فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

general

بعد سنوات.. الطريق إلى سرمدا معبّد وطرق أخرى في الانتظار

 محمود يوسف السويد

حلّ تعبيد الطريق من تجمع المخيمات إلى سرمدا مشكلة آلاف العائلات بعد مناشدات عديدة كان لفوكس حلب دور في نقلها والإضاءة عليها

أظهر تعبيد الطريق المؤدي إلى تجمع مخيمات القلعة ووادي عباس، بالقرب من سرمدا في ريف إدلب، والذي نفذته جمعية الأيادي البيضاء في النصف الثاني من أيار الحالي، معالم الطريق من جديد، وأعاد الحياة للمنطقة المهملة بعد سنوات من المطالبات والمناشدات.

ووفقاً للجمعية المنفذة والعاملة في الشمال السوري فإن تعبيد الطريق جاء تلبية لـ “حاجة السكان وحلّاً لجزء من مشكلاتهم اليومية، بعد ملاحظة وعورته من قبل الجمعية في جولاتها الميدانية التي تقوم عليها فرق مختصة بالاستبيان والاستطلاع وترفع مشاهداتها لمكتب دراسات يعمل على إدراجها ضمن المشاريع الملحّة التي تحتاج للدعم والتنفيذ”، بحسب المهندس محمد حجي صالح، مساعد مدير المشروع  في الجمعية.

وكان موقع فوكس حلب قد رصد مشكلات الطريق قبل أشهر ومناشدات سكان المخيمات الذين يعيشون في المنطقة بسبب وعورته، وعن تعبيده يقول عبد الفتاح أبو العلاء، مدير تجمع مخيمات القلعة إن أكثر من 1200 عائلة تقطن تجمع القلعة وحده، إنه وآخرين من أبناء المخيمات طرقوا أبواب إدارة المخيمات والجهات المعنية مراراً قبل أن تثمر جهودهم.

يؤكد أبو العلاء إن تعبيد الطرق أعاد وصل المنطقة بمدينة سرمدا والتي يقصدها السكان بصورة شبه يومية، سواء للعمل أو شراء البضائع والاحتياجات والمدارس. يخدّم المشروع المقسّم إلى قسمين، بحسب المهندس الصالح، نحو 26 مخيماً، تبلغ مسافة القسم الأول 4,5 كيلو متر وتغطي المسافة ضمن تجمّع القلعة ووادي عباس، أما القسم الثاني وهو بطول 2,8 كيلو متر  فيربط مخيمات الكمونة بأتوستراد باب الهوى -إدلب عند النقطة التي تعرف بسوق المازوت جنوبي مدينة سرمدا. 

ويضيف الصالح أن الطول الإجمالي للطريق يبلغ 7,3 كيلو متر بعرض 6 أمتار و بسماكة 6 سنتيمترات من الإسفلت، في حين  يبلغ عرض المادة الحصوية 7 أمتار و بسماكة تتراوح بين 20 إلى 25 سم حسب حاجة المنطقة. 

شمل المشروع إضافة للتعبيد عدة خطوات تكميلية، منها صب وتمديد المصارف المطرية المعروفة (بالشوايات)، تركيب أنابيب تصريف بلاستيكية وردمها بحصى وحيد التدرج بهدف تصريف مياه الأمطار مستقبلاً ما يطيل من عمر الإسفلت ويمنع تشكل برك المياه شتاءً، وضع حواجز حماية إسمنتية (نيوجرسي) لحماية المركبات من الانزلاق والسقوط في المنحدرات حال وقوع حادث ما.

ولم يهمل المشروع، بحسب المهندس الصالح، وضع شاخصات مرورية تحذر السائقين عند المنعطفات وتخبرهم بضرورة توخي الحذر، إضافة لإنارة الطريق عبر تركيب 100 عمود إنارة ليلية تعتمد في عملها على الطاقة الشمسية.

مشروع تعبيد الطريق قدّم فرص عمل للعشرات من أبناء المنطقة من خلال التعاقد معهم بصفة مؤقتة، وبراتب شهري قدره 120 دولاراً ” للمساعدة في فرش البحص والإسفلت يدوياً في الأماكن التي لا لا تصلها الآلات، وترحيل البقايا وتركيب الشاخصات”.

فوائد جمّة يراها من تحدثنا معهم في مثل هذه المشاريع، إذ ييسر التنقل بين مكان وآخر ويقلل من الحوادث المرورية، كذلك يسهل وصول الطلاّب إلى مدارسهم، خاصة في الظروف المناخية السيئة التي كانت تترك آثارها على الطريق وتحولها إلى سبخات، أما أصحاب السيارات فيجد من تحدثنا معهم في إصلاح هذه الطرق وفرة في الوقت والمال، إذ اختصر الطريق المعبد المسافات، كذلك قلّت زيارتهم إلى ورش الميكانيك والدوزان، كما ساهم الطريق في وصول الباعة المتجولين إلى المخيمات وبيع بضائعهم وسلامتها من الكسر، خاصة الأواني الزجاجية، وتلبية احتياجات السكان. 

آلاف الكيلو مترات التي تربط قرى وبلدات الشمال السوري ما تزال تبحث عن أذن مصغية لشكواها لتعبيد طرقات ينطبق المثل الشائع عليها بأنها “تستعصي على الماعز”، أملاً في حلّ لا يكون “ترقيعاً” لا يصمد لشتاء واحد.