أطفال يحفرون القبور ويدفنون الضحايا.. مبادرات مليئة بمخاطر نفسية
هل هو عمل بطولي أم توريط للأولاد فيما لا طاقة لهم؟
هل هو عمل بطولي أم توريط للأولاد فيما لا طاقة لهم؟
الأطفال الناجون من الزلزال يواجهون آثار نفسية قد ترافقهم لفترة طويلة
أُدرك أن مناسبة عيد الأم في هذا العام لن تضج باحتفالات السوريين البعيدين عن أمهاتهم، بعد كارثة الزلزال الذي حدث في 6 شباط ( فبراير) الماضي، إلى جانب الصعوبات التي يواجهها من يعيش في الشمال السوري من تقييدٍ لِحركة تنقِّلهم
لم تملأ تلك القصص يوميات الطالبات والطلاب فقط، وإنما أفقدت بعضهم الرغبة بإكمال الدراسة، وذلك ما حصل مع فاطمة، طالبة البكالوريا، والتي سيطر عليها الرعب عندما حدث الزلزال الثاني، وكانت على وشك أن ترمي بنفسها من الشرفة، خوفاً من أن يسقط عليها سقف المنزل، وتصبح أسيرة مجهولة المصير تحت الأنقاض.
توطدت علاقتنا السورية مع الترقّب والانتظار خلال السنوات الماضية، ترقّب ما يمكن أن تلقيه السماء علينا من موت، ما يصلنا من قذائف على الأرض، ما ينتج عن اجتماعات ولقاءات سياسية، إغلاق وفتح المعابر، نزوح جديد، انقطاع في الماء والمواد التموينية، لكن ما أفرزه الزلزال من مشاهد ترقّب استهلك صبرنا الذي اعتدنا عليه.. ربما ستبقى آثار هذا الترقب على وجوهنا وسلوكنا لمدة لا نعرف تحديدها ولكن يمكننا منحها عناوين فرعية لحياتنا من جديد.
خلال السنوات الماضية كان حلم كل مهجّر في شمالي غربي سوريا أن يمتلك منزلاً بجدران اسمنتية وسقف يحميه، لكن بعد اليوم لا أمان للجدران
تداعيات الزلزال وآثاره لم تنتهي، فما يزال هناك أناس عالقون تحت الأنقاض، أغلب من خرجوا من بيوتهم لم يعودوا إليها، فهي إما دمرت أو لم تعد صالحة للسكن.
تشكل عفرين حالة نموذجية فريدة في قضية الاستيلاء العقاري، إما لجهة اتساع هذه العمليات التي وصلت إلى حد الاستباحة، وأيضاً لجهة الدوافع والآليات التي تقف وراءها قوة مسلحة ونفوذ دولة أجنبية، إضافة إلى تداعيات ضياع الحقوق والأملاك على المدى القريب والمتوسط، والأهم على الأرجح الآثار الاجتماعية وسط تحذيرات أن تكون كارثية وعميقة.