نسبة إلى مدرسة الخالدية التي أسّسها المدرس طه عنجريني على هضبة قريبة من حي السبيل غربي حلب في منتصف القرن العشرين، أطلقت بلدية حلب على الحي الذي جاورها اسم “الخالدية” في عام 1967.
عملت عائلات في حي الخالدية ببيع الخضار وتوصيلها إلى المنازل في أول خدمة “دليفري” بحلب على “طريزينة”، وهي ما يشبه العربة بثلاث عجلات.
تنسب فكرة تجهيز الخضار وتقطيعها وتوصيلها للمنازل لتكون جاهزة للطبخ إلى سيدات في حي الخالدية أشهرهن “أم محمود” توفيت منذ تسعينيات القرن الماضي، وبات هذا النوع من العمل سمة من سمات الخالدية.
فتحت هذه التجارة الباب أمام الخالدية ليتحول إلى سوق بمحلات اقتطعت من المنازل، وبات سوقاً خدمياً تقصده عائلات الأحياء القريبة. ما تزال محلّات قديمة في حي الخالدية تفتح أبوابها للزبائن، وتحافظ على ما تقدّمه من خدمات.
محل المختار أقدم محل للبقالة (دكان سمانة وخضار) في الحي، مالكه أبو فاتح عنجريني (ابن منشئ مدرسة الخالدية)، فتح أبوابه في عام 1970 وانتقل مكانه لاحقاً إلى طلعة الخالدية في عام 1995 وتوسع بإدارة أولاده إلى عدة محلات تحمل حتى اللحظة اسم محلات “المختار”، يجد فيها الزبائن كل ما يطلبونه، ويطلقون عليها وصف “محلّات ألف صنف وصنف”.


ملحمة العاصي أقدم وأشهر محلّ لبيع لحوم الأغنام في سوق حي الخالدية، افتتح في عام 1972، بداية في طلعة الخالدية، ثم انتقل لاحقاً إلى حارة فرعية.
إضافة للحوم ذائعة الصيت تشتهر الملحمة التي يديرها اليوم أبو عبدو العاصي (ابن مؤسسها) ببيع السندوانات (أمعاء خروف منظفة معدة للحشو باللحم والرز)، تصفها سيدات من زبائنه بـ “شديدة النظافة”.


للألبان والأجبان مكانها في سوق الخالدية، من مزرعته في قرية فافين بريف حلب الشمالي إلى دكانه في حي الخالدية، يبيع محل “محوك” الذي افتتح في عام 1990 منتجات أبقاره، تصف عائلات في المنطقة تلك المنتجات بـ “الشهيرة التي لا تقارن.. إنها من حليب البقر الصاغ”.


رفوف حديدية تصطف عليها أنواع من الخضار والفاكهة، في أوانها و بغير أوانها، على جانبي محلات عترو الحياني الذي افتتح في عام 1991 في طلعة الخالدية. ضمن محلّه تقدم خدمة الخضار الجاهزة والمقطعة والمعدّة للطهي.


“قشقو” لبيع البيض الطازج واللبن البراوي (غير المصنع في المعامل) يتخدّ ركناً صغيراً في سوق الخالدية منذ عام 1998، أبو محمد يقصده الزبائن منذ افتتاحه لتجد أمام دكانه الصغير عشرات الزبائن. السر كما يقولون في “الطعم الطيب والأسعار المناسبة وحسن المعاملة”.


محلّ “قديدو”، يحمل من اسمه نصيب، ويختص المحل الذي افتتحه “أبو فاتح غنام” في عام 2004 ببيع اللحوم المقددة (المرتديلا الحلبية -البسطرمة -السجق – أقراص النعناع )، قبل أن يدخل إلى دكانه (الكبب الحلبية والمخللات والمكدوس ومربى الورد، جميعها صناعة بيتية). السر هنا كما يقولون في “النظافة وعدم الغش”.


لا يخل سوق في حلب من محل لبيع الفول والفلافل، وهو ما تجده في سوق الخالدية عند “فلافل الدوحة” الذي افتتح في عام 1995. توسع بعدها لبيع الوجبات السريعة مثل (الشاورما والفروج المشوي) لكنه عاد أخيراً إلى أطباقه الرئيسة (فول وفلافل).


يشارك الحلبيون شغفهم بالطعام الدسم أهل اليمن، لذلك اختار أبو صدام (شيف قادم من اليمن) منذ عام 2000 محلّاً داخل سوق الخالدية ليقدم وجبة بلاده الأميز “المندي” و على الطريقة اليمنية.

البحث عن سوق يحمل في صفاته “اللقمة الطيبة”، أكثر ما يجذب انتباه الحلبيين لتعزيز أركان مطبخهم العريق.



