مغموراً بالتراب عثرت فرق الدفاع المدني على عبد، 37 عاماً، في أحد كهوف مشهد روحين شمالي إدلب في شهر آب من العام الفائت بعد سبع ساعات من العمل المتواصل بسبب انهيار الكهف وهو داخله.
سرّاً ودون أن يوَدّع أقرب الناس إليه، والده وزوجته، سلك طريق التنقيب العشوائي عن الآثار أملاً بعودة سعيدة، “لكن طريقه اختتم بإشعال النار في قلوب محبيه” بحسب أكرم أبو محمد، 28 عاماً، من دير حسان بريف إدلب الشمالي، وهو شقيق المتوفى عبد.
مع ارتفاع نسبة البطالة وازدياد نسبة القابعين تحت خط الفقر اختار شبان في الشمال السوري البحث عن الآثار والكنوز كسبيل لكسب العيش عن طريق الحفر والتنقيب العشوائي في الأراضي والكهوف والأماكن الأثرية بعد فك رموز وإشارات يفهم معناها أصحاب الاهتمام فيتتبعون مكان وجود الكنز بناءً على دلالاتها.
قد يعمل الباحث دون الاستعانة بأحد يقاسمه قيمة ما سيجده، هذا لو عثر على الكنز فعلاً، وهو ما فضله عبد حين اختار رفيقاً وحيداً فقط، أو بشكل جماعي مع أشخاص آخرين يتشاركون العمل والجهد والمصاريف والربح، فيتسامرون ويضحكون ويتبادلون الأحاديث التي تخفف عنهم تعب الحفر والبحث والتنقيب وتكسر وحشة الليالي التي يمضونها بعيداً عن عيون الناس والمساءلات الأمنيّة.
في أيامه الأخيرة، لا يصدّق من احتكَ بالراحل عبد ورأى خشونة يديه المصابتين بالأكزيما أنه كان يحفر قبل ثلاثة أشهر من موته فقط، كان ذلك في كهف بعمق ثمانية أمتار تحت الأرض، نجاة صديقه وسام المرافق الوحيد له في هذه الرحلة كانت معجزة حقيقية، فخروجه من المغارة واستعانته بالناس وتواصله مع الدفاع المدني استغرق وقتاً، خلاله كان عبد مغموراً بالركام والصخور، يستنشق التراب عوضاً عن الأوكسجين.
الهوس والهواية رغم الخسائر، كانا من أبرز أسباب تعلق عبد وشبان من المنطقة بهذا العمل الذي لا يتطلب معدات كبيرة أهمها أدوات الحفر وعزل التراب، ما ساهم بتجاهلهم نسبة الأخطار المرتفعة والوقت والجهد المستهلكين، فهو العمل الذي قد يبعدهم عن التنمر والوقوع بألسنة الناس “عاطل عن العمل” بحسب من التقيناهم من هؤلاء الشبان.
يروي أكرم أبو محمد: “كان أخي عبد في تركيا، ثم عاد بعد فقدانه فرصة العمل في معاملها، ليعمل بمهنة إكساء الجدران بالإسمنت في المنطقة، لكن أجور عمله لم تكن تكفي لتغطية نفقات البيت ومتطلبات الحياة، فراح يحلم بالعثور على ما يغير حياته وأفراد عائلتنا”. كان يقول مازحاً: “إما أن أدفن الفقر أو يدفنني”، وبالفعل حصل الاحتمال الثاني، وترملت زوجته ويتّم طفله الوحيد وبناته الأربع”.
من أنطاكيا شمالاً حتى أفاميا جنوباً، تمتد المواقع الأثرية العائدة للكتلة الكلسية في شمال غربي سوريا. يتوضع على هذه الكتلة ما يزيد عن 800 موقع وقرية أثرية يعود تاريخها إلى فترة تمتد بين القرنين الأول والسابع الميلادي، سجلت على لائحة التراث العالمي عام 2011، تتألف الكتلة من ثمان تجمعات أثرية تقع خمسة منها في إدلب وثلاثة في حلب.
