فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

focusaleppo-sahar zaatour

مهجرو الشمال السوري.. خطوات أولى نحو استعادة الديار

منيرة بالوش

تبدو القرى والبلدات التي انسحب منها جيش النظام في ريفي إدلب وحلب مدن أشباح، منازل بلا أسقف، جدران مهدمة، وكل ما يمكن سرقته من بلاط وسيراميك ومطابخ قد اختفى

ليلة الثامن من كانون الأول/ ديسمبر. كنت جالسة في زاوية من منزلي الصغير في إحدى مخيمات ريف إدلب الشمالي، أراقب شاشة الهاتف بعينين مرهقتين. بيني وبين دمشق التي هجرت منها قبل ثماني سنوات مسافة طويلة شعرت أنها قد تختصر أمام خبر واحد. لم أكن وحدي في تلك الليلة، الملايين كانوا مثلي أيديهم ترتجف، وقلوبهم تخفق بسرعة تكاد تعلو فوق صوت الأخبار المتسارعة.

“سقوط نظام بشار الأسد“، كلمتان فقط لكنهما أطلقتا صدى أقوى من كل ما سمعت من قبل. كانت فصائل المعارضة قد أتمّت سيطرتها على معظم المحافظات، من حلب شمالاً إلى حماة، ومن أبواب حمص إلى الجنوب الذي شهد انتفاضة غير مسبوقة، مع خروج درعا والسويداء والقنيطرة عن قبضة النظام. وعندما جاء الخبر أخيراً، شعرت بشيء لا يشبه أي شعور سابق. أجهشت بالبكاء، دموعي لم أستطيع كبتها، كأنها سنوات من القهر والغربة تتدفق مرة واحدة. في الخارج، ارتفعت زغاريد النساء، تكبيرات الأهالي اخترقت صمت الليل وطغت على صوت المذيع وهو يعلن أن الفصائل دخلت دمشق.

حدود الأمنيات

تحققت دعوة جارتي أم نسيم، الجدة الستينية النازحة من كفرنبل، التي كانت وعائلتها رفيقة غربتي وحملت دعواتها طيفاً من الأمل وسط قتامة الأيام. تعيش أم نسيم مقابل شقتي الصغيرة في التجمع السكني الخاص بالمهجرين قرب الحدود السورية التركية حيث تلتصق الشقق كأنها بيت واحد. أتذكر كلماتها التي حاولت بها مواساتي بعد تحرير مدينة كفرنبل في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، أي قبل أسبوع من سقوط النظام، حين قالت لي بابتسامة دافئة: “لح تروحي معنا على ضيعتنا، مالح خليكي لحالك”.

لم يكن لأمنيات الأهالي المهجرين من دمشق وحمص وغيرها من المحافظات التي بقيت تحت سيطرة النظام أن تتجاوز حدود ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي المحررة حديثاً، وصولاً إلى مورك، وفق الاتفاقيات المبرمة بين حلفاء النظام والمعارضة. كنا نعيش في دائرة ضيقة من الأحلام، لا تجرؤ على تجاوز الواقع الذي يوحي بسيطرة النظام على إدلب نفسها في أي لحظة. لكن ما حدث قلب الموازين ولم يكن في حسابات أحد منا. تحول اليأس إلى أمل وكأن عجلة التاريخ دارت، أخيراً، لصالح المظلومين بعد سنوات من الظلم.

مدينة كفرنبل جنوبي إدلب 7 كانون الأول 2024 - تصوير: سحر زعتور
مدينة كفرنبل جنوبي إدلب 7 كانون الأول 2024 – تصوير: سحر زعتور

عودة إلى المنزل؟

استمرت المعارك بين الفصائل المعارضة وقوات النظام السوري 12 يوماً حاسمة، بدأت في 27 نوفمبر/تشرين ثاني، وانتهت فجر الثامن من ديسمبر/ كانون أول بإعلان سقوط النظام، لتُطوى صفحة حكم أسدي بعثي امتدت لعقود. فرحة ساكني الخيام والتجمعات السكنية الضيقة في شمال سوريا كانت أكبر من فرح بالنصر، بل هي نهاية الخيام الباردة، ونهاية القصف الجوي الذي كان يطاردهم أينما ذهبوا، ونهاية النزوح والتهجير الذي فرق الأسر ومزق المجتمعات. تخبرني سوسن، صديقتي المهجرة من حماة، أن الخبر كان أكبر من أن يُصدق، ما يعني أن موعد لقائها بوالدتها أصبح حقيقة بعد عشر سنوات من الغياب.

سوسن، التي هجّرت مع زوجها وطفليها إلى الشمال السوري، صارت اليوم أماً لأربعة أطفال، اثنان منهم لم يريا جدتهما أبداً. عيناها تفيضان بالدموع وهي تصف اللحظة التي ستلتقي فيها والدتها لأول مرة خارج شاشة الهاتف الصغيرة، وكيف ستحتضن أطفالها وكأنها تعوض عن سنوات الغياب الطويلة.

