فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

في زمن كورونا.. مدارس إعزاز الخاصة تغص بالطلاب والعامة متوقفة جزئياً

ابراهيم ابو سيف

يرتدي أحمد (طالب في الابتدائية) ثيابه وحقيبته المدرسية كل صباح قبل أن يوقظ والدته لتصحبه إلى مدرسته المغلقة في مدينة إعزاز، ليبدأ بنوبة بكاء للذرائع التي تخبره بها والدته عن […]

يرتدي أحمد (طالب في الابتدائية) ثيابه وحقيبته المدرسية كل صباح قبل أن يوقظ والدته لتصحبه إلى مدرسته المغلقة في مدينة إعزاز، ليبدأ بنوبة بكاء للذرائع التي تخبره بها والدته عن سبب تأخر العام الدراسي.

تروي والدته إن أحمد يرى أقرانه من أبناء الجيران يتجهون إلى مدارسهم الخاصة. الذريعة التي تمنع افتتاح المدارس العامة من قبل مديرية التربية كانت انتشار فيروس كورونا، وتتساءل إن كان الفيروس لا يصل إلى الطلبة في المدارس الخاصة!

وكانت مديرية التربية في مدينة إعزاز قد سمحت بالتحاق طلاب المرحلة التحضيرية والصف الأول في الثالث عشر من أيلول الجاري، وكذلك طلاب الثالث الإعدادي والثانوي في العشرين من الشهر ذاته، ولم يصدر قراراً بخصوص باقي الصفوف.

العودة إلى المدارس العامة تدريجية

افتتحت المدارس تدريجياً وعلى شكل مجموعات صغيرة في الروضات والصف الأول الابتدائي، حيث قسمت كل شعبة إلى خمسة أقسام يكون الدوام فيها ليوم واحد من كل شعبة. مع أخذ الاحتياطات اللازمة من تباعد وكمامات وتعقيم للحد من انتشار الوباء. أما في صفي الثالث الإعدادي والثانوي فقد قسمت كل شعبة إلى مجموعتين تداوم كل منهما ليومين أسبوعياً.

يقول محمد نادر حوراني مدير تربية إعزاز إن عودة باقي الصفوف ستكون تدريجية في حال خلو المدارس من الإصابات. وإن إجراءات تعطيل المدارس جاءت لعدم توفر القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من المصابين في حال انتشار الوباء، مؤكداً أن المديرية تلتزم بالاحتياطات اللازمة.

بين الخاص والعام

بعيداً عن المدارس العامة تستقبل المدارس الخاصة الطلاب في مختلف الصفوف، وهو ما سبب “إحراجاً كبيراً” لمديرية التربية بسبب كثرة المراجعين للسؤال عن سبب توقيف المدارس العامة والسماح للخاصة ببداية العام الدراسي، وما يمكن أن يحدث ذلك من خطر على الطلاب.

سبّب توقف المدارس العامة ازدحاماً كبيراً على المدارس الخاصة التي ضاقت بطلابها، ولم يعد هناك مكان لتسجيل أي طالب جديد، تقول أم يزن (نازحة من غوطة دمشق) “حاولت جاهدة تسجيل ابني خالد في مدرسة خاصة ريثما تفتح مدرسته العامة، دون جدوى”، وإنها وغيرها من أولياء الطلاب ينتظرون قراراً من مديرية التربية ببدء العام الدراسي.

وتؤكد على حق الطلاب بـ “تكافؤ الفرص” بين تلاميذ القطاعين العام والخاص في التحصيل العلمي وتدابير الوقاية من الفايروس.

قرار المكتب التعليمي في إعزاز  بخصوص عمل  المدارس الخاصة
قرار المكتب التعليمي في إعزاز بخصوص عمل المدارس الخاصة

يقول نوري السيد علي معاون رئيس المكتب التعليمي في المجلس المحلي بإعزاز إن قرار تأجيل بدء العام الدراسي شمل القطاعين العام والخاص، إلا أن الأخير لم يلتزم به.

كما قامت المديرية بالاجتماع مع مدراء المدارس الخاصة والتشديد عليهم للالتزام بتنفيذ خطة الدوام الصادرة عن المديرية في مهلة أقصاها يوم غد الأحد تحت طائلة الإغلاق.

نريد حلاً

يرى محمد رجب (مدير مدرسة النخبة الخاصة) أن على مديرية التربية إعادة النظر بقرارها، خاصة وأن الوباء العالمي من الممكن أن يستمر لسنوات، فهل ستبقى المدارس مغلقة؟

ويؤكد الرجب إنهم سيلتزمون بالقرار، كما التزموا في المرة القادمة إلا أنه يطرح حلولاً بديلة عن الإغلاق، مثل تقليل عدد الطلاب في الشعبة الواحدة والدوام المدرسي لأكثر من فوج واحد والتقليل من زمن الحصة الدرسية، ليتسنى للطلاب إكمال تحصيلهم العلمي.

مدرسة النخبة الخاصة في إعزاز
مدرسة النخبة الخاصة في إعزاز

ويقول أولياء طلبة التقيناهم إن على المديرية إيجاد حلول لا الاكتفاء بالإغلاق، أسوة بباقي الدول والمدارس في العالم. إذ “ليس من الصحيح حرمان الأطفال من التعليم لعام آخر أيضاً” في إشارة لتوقف التعليم في العام الماضي، وهو ما “سيؤثر على أطفالهم ومستقبلهم العلمي مع قلة الفائدة من أسلوب التعليم عن بعد الذي اعتمد سابقاً”.

ويتساءل مصطفى طبشو (أب لثلاثة أطفال) عن تطبيق الإجراءات الوقائية في باقي القطاعات الخدمية في المدينة، “الأسواق والمتنزهات والمسابح ممتلئة، فلماذا يطبق الحجر على المدارس وحدها؟”

ويقول طبشو إن كلفة المدارس الخاصة ليست في مقدور معظم عائلات المدينة، وهو ما سيؤدي إلى حرمان الطلاب من متابعة دراستهم “الأمر لا يتعلق بالخاصة والعامة، وعلى مديرية التربية أن تبحث عن حل لمئات الطلاب”

من جهته يقول السيد علي إن القرارات التي صدرت عن المديرية تهدف لحماية الطلاب متمنياً من أولياء الأمور “التعامل مع الوباء بشكل جدي”. ويؤكد السيد علي إن الصفوف كافة سيتم فتحها تدريجياً، وإن المديرية تعمل على تنفيذ الإجراءات الوقائية، إذ “يتم توزيع كمامات ومعقمات من قبل معمل تابع للتربية بإنتاج محلي، وكذلك المعقمات بشكل دوري للمدارس”، كما يقوم “الدفاع المدني والمجلس المحلي بتعقيم المدارس كافة يوم الثلاثاء بالإضافة ليومي الجمعة والسبت”.

ولم تسجل في إعزاز أي إصابة بـ كورونا حتى اللحظة، وتضم المدينة نحو خمس وثلاثين مدرسة يرتادها بحسب الخطة التدريجية ما يزيد عن خمسة آلاف طالب (٦٠٠ تحضيري -٢٥٠٠ للصف الأول -١٥٠٠ في الثالث الإعدادي -٦٠٠ في الثالث الثانوي).