فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

أصوات ذوي معتقلين ومغيبين تعلو في ساحة المرجة

رؤى القصير

كشف مصير المعتقلين، عدم العبث بالمقابر الجماعية وحفظ بيانات السجون، مطالب أطلقتها أسر لم تعرف مصير أبنائها بعد

في ساحة المرجة وسط دمشق نظمت رابطة عائلات قيصر، أمس الجمعة 24 كانون الثاني، وقفة احتجاجية جمعت ذوي معتقلين ومفقودين في سجون الأسد. رفعت العائلات خلال الوقفة صور أبنائها، ولافتات تطالب بمحاسبة المجرمين والمسؤولين عن التعذيب في السجون وإنشاء هيئة مختصة بمتابعة شؤون المفقودين.

وقفة احتجاجية نظمتها عائلات قيصر للمطالبة بحقوق المعتقلين. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير
وقفة احتجاجية نظمتها عائلات قيصر للمطالبة بحقوق المعتقلين. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير

بالدموع والهتافات افتتحت والدة مثنى حمزاوي، المعتقل منذ عام 2013، الوقفة رافعة صور ابنها الذي تجهل مصيره. تبعها تفاعل باقي المحتجين ومنهم أخت المعتقل بشار كيال الذي أكد لها شخص قابله بعد فتح أبواب سجن صيدنايا أنه خرج من السجن، إلا أنه لم يصل لعائلته منذ ذلك اليوم. تقول محاولة عرض صورته على الجوال: “إن فرحة التحرير لم تكتمل”.

سيدتان تبكيان بعد تبادل قصص أقاربهما المعتقلين. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير
سيدتان تبكيان بعد تبادل قصص أقاربهما المعتقلين. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير

والد المعتقل أنس فتحي نصر الله، كان من بين المحتجين أيضاً، وكان أبو أنس رفقة ابنه في السجن بداية الاعتقال ثم خرج وحده، وعلم بعدها أنه كان محتجزًا في سجن صيدنايا ولم يجدوا له أثراً حتى اليوم.

تمثل رابطة عائلات قيصر، بحسب موقعها الرسمي، مجموعة من عائلات تعرّفت على أبنائها في الصور المسربة من معتقلات التعذيب والقتل التي هربّها قيصر، وتضم بحسب المهندس أسامة عثمان “سامي”، أحد الأشخاص الذين سربّوا صور قيصر أقل من 27 ألف لقطة لأقل من 7 آلاف ضحية.

والد المعتقل أنس يحمل صورة ابنه الذي يجهل مصيره. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير
والد المعتقل أنس يحمل صورة ابنه الذي يجهل مصيره. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير

يتحدث محتجون عن إهمال الحكومة الجديدة لملف المعتقلين والمفقودين والوعود غير المنجزة بمعالجة قضاياهم كانت دافعاً للاحتجاج الذي يهدف إلى تسليط الضوء عل هذه القضية والحصول على إجابات حول مصير من فقدوا تحت وطأة قمع نظام الأسد.

أيادي المحتجين تعلق صور مفقوديهم على اللوحة المخصصة. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير
أيادي المحتجين تعلق صور مفقوديهم على اللوحة المخصصة. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير

وأدانت العائلات فشل الحكومة في توثيق المقابر الجماعية والحفاظ عليها، تقول إحدى السيدات: ” حفرت مقابر جماعية، والأطفال يلعبون بالعظام”. وأضافت سيدة أخرى “لن أرتاح حتى أدفن زوجي”.

كما تساءلت إحدى الأمهات “هل أم أوستن تايس أهم من آلاف الأمهات السوريات”؟ في إشارة إلى الاجتماع الأخير الذي جمع قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع، مع ديبرا تايس، والدة الصحفي الأمريكي الذي ما يزال مفقودًا في سوريا منذ عام 2012.

سيدة متضامنة مع ذوي المعتقلين في الوقفة الاحتجاجية. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير
سيدة متضامنة مع ذوي المعتقلين في الوقفة الاحتجاجية. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير

الممثل السوري مكسيم خليل شارك في الاحتجاج مستخدمًا منصته على وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على أصوات العائلات.

يشير أحد المحتجين إلى أن اختيار ساحة المرجة أو ساحة الشهداء كمكان للاحتجاج جاء من كونها ساحة عريقة تتوسط مدينة دمشق، وارتبط اسمها، منذ عام 1918، بالشهداء، إذ سميت من قبل الحكومة العربية آنذاك باسم الشهداء تخليداً لمناضلين أعدمهم الوالي العثماني في الساحة عام 1916، واستقبالها لجثامين شهداء المقاومة الفرنسية بين عامي 1925) – 1927).

زين خزام، كاتبة سورية متضامنة مع عائلات قيصر. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير
زين خزام، كاتبة سورية متضامنة مع عائلات قيصر. دمشق، ساحة المرجة 24 كانون الثاني 2025- تصوير: رؤى القصير

تطالب العائلات بإجابات عن أسئلة تؤلمهم: “بماذا عُذِّبوا، متى ماتوا، من عذبهم، أين جثامينهم”؟ بينما تتعهد رابطة عائلات قيصر وعائلات المفقودين بمواصلة نضالهم ليس فقط لإغلاق الملفات بعد كشف المصير والمساءلة والمحاسبة، إنما لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع أبدًا.