“الأولويات” في حياتنا السورية
في مفهوم الأولويات نختلف بطريقة تعاطينا مع الأفكار، لا يمكن أن نضع سلماً واحداً نتفق عليه، ففي الوقت الذي نواجه فيه فايروس كورونا على سبيل المثال، نجد التوعية أولوية، ونصطدم في كل مرة حول أهمية هذه التوعية إن لم تتوافر أدواتها، تأمين الصابون والمعقمات والكمامات وو، مقابل توفير المياه أو مراحيض ليست عامة ولا يقف الأهالي طوابير على صنبور مياه إن توفرت، تأمين بطارية كهرباء لإشغال “لدّ” ألا يعتبر أولوية، إذن علينا أن لا ننسى في زحمة الأولويات تلك التي كانت منذ وقت قصير تتصدر قوائم تفكيرنا، والتي أيضاً لم نفلح بإيجاد حل جذري لها، يشبه الأمر توزيع الجهود، يخطر في بالي علبة الدهان الصغيرة التي حرنا في استخدامها، هي لا تكفي إلا لتغطية جزء صغير من الحائط، فهل من الأفضل أن نغطي العيوب الكثيرة المنتشرة في الغرفة، أم البدء بالجزء الأول لنكمله إن أتيحت لنا الظروف، كلا المشهدان لن يحل المشكلة وهو جوهر ما نصارعه في مواجهة الهشاشة في كل القطاعات السورية (الصحة -التعليم -الحياة العامة -العمل والقائمة تطول..)