ملايين كحال سوسن عاشوا سنوات من الغربة، بين نازح ومهجر ولاجئ ومعتقل، ومع سقوط النظام تجدد لديهم الأمل بالعودة إلى منازلهم وبلداتهم التي هجّروا منها قسراً. لكن الصدمة كانت كبيرة عند وصولهم، إذ تبدو القرى والبلدات التي انسحب منها جيش النظام في ريفي إدلب وحلب مدن أشباح، منازل بلا أسقف، جدران مهدمة، وكل ما يمكن سرقته من بلاط وسيراميك ومطابخ قد اختفى.

بعينين يملأهما القلق تتفحص أم نسيم بقايا منزلها الذي كان يوماً يغص بأولادها وأحفادها، تثبت شاشة الهاتف المحمول عند عتبة الباب، تتأمل المكان حيث كانت البرندة الواسعة تتوسطها شجرة تين أحمر تُظلل زوايا الدار، لكنها الآن جذع خشبي يابس وسط بلاط متناثر هنا وهناك. تذهب مع عدسة الجوال إلى داخل الغرف المهجورة، الجدران بعضها مهدّم، والبعض الآخر صامد كأنه شاهد على ما حدث، أما السقف فقد نجا بعكس العديد من المنازل التي قُفعت أسقفها لتتركها عارية وباردة. تدمع عيناها حين ترى المطبخ، لا رفوف، لامجلى، ولا أثر لأي شيء. المكان غريب، لا يشبه شيئاً من ذكرياتها، تتمتم بألم وتدعو من قلبها: “لا وفق الله من سرق تعبنا وشقاء عمرنا، هذه الدار أكلت من أيامنا وصحتنا حتى بنيناها”.

أم إبراهيم سيدة أخرى مهجرة من قرية معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، تعرّفت أيضاً على منزلها من خلال فيديو صوره ابنها أثناء تفقده القرية، وأخبرها أن الحارة بأكملها مدمرة بفعل القصف، وأن منازل كثيرة سُرقت ونُهبت على يد عناصر النظام، في ظاهرة يطلق عليها السوريون “التعفيش“، التي باتت شاهداً إضافياً على معاناة الأهالي.

مدينة حلب, 1 كانون الأول 2024 - فوكس حلب
مدينة حلب, 30 تشرين الثاني 2024 – فوكس حلب

عودة مؤجلة

“لا أمل بعودة حالية”، تقول المدن المنكوبة في ريف إدلب الجنوبي، حيث لا تزال الحياة هناك بعيدة المنال. المنازل تحولت إلى أكوام من الحجارة، فيما تفتقر المنطقة إلى أبسط مقومات الحياة من بنى تحتية مثل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إلى جانب المدارس والمراكز الصحية والأسواق.

كانت جميلة، السيدة الأربعينية التي اعتدت الحديث معها في تجمع المهجرين، تقف أمامي بخيبة أمل واضحة، سألتني بقلق أملاً في حصولها على إجابة تريحها “هل ستساعدنا المنظمات في إعادة إعمار منازلنا؟”. جميلة، كغيرها من مئات آلاف العوائل المهجرة، لم تعد قادرة على تحمل ثقل الغربة، لكنها أيضاً لا تملك المال اللازم لإعادة بناء منزلها الذي أصبح اليوم مجرد كومة من الأنقاض. قبل أيام، ذهبت جميلة مع عائلتها إلى قريتهم في ريف حماه لرؤية المنزل، لكنها لم تستطع التعرف عليه، كل شيء كان مدمراً: لا سقف، لا جدران، فقط حجارة متناثرة. تخبرنا أن أحياء كاملة بدت خارجة من مشهد حرب، شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي مدمرة، المدارس والمراكز الصحية مغلقة، وحتى الأفران والأسواق لم تعد موجودة.

أظهرت عمليات مسح أجراها فريق منسقو استجابة سوريا حجم الضرر الذي لحق بالقرى في محافظات حلب وإدلب وحماة وحمص خلال أكثر من 14 عاماً. وثق الفريق 104 قرية لحقها دمار كامل، فيما تعرضت 97 قرية لأضرار جسيمة بنسبة تصل إلى 90%، بينما تضررت 91 قرية بشكل جزئي وتراوحت نسبة الدمار فيها بين 40% و80%. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة التي لم تقتصر على المنازل فقط، بل امتدت لتشمل البنية التحتية، ما يجعل من امكانية إعادة الإعمار سؤالاً كبيراً في ظل غياب الموارد اللازمة.

