حمدو السليمان: بين الفرح والخراب
قضى حمدو السليمان، ابن مدينة كفرنبل جنوبي إدلب أكثر من 13 عامًا في في سجون النظام السابق متنقلًا بين فروع الأمن المختلفة، إلى أن انتهى به المطاف في سجن السويداء. ومع سقوط الأسد وتبييض السجون انتهت رحلة الاعتقال ليعود أخيرًا إلى أهله بعد سنوات من الغياب، إلا أن فرحته لم تكتمل لأنه وجد بيته مهدمًا كباقي بيوت المدينة، وعائلته تقطن في مخيمات الشمال السوري.



مها سمعان: شجرة الأمل
مع سيطرة إدارة العمليات العسكرية على حلب، عادت الضحكات إلى منزل مها سمعان، وبدأت التحضيرات البسيطة لعودة ابنها الذي لجأ إلى العراق منذ 13 عامًا هرباً من الاعتقال بسبب وشاية كاذبة ألحقت به تهمة التعامل بغير الليرة السورية.
هذا العام قررت مها وزوجها الاحتفال برأس السنة الجديدة، فزَيّنا شجرة صغيرة لأول مرة منذ سنوات طويلة، على أمل أن تكون هذه الشجرة علامة على بداية عهد جديد يجمع شملهم بعد سنوات الفراق.



ميساء الحسن: عشر سنوات من الغياب
ميساء الحسن، من مدينة بنش بريف إدلب الشرقي، اعتُقلت في شهر أبريل عام 2014 في مساكن برزة. خلال فترة اعتقالها، تعرضت للتعذيب وفقدت طفلها بسبب الإجهاض. تنقلت بين عدة أفرع أمنية، وأصيبت بأمراض عديدة، من بينها السكري.
خلال التحقيق معها، دخلت ميساء في غيبوبة استمرت شهرًا ونصف الشهر، نُقلت بعدها إلى سجن عدرا، حيث بقيت أكثر من عشر سنوات. أخيرًا خرجت مع تحرير سوريا لتواجه واقعًا أليمًا: شقيقها المعتقل لم يُعرف مصيره كباقي المفقودين، شقيقها الآخر توفي بسبب المرض، وهي تعاني من الأمراض المزمنة.

ضياء عمير: ألم وأمل
تعيش ضياء عمير، أم لستة أطفال من مدينة تدمر، في بلدة بابسقا شمالي إدلب. اعتقلت ضياء عام 2015 أثناء عملها كممرضة ميدانية في أحد المستشفيات بتهمة “التدخل في أعمال إرهابية” و”تمويل إرهاب” و”كتم جناية”. تنقلت ضياء بين الأفرع الأمنية، قبل أن تنتهي بها الحال في سجن عدرا.
خلال تلك السنوات، تعرضت لأشد أنواع التعذيب، ورغم ذلك اعتنت بالنساء الحوامل في السجن وساعدت في ولادة العديد منهن. تقول: “كنت أعتني بالنساء الحوامل وساعدت بولادة بعضهنّ، ومنهن من سمّت ابنتها سارة على اسم ابنتي“.
خرجت ضياء بعد أربع سنوات إثر عملية تبادل إلى الشمال السوري، لتبدأ حياة جديدة. درست القبالة وتخرجت، لتكمل مسيرتها في مساعدة النساء وتخفيف آلامهن، كما كانت تفعل داخل السجن.



قيصر زعتور: العودة إلى الأطلال
عاش قيصر زعتور، 46 عامًا، رحلة من النزوح والحرمان عن مدينته كفرنبل. كان شرطيًا سابقًا في مدينة حلب، لكنه انشق عن النظام عام 2012 وعاد إلى مدينته مع زوجته وأطفاله الخمسة ليبدأ حياته بعيدًا عن القمع. بنى منزله المتواضع، وعمل ميكانيكي سيارات ليعيل أسرته.
لكن النظام هجّره من مدينته قبل أكثر من خمس سنوات، لينتهي به الحال في مخيمات الشمال. بعد تحرير كفرنبل، عاد قيصر لتفقد منزله، ليجده مدمّرًا كغيره من بيوت المدينة، فقد هدم النظام المنازل وسرق الأبواب والنوافذ والأسقف لاستخراج الحديد منها. حتى الأشجار في المدينة وما حولها لم تسلم من القطع.
























