فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

تلميذة خلال عملية التعليم عن بعد في إدلب -فوكس حلب

“التعليم عن بعد” محاولة لإكمال التعليم في إدلب

منيرة بالوش

تواجه السيدة وصال صعوبة كبيرة في متابعة دروس أولاها الثلاثة، عبر الجوال
بسبب ضعف شبكة الإنترنت، وقلة الكهرباء التي تحتاجها لشحن الهواتف بشكل مستمر، لكنها تقر بأهمية العملية، و تبذل جهدها للتنسيق بين تعليم أطفالها وبين مسؤوليتها في المنزل، لأنها أصبحت مسؤولة عن مساعدتهم بشرح الدروس وفهمها.

بدأت بعض المجمعات التربوية والمدارس والخاصة بتطبيق نظام التعليم عن بعد في محافظة إدلب، بهدف إكمال العملية التعليمية بعد إيقاف الدوام في المدارس حرصاً على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية من الإصابة بفايروس كورونا.

وأصدرت مديرية التربية والتعليم في إدلب تعميماً في الثالث والعشرين من شهر آذار، توضح فيه الطريقة المتبعة في التعليم عن بعد، مطالبة بالتعاون ما بين الأهل والكوادر التدريسية للوصول إلى الهدف المنشود. حيث أجرى المجمع التربوي في إدلب عدة اجتماعات، وضع من خلالها الخطط اللازمة لاستكمال العملية التعليمية، حسب الظروف الراهنة، وقرر أن تستكمل العملية التعليمية بالتعليم عن بعد، إذ يتم  جمع أولياء الطلاب في مجموعة على واتس آب ،وتقدم لهم المعلومات بطريقة مبسطة باستخدام الوسائط المتعددة في التطبيق كالتسجيلات الصوتية، وإرسال مقاطع الفيديو، والصور المناسبة للمادة التعليمية، ويطلب من الأهالي التعاون مع المعلم في شرح المعلومات للطالب والإجابة عن الأسئلة والمشاركة في مناقشة الدرس وإرسال الواجب المنزلي، وذلك خلال فترتين صباحية ومسائية من ساعتين إلى ثلاث يحددها المعلم” بحسب عبدو قميناسي الموجه الأول في المديرية.

وأضاف قميناسي أنه وخلال الأيام القادمة ستقيم مديرية التربية حلقات تعلم لـ “الموجهين الأوائل والموجهين التربويين والمعلم الأوائل” ومن ثم تصل إلى المعلمين عن طريقهم لتوضح آلية العمل المتبعة وأهم التقنيات التي تساعدهم على العمل.

العوائق التي تقف بوجه التعليم عن بعد
يعاني المدرسون الذين التقيناهم من عدة صعوبات في التعليم عن بعد، مثل ضعف شبكات الإنترنت في المدينة، وعدم توفرها بشكل عام في بعض المناطق، علاوة على ارتفاع كلفة الإنترنت ما يمنع بعض العوائل من التواجد بشكل دائم على الشبكات.
ويرى الأستاذ عبد الرزاق في التعليم عن بعد فرصة لإشراك الأهل في العملية التعليمة وتحملهم جزء من المسؤولية من جهة وضمان التواصل مع المعلم والمدرسة من جهة أخرى. وأكد أنه رغم الصعوبات التي تعترض سير العملية التعليمية إلا أنه لمس من خلال الأيام الماضية تجاوباً وتفاعلاً من قبل أولياء الأمور حيث يحرص أغلبهم على متابعة تعليم أولاده بعد انقطاعهم عن المدارس لأكثر من شهرين.

صورة لتمارين الحساب لأحد المعلمين نشرت في مجموعة الأهالي
صورة لتمارين الحساب لأحد المعلمين نشرت في مجموعة الأهالي

تواجه السيدة وصال صعوبة كبيرة في متابعة دروس أولاها الثلاثة، عبر الجوال
بسبب ضعف شبكة الإنترنت، وقلة الكهرباء التي تحتاجها لشحن الهواتف بشكل مستمر، لكنها تقر بأهمية العملية، و تبذل جهدها للتنسيق بين تعليم أطفالها وبين مسؤوليتها في المنزل، لأنها أصبحت مسؤولة عن مساعدتهم بشرح الدروس وفهمها.
تتمنى وصال لو كان التعليم عن بعد في إدلب مشابها للوسائل التعليمية المعتمدة في الدول المجاورة، حيث تكون الدروس على شكل جلسات فيديو مباشرة بين التلاميذ والمدرس ما يساعدهم بشكل أكبر على فهم الدروس.
بينما ترى “أم عبد الرحمن” أن الطريقة غير مجدية وخاصة مع ابنها عبد الرحمن والذي مازال في الصف الأول، ولم يتجاوب معها أبداً، بالإضافة لأجواء المنزل التي لا تساعد على الدراسة، وترى أنه من غير الممكن أن يأخذ البيت مكان المدرسة، ومع ذلك فهي مضطرة لمتابعة المجموعة مع ابنها ريثما تنتهي هذه الأزمة.
يعتبر التعليم عن بعد أحد الوسائل التعليمية القديمة والتي عادت لتظهر اليوم في كثير من دول العالم التي أوقفت العملية التعليمية خوفاً من التجمعات التي تساهم بشكل كبير في انتشار فيروس كورونا.

منيرة بالوش