أبو عدنان، مهجر من الغوطة الشرقية يعمل في البناء والإنشاءات، أخبرني أن ترميم المنازل مكلف للغاية إذ تتراوح التكلفة بين ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف دولار، حسب الضرر. كلماته لن تطمئن جميلة المهجرة، ولا مئات آلاف الأسر التي فقدت منازلها في الحرب.

نساء كثر لم يستطعن الذهاب لرؤية منازلهن في مناطقهن المحررة، خاصة في ريفي إدلب وحلب، حيث نزح سكان تلك المناطق بالكامل نحو الريف الشمالي قرب الحدود التركية، بحثاً عن أمان نسبي. المدن والبلدات التي تركوها خلفهم تحولت إلى ثكنات عسكرية ومقرات لقوات النظام، التي لم تكتفِ بالقصف والدمار، بل قامت بسرقة كل ما يمكن حمله، أثاث المنازل، كسوة الجدران، أسلاك الكهرباء، وحتى الحديد من الأسقف، لتترك خلفها مناطق مدمرة لا تصلح للسكن.

قوات النظام تركت خلفها أيضاً قبل انسحابها مئات الألغام المزروعة التي حصدت أرواح عدد من الأهالي مما حول العودة التي لطالما حلم بها النازحون إلى كابوس يهدد حياتهم. يقدر فريق الدفاع المدني في إحصائية حديثة له، وجود مئات الآلاف من مخلفات الحرب والألغام والذخائر غير المنفجرة ما تزال منتشرة في المناطق السورية، ناتجة عن حملات قصف النظام السابق وحلفائه لسنوات طويلة، والألغام التي زرعوها في المدن والبلدات والمزارع كموت مؤجل للسوريين.

الشاب عبد الرحمن الحسن، البالغ من العمر 23 عاماً، كان يأمل برؤية منزله مرة أخرى في قريته بريف إدلب الجنوبي، إلا أن رحلته انتهت بمأساة. أثناء عبوره الأراضي الزراعية التي كان الطريق الوحيد نحو منزله، انفجر به لغم أرضي، لتنتهي حياته في لحظة واحدة، قبل أن يحقق حلم العودة.

عبد الرحمن لم يكن الضحية الوحيدة فهو واحد من 12 مدنياً، بينهم 4 أطفال وامرأة، لقوا حتفهم بسبب انفجار مخلفات الحرب في المناطق التي انسحب منها النظام خلال الفترة الممتدة من 27 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024، ولاحقاً خمسة مدنيين آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، في حوادث مشابهة تلاحق الأهالي حتى بعد التحرير.

ساحة سعدالله الجابري في مدينة حلب، 13 كانون الأول 2024 - فوكس حلب
ساحة سعدالله الجابري في مدينة حلب، 13 كانون الأول 2024 – فوكس حلب

مشاعر مختلطة

لم ينتظر عمار عربيني المهجر إلى الشمال السوري يوماً واحداً بعد تحرير دمشق، فأسرع مع زوجته وأطفاله في رحلة العودة إلى منزله في حرستا بريف دمشق، عمار واحد من مئات الآلاف من المهجرين قسرياً من مدنهم في مختلف المحافظات، يعبر عن فرحته “صبرت أكثر من عشر سنوات بعد أن غادرت منزلي وأهلي مجبراً، لم أستطع الصبر يوماً واحداً بعد تحرير دمشق، العودة كانت أشبه بحلم، ولم نكن نصدق أننا سنعود إلى منزلنا مجدداً”.

كانت الرحلة من إدلب إلى دمشق عادة ما تستغرق من أربع إلى خمس ساعات فقط، إلا أن الازدحام الشديد على الطرقات زاد الوقت للوصول لأكثر من سبع ساعات أمضاها عمار في سيارته الخاصة رفقة أطفاله وزوجته، محاولاً الوصول إلى بيته في حرستا بريف دمشق.

الطرقات تعج بالسيارات التي كانت عائدة أيضاً إلى مدنها. مشهدٌ شبه مألوف من أيام النزوح، لكن هذه المرة كان النزوح نحو الوطن، والدموع كانت دموع فرح. يقول عمار “الطريق كان سالكاً بصعوبة، آلاف السيارات كانت تحتل الطرقات، وكأن السوريين جميعهم عائدين إلى مدنهم، لكنني ما زلت غير مصدق أنني عدت”.

فرحة عمار اختلطت بمشاعر الحزن على فقدانه الكثير من الأصدقاء والأقارب والجيران في الحرب. كما أن الخراب الذي لحق بالعديد من المدن غير الكثير من معالم الأماكن بشكل جذري. يقول عمار، إنه نسي الطريق وهو يصل إلى منزله في ساعة متأخرة من الليل، بسبب تغير ملامح المنطقة.

