، لكن بائعو فري جدد يبيعون بأسعار غير مناسبة للتخلص من إنتاجهم ما يؤدي إلى خسارة المربين الآخرين.

تعبر تجارة طائر الفري المدن والمناطق في الشمال السوري من إدلب إلى الباب وجرابلس، عن طريق العرض على مجموعات واتس اب تضم المربين من مناطق الشمال السوري كافة.

لا يقتصر المربون على إنتاج فراخ الفري، بل تجاوزوا ذلك إلى بيض الدجاج البلدي ودجاج الزينة بكافة أنواعه، والهندي بنوعيه الألماني (الأحمر) والبلدي وبيض الطاووس.