فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

ذاكرة الثورة السورية تمنع نساءها من التراجع

العاطفة ليست ضعفاً تركن من خلالها المرأة السورية للاستلام، تخبرنا أم سامر إن عاطفة النساء فتيل الثورة، فلا مجال للتراجع، “في كل بيت قصة وغصة” تكمل وهي تشير إلينا بسبابتها “مخطى من يظن أننا لن ننتصر، لا أحد ينتصر على ذاكرة الأمهات”.

أطفال “الكولا”.. أبرياء يفرزون القمامة لتأمين لقمة العيش

يكفي أن تتجول في طرقات المحافظة لتجد مئات الأطفال الذين يمتهنون البحث عن مخلفات المواد البلاستيكية والمعدنية، يمضون معظم وقتهم بين أكوام القمامة في الظروف المناخية كافة، يتعرضون للأمراض والآفات والتحرش والاختطاف والتعنيف واستغلال التجار دون حماية أو تدخل من المؤسسات الحكومية أو المنظمات الإنسانية.

النزوح إلى المخيمات والإهمال يزيدان من مأساة سيدات من ذوي الاحتياجات الخاصة

تقدّر “وحدة تنسيق الدعم” التابعة للمعارضة في تقرير أصدرته في نوفمبر / تشرين الثاني الحالي عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات محافظة إدلب بما يقارب 1783، لكن تبقى هذه الأرقام غير دقيقة بسبب صعوبة الوصول إلى جميع الحالات، والحظر الذي تفرضه “إدارة شؤون المخيمات” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” على معظم تلك المخيمات.

هذه ليست صحافة

. يقول أحمد إنه لن يضيف روابط عمله إلى بطاقته التعريفية، سيكتب صحفي يمتلك علاقات واسعة مع المسؤولين والمنظمات الإنسانية في الداخل، يجيد البحث في المصادر المفتوحة ولديه دليل هاتفي يضم أكثر من ألف رقم لأشخاص في مناطق مختلفة من الممكن الاعتماد عليهم كشاهد عيان ومحلل سياسي وإحصائي في آن معاً.

الضبابية تلف المشهد السوري والمواطن “الغائب الحاضر” عن الحدث

يسير المواطن السوري نحو المجهول، وعدم اتضاح معالم الغد، ليظل مترقباً ما يحمله ذاك الغد في طياته، من أحداث وتفصيلات سيبني على أساسها قناعاته ويتخذ على إثرها قرارته، وهو يمني النفس بأن لا يندم عليها فيما بعد

لا وطن للغجر يعودون إليه

لا يعتبر النوري “أبو عاصم” كما أفصح لنا عن كنيته رافضاً ذكر اسمه عدم وجوده في السجلات المدنية الحكومية ظلماً، يقول إنه وأبناء عشيرته لا يريدون ذلك أيضاً، يعيشون حياتهم بعيداً عن القيود والأوراق و”الخدمة الإلزامية” التي وصفها بأكثر الأشياء التي يخافونها.
ما يؤرق النور بحسب أبي عاصم هو النظرة الدونية التي يقابلهم بها الآخرون، غالباً ما نستخدم في كلامهم وأمثالهم كدليل على “التحقير والهمجية”، يخبرنا الرجل إنه وخلال سكنه في حي الشيخ خضر بحلب كان يسمع الكثير من الأمثال والأقوال لأمهات وآباء يصفون أبناءهم بـ “القرباطي أو النوري” لتقريعه أو إهانته، كما تعرض لعشرات المواقف المحرجة من شبان الحي، وتتعرض نساؤهم للتحرش من قبل الآخرين، إلّا أنه كان يرد عليهم في كل مرة، وتتعلم النساء كيفية الدفاع عن أنفسهن، ليخلص إلى القول “لنا عاداتنا ونحن مسالمون إلّا أنه لا يجرؤ أحد على المساس بشرفنا ونسائنا، حينها لن نكون كذلك”.
لا يقتصر الظلم الواقع على النور في الطرقات، يقول أبو عاصم، بل يتعدّى ذلك إلى المسلسلات التلفزيونية وبعض من وصفهم بـ “المتعلمين” أيضاً، وغالباً ما كنا نسمع أو نشاهد مثل هذا التقريع على قنوات التلفزيون دون أن يكون لنا الحق بالردّ، ولا يعرف السبب وراء ذلك، يضيف “نحن نور ولا نخجل من ذلك، تلك طبيعتنا وحياتنا، ولا نشبه ما يتخيله الآخرون عنا”.

نبع الفيجة.. تعويذة “الماء والدم”: مفاوضات بين المتصارعين تهمل عطش سكان النبع التاريخي وتهجرهم

مع خروج نبع الفيجة عن الخدمة واستمرار القصف، سارعت قوات الأسد الى اتهام الفصائل المعارضة بتدمير النبع وتلويث وتسميم مياهه، مع نفي الأخيرة لذلك وتحميلها المسؤولية لقوات النظام.
ومع تبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام، أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في 14 آذار2017، تقريرًا يؤكد “إن الطيران الحكومي السوري تعمّدَ قصف نبع المياه. الذي توقّفَ عن ضخّ المياه إلى دمشق، وحُرم حوالي خمسة ملايين ونصف المليون شخص من المياه لمدة شهر كامل دارت خلاله معارك غير متكافئة بين الثوار وقوات النظام وحلفائه عانى خلالها الجانبين من توقف المياه”.
وقالت اللجنة الأممية “إن فصائل المعارضة لم تقدم على تسميم خزان المياه.. ولم تظهر مؤشرات على أشخاص يعانون من عوارض مرتبطة بتسمم المياه قبل القصف الجوي الذي أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالخزان”.

“الحمامات والعناية الطبية” تتصدر قائمة الإهمال في مخيمات الشمال السوري

تقول عفاف إن الأمهات اجترحن حلولاً للتعايش مع عدم تخديم المنطقة بالمرافق العامة، “كنا ننتظر الليل لتجتمع عدة نساء وفتيات يمسكن بعض الأغطية ويصنعن منها ساتراً على شكل غرفة صغيرة للاستحمام وتبديل الملابس بالتناوب حتى ينتهي الجميع.
المكان المكشوف أجبر النساء على البقاء بكامل ثيابهن طوال ساعات الليل والنهار مع غطاء الرأس، ساهم الصيف بتفاقم هذه المعاناة، تقول عفاف “كنا تكتفي بالصمت تجنباً للضجيج أو استباحة الخصوصية لأحاديثنا، ونبقى طوال النهار بوضعية الاستعداد دون أن نسمح لأجسادنا بالراحة أو التمدد”، تبقى النساء على هذه الحالة حتى الليل، ومع ساعات الفجر الأولى يعدن للروتين اليومي.