مدينة دمشق، كانون الأول 2024 - فوكس حلب
مدينة دمشق، كانون الأول 2024 – فوكس حلب

ندبة العصر 

سقوط الأسد كان بمثابة نقطة تحول كبرى في تاريخ البلاد وحكايتنا كأشخاص، فتح أبواباً كانت مغلقة وكشفت أسرار مروعة عن مصير مئات الآلاف من المعتقلين الذين ظلوا في السجون لسنوات طويلة. منذ بداية الثورة 2011، قمع النظام السوري الاحتجاجات السلمية بحملة واسعة من الاعتقالات والاختفاء القسري، وكان من بين المعتقلين العديد من النشطاء والصحفيين، إضافة إلى أعداد ضخمة من المدنيين الذين لم يكن لهم دور سوى المشاركة في المظاهرات. حمّلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر مؤخراً، بشار الأسد، مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، ووفق قاعدة بيانات الشَّبكة فهو متهم في قتل ما لا يقل عن 200 ألف مدني سوري، بينهم 15 ألفاً قتلهم تحت التعذيب، وإخفاء 96 ألفاً آخرين، وتشريد قسري لقرابة 13 مليون مواطن سوري، وغير ذلك من انتهاكات فظيعة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.

نشوة النصر سرعان ما تبخرت بعد كشف ملف المعتقلين وكانت الصدمة الكبرى لذويهم، إذ خرج عدد قليل جداً من السجناء مع فتح أبواب السجون، لا يتجاوز عشرة آلاف وفق تقديرات أولية. مئات منهم خرجوا فاقدي الذاكرة، بأجساد مرهقة تبدو من شدة التعذيب كالجثث، لكنها تتحرك. تلاشت ابتساماتهم في اللحظات الأولى بعد اللقاء، كثير منهم لم يكن واعياً بما يحدث حوله من شدة الصدمة، وبعضهم لم يتمكن ذويهم من التعرف عليهم بسبب التغيير الكبير في ملامحهم.

القصص التي بدأت في الظهور بعد سقوط النظام، توضح حجم الوحشية التي تعرض لها هؤلاء في السجون لاسيما الصور القادمة من سجن صيدنايا الملقب بـ “المسلخ البشري” كما يعرفه السوريون، التي كشفت عن أدوات تعذيب إجرامية تنتمي إلى القرون الوسطى ومقابر جماعية ما زالت قيد الاستكشاف.

هذه الحقائق الصادمة تركت صدمة نفسية لدى والدة صديقتي أم مهند حيدر من ريف دمشق، وهي تتخيل ابنها المعتقل منذ 2012 داخل هذه السجون وقد ذاق مختلف أنواع التعذيب والترهيب النفسي، ليته “مات من أول يوم” تقول الأم المكلومة وهي تتمنى أن لا تكون عظام ابنها قد سحقت تحت المكبس البشري الذي تداولت وسائل الإعلام صوره، أو ذوبت بمادة الأسيد وفق شهادات معتقلين ناجين، فهذه الجرائم أججت لهيب الحقد في قلوب ذوي المعتقلين ومعظم السوريين.

هنا، تلاشت كل مشاعري أمام ألم الفقد والقهر. نسيت شوقي إلى دمشق وبيتي في مدينة القلمون في الشمال الغربي منها، الذي كان جزءاً من أحلام العودة، قبل أن ينهبه جيش النظام ويدمره بالكامل. تحول الانتصار الذي انتظرته طويلاً إلى إحساس بالعجز والخذلان، ورافقني جلد الذات، وكأن فرحتي كانت وهماً، سرعان ما تبدد أمام حقيقة بشعة.

تمر أمامي صور الجثث التي عُثر عليها في مشفى حرستا العسكري التي كانت كفيلة بأن تقتل أي شعور بالفرح، جثثاً لأبرياء عُذبوا حتى الموت، رجال ونساء وأطفال قضوا في زنازين النظام، وآثار التعذيب ما زالت محفورة على أجسادهم الهامدة. لم تكن مجرد صور، بل كانت شواهد على جريمة حولت انتصارنا إلى لحظة حداد جماعي. مع كل صورة تمر أمامي، أدركت أن خلف كل جثة قصة، خلف كل اسم عائلة تبحث عن إجابة، خلف كل ضحية حلم كان من المفترض أن يعيش، لم تكن تلك الصور مجرد ذكرى سوداء، بل كانت صفعة حقيقية على وجوهنا، نحن الذين حلمنا بهذا اليوم لسنوات طويلة، لأن هذا النصر جاء مثقلاً بالدماء والوجع، مؤكداً أن ثمن الحرية في سوريا كان باهظاً إلى حد لا يمكن تصوره.

ساحة سعدالله الجابري في مدينة حلب، 13 كانون الأول 2024 - فوكس حلب
ساحة سعدالله الجابري في مدينة حلب، 13 كانون الأول 2024 – فوكس حلب

ينشر بالاشتراك مع موقع خط 30