فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الصورة من الإنترنيت

المعاهد الخاصة تشهد إقبالاً من قبل طلاب الشهادات في إدلب

رحاب مصطفى

التحق رامز “شاب مهجر من معرة النعمان” بأحد المعاهد الخاصة ، أملا بتحصيل النتيجة التي يرغب بها في الثانوية العامة، فقد تأثرت دراسته بسبب نزوحه إضافة لغياب الدعم عن قطاع […]

التحق رامز “شاب مهجر من معرة النعمان” بأحد المعاهد الخاصة ، أملا بتحصيل النتيجة التي يرغب بها في الثانوية العامة، فقد تأثرت دراسته بسبب نزوحه إضافة لغياب الدعم عن قطاع التربية، وتوقف الدوام بشكل متكرر نتيجة الأوضاع الأمنية ووباء كورونا، ما أجبره على تحمل نفقات المعاهد الخاصة .

رامز واحد من مئات الطلاب الذين لجأوا للتعليم الخاص خلال السنوات الأخيرة، لتكون رديفاً للتعليم العام،  في حين قرر بعضهم الاعتماد عليها بشكل كامل ما أدى لرفع أعداد تلك المعاهد.

يوجد في إدلب نحو مئتي معهد خاص تم ترخيصها من قبل مديرية التربية، إضافة لخمسة وعشرين معهداً ما تزال قيد الترخيص، بحسب رئيس دائرة التعليم الخاص في مديرية التربية، والذي قال إن المديرية تمنح كافة التسهيلات لتلك المعاهد للحصول على التراخيص المطلوبة، حيث تشهد تلك المعاهد  إقبالاً متزايداً من قبل الطلاب.

ساهمت المعاهد الخاصة بخلق فرص عمل لعشرات المدرسيين بعد توقف الدعم عن مديرية التربية، يقول أحمد العمر “مدرس لمادتي الفيزياء والكيمياء” إنه تعاقد مع عدة معاهد خاصة في محاولة منه للتأقلم مع الواقع الجديد الذي فرض عليه، والذي وضعه أمام خيار ترك المهنة والبحث عن عمل آخر لتأمين قوت عياله.

ويرى العمر أن ازدياد أعداد المعاهد الخاصة نابع من رغبة الأهل بتعويض الفقد التعليمي لأولادهم وتحسين ظروفهم التعليمية رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة.

يقيم رامز مع عائلته في مخيم للنازحين لكن فقر الحال لم يمنع والدته من تسجيله في المعهد، فقد باعت قطعة الذهب التي تملكها لتدفع تكاليف دراسة رامز وأخته رؤى في المعهد.

تختلف أقساط التسجيل بين معهد وآخر حسب عدد الطلاب وتجهيزات كل معهد والميزات التي يمنحها للطلبة، بحسب  مصعب عربو “مدير معهد كللي الخاص”.

يحدد عربو رسم التسجيل في معهده بـ 175 دولاراً لطلاب البكلوريا العلمي، و150 دولاراً لطلاب البكلوريا الأدبي، ومئة دولار لطلاب الشهادة الإعدادية، موضحاً أن هذه الأقساط تستعمل لتغطية إيجار بناء المعهد وكلفة تجهيزه وأجور المدرسيين والدعم اللوجستي اللازم للعملية التعليمية.

تتقاضى المعاهد الخاصة رسوم التسجيل مباشرة، لكن معاهد أخرى تقبل بتقسيطها على أشهر الدراسة بهدف التخفيف من الضغط المادي على الأهالي.

تقول يارا طالبة بكلوريا إن الذي شجعها على التسجيل في معهد كللي الخاص، هو القسط المريح الذي يتوزع على عشرة أشهر حيث تدفع سبعة عشر دولار كل شهر.

يرى من التقيناهم من طلاب أن المعاهد الخاصة حققت في العام الماضي نتائج جيدة، ما دفع عشرات الطلاب الجدد للانضمام إليها، ويختلف عدد الطلاب بين معهد وآخر بحسب القدرة الاستيعابية للمعهد وبحسب مهارة المدرسيين المشرفين عليه.

يتفاخر أحمد العمر بعدد من يقوم بتدريسهم من الطلاب، ويرجع هذا لسمعته الحسنة ومهارته في إيصال المعلومة بشكل مبسط للطلاب، يقول إنه يقوم بتدريس الفيزياء والكيمياء لخمس شعب في معهد واحد فقط ناهيك عن المعاهد الأخرى التي تعاقد معها. في حين يرى بعض الطلبة أن انشغال المعلم بهذا الشكل قد ينعكس على طلابه بشكل سلبي، نتيجة ضيق وقته.

نقل أحمد تعتاع معهده الخاص من مدينة كفرنبل إلى مدينة إدلب، ووصف الإقبال على معهده بالممتاز، خاصة أنه تعاقد مع كوادر جيدة ما شجع الطلاب على الإقبال على المعهد.

ويرى التعتاع أن أسلوب عمل المعاهد الخاصة يشجع الطلاب على الانضمام إليها، حيث تبدأ دوامها قبل بدء العام الدراسي وتقوم بمراجعة المعلومات السابقة قبل البدء بمنهاجه الجديد ما يساعد الطالب على فهم واستيعاب المعلومات الجديدة، كما يجري التعتاع في معهده اختبارات مستمرة لمراقبة استيعاب الطلاب لدروسهم، وقبل نهاية العام الدراسي يجري لهم امتحاناً رئيسياً مشابهاً للامتحان العام بهدف إدخال الطلاب لأجواء الامتحان وليعرف الطالب مستواه بشكل أوضح ما يدفعه لمضاعفة جهده.

يقول التعتاع إنهم قاموا بتكريم واحد وثلاثين طالباً في العام الماضي، كان من بينهم لين الحسن (الطالبة التي نقصها درجة واحدة عن العلامة الكاملة).

يرى من التقيناهم من الطلاب أن المدارس العامة غير قادرة على العمل نتيجة الإغلاق المتكرر ونقص الكادر التدريسي الذي نجم عن انقطاع الدعم.

تقول فاطمة “مدرسة لغة عربية” إن العملية التعليمية تراجعت في المدارس العامة بمختلف مراحلها وذلك لعدم انتظام دفع رواتب المعلمين والمدرسين، وعادة ما تكون مرهونة بتوفر الدعم مما يؤدي الى كسل وإهمال بعض المدرسين حيث يترك بعضهم التدريس فجأة ما يدفع الأهالي للجوء للمعاهد الخاصة “.