فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

النزوح الثامن.. “لا نخاف موتى القبور بل الأحياء”

سحر زعتور

تعيش حوالي اثنتا عشرة عائلة من ريفي حماة وحلب بين الآثار والقبور بعد نزوحهم من قراهم إلى منطقة سرجبلة الأثرية التابعة إدارياً لمنطقة أطمة شمالي إدلب

آمنة الخليف، المعروفة بين الجميع بـ”أم محمود”، هي الجدة الكبيرة لعائلة نزحت من ريف حماة بحثًا عن الأمان. في رحلتهم الطويلة، نزحوا ثماني مرات متنقلين من منطقة إلى أخرى، إلى أن استقر بهم الحال أخيرًا بين آثار وقبور قرية سرجبلة بالقرب من مدينة الدانا شمالي إدلب.

نورة الصالح تجلس أمام خيمتها في مخيم الفاروق متأملةً القبور أمامها بعد فقدانها لمنزلها في قريتها بريف حماة. مخيم الفاروق -سرجبلة - تصوير: سحر زعتور
نورة الصالح تجلس أمام خيمتها في مخيم الفاروق متأملةً القبور أمامها بعد فقدانها لمنزلها في قريتها بريف حماة. سرجبلة 2024- تصوير: سحر زعتور

تعيش آمنة في مخيم “الفاروق -سرجبلة” ضمن مجموعة من 12 عائلة، نحو 100 شخص. ورغم الظروف القاسية، تواصل آمنة دورها الحيوي في إعداد الطعام للجميع من داخل خيمتها الصغيرة. إلى جانبها، تساعدها جارتها منفية الصالح في إشعال النار، بينما تتحدثان وتتأملان الآثار والقبور المحيطة بهما.

نورة الصالح تُعدّ الطعام لأبنائها على النار فهي الوسيلة الأوفر لطهي الطعام في ظل ارتفاع أسعار الغاز المنزلي. مخيم الفاروق -سرجبلة 2024-تصوير: سحر زعتور
نورة الصالح تُعدّ الطعام لأبنائها على النار فهي الوسيلة الأوفر لطهي الطعام في ظل ارتفاع أسعار الغاز المنزلي. سرجبلة 2024- تصوير: سحر زعتور

 تقول آمنة وجارتها: “الموتى لا يخيفوننا، بل نخاف من الأحياء“. فقد وجدت العائلات في هذه الأرض ملاذًا آمنًا، حيث يُسمح لهم بالعيش مجانًا، وهو أمر نادر مقارنة بمناطق النزوح الأخرى، إذ كانوا يضطرون سنوياً لدفع إيجار للأرض التي تقيم عليها خيامهم. 

أطفال مخيم الفاروق "بركات وأحمد" يلعبان بين قبور وآثار سرجبلة بريف إدلب الشمالي. تصوير: سحر زعتور
أطفال مخيم الفاروق “بركات وأحمد” يلعبان بين قبور وآثار سرجبلة – تصوير: سحر زعتور

ويعود تاريخ “سرجبلة” إلى الفترة الرومانية والبيزنطية، وتقع شمال غربي مدينة “الدانا” وتبعد عنها نحو خمسة كيلومترات، واسمها مشتق من السريانية وتعني “أمير الكلأ” هذه التسمية تشير إلى أنها كانت أرضاً خصبة ومقصداً للكثيرين للعيش فيها أو بالقرب منها.