يمكن مشاهدة عينات من هذه النفائس الأثرية في متحفين في المنطقة، أحدهما متحف إدلب الذي يضم رقماً مسمارية مكتشفة في إيبلا من قبل البعثة الإيطالية سابقاً، ومتحف معرة النعمان الذي يعد أحد أهم المتاحف المهتمة بالفسيفساء في الشرق الأوسط، بحسب مدير مركز آثار إدلب أيمن نابو. يقول النابو: “في المنطقة هناك المدن الميتة المسجلة على لائحة التراث العالمي وأهمها قلعة وكنيسة سمعان، كنيسة قلب لوزة، آثار بنقوسا، آثار دير سيتا، خربة الخطيب، بحيو، آثار باريشا، آثار داحل، تل الكرخ، تل آفس، تل عمار ومئات التلال والمواقع الأخرى”.
في البقعة الجغرافية ذاتها، تحديداً في بلدة قاح، يروي لنا عادل العلي (اسم مستعار) لرجل أربعيني، اكتشف شغفه بالتنقيب العشوائي عن الآثار مذ كان طفلاً في الثانية عشرة من عمره، يقول: “كنت أحب جمع القطع النقدية القديمة وكل ما يتعلق بالماضي، وتطور شغفي من الجمع للتنقيب عن الآثار مع بعض الأصحاب”. يحلم عادل ورفاقه بالثراء الذي ترويه الحكايات والأساطير، وهم لذلك لا يشعرون باليأس، فكلما ضاقت أحوال أحدهم تجدد حلمهم وبدؤوا بالبحث عن موقع جديد.
لسهولة البحث فيها، يميل عادل إلى حفر القبور أو المدافن القديمة إن وجد بالقرب منها إشارة سهمٍ على صخرة، أو أرقاماً تدل على عدد الخطوات التي يجب الحفر بعدها، وغيرها من الدلالات التي قد يستعين بخبير لتفسيرها، يقول معتمداً على المرويات الشفوية وحكايا الأجداد: “إن إدلب غنية بالآثار التي تغري أصحاب الشغف للبحث”، ما يجعله يعيش حالة من الحيرة باختيار المكان الذي قد يجد فيه مبتغاه.
يناقض عادل نفسه حين يخبرنا أنه لم يعثر على أي شيء ثمين، واقتصر ما حصل عليه على أشياء قليلة الثمن مثل عملات نقدية بسيطة أو خرزات وأحجار ذات قيمة لا تغطي التعب والديون التي تراكمت بسبب الحفر. وتتراوح أسعار العملة بحسب عمرها الزمني، وندرتها، وصورة أو اسم الملك الموجود عليها، وبالرغم من ذلك ما يزال يحتفظ بشغفه فهو لا يوفر فرصة ليعود للحفر بأي لحظة حسب روايته.
يشبه رامي رضوان، 32 عاماً، حاله بحال المدمن على التدخين يقول متذمراً: “كلانا لا يستطيع الإقلاع عن إدماننا مع أننا ندرك أنها تأخذ من مالنا وصحتنا ووقتنا وتتعبنا”. يقيم رامي في مدينة عقربات بريف إدلب الشمالي، وسبب له العمل في التنقيب العشوائي عن الآثار خلافات كثيرة مع زوجته بسبب غيابه عن المنزل، وصل إلى حد طلب الطلاق وترك المنزل، وباءت محاولات تدخل المقربين بالفشل.
يفسر النابو عدم العثور على “كنوز” بمعناها الحرفي بأن مهنة التنقيب قديمة قِدَم رغبة الإنسان بالبحث عن الثراء من خلال الدفائن واللقى الأثرية، ويشرح أن فهم السياق التاريخي للمنطقة شمالي غرب سوريا يكون بالعودة للشرق القديم، إذ تعاقبت حضارات مختلفة من الفترات البيزنطية ثم الفترات الإسلامية وشعوب كثيرة سكنت هذه المنطقة.
يتابع: “من خلال فهمنا للواقع، هناك تعاملات تجارية وأدوات كانت تستخدم في الحياة اليومية في مجال التعاملات، أيضاً عادات متعلقة بالدفن مثل دفن مقتنيات المتوفى معه في فترات سابقة، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه المقتنيات سرقت إما في الفترة نفسها أو في فترات لاحقة، هذه الحقائق تم الوصول لها من خلال تعاملنا مع البعثات الأجنبية”.
وعلى اعتبار أن الكنوز مرتبطة بالتعاملات المتعلقة بالشعوب (العملات، الذهب، المصكوكات الذهبية أو الفضية أو النحاسية…) يؤكد النابو أنه لا يمكنه كمختص إعطاء أحكام قاطعة بوجود كنوز ودفائن، فهي إن وجدت ليست بهذه الكثرة نتيجة للأوضاع المعقدة والحروب المتتالية والكوارث الطبيعية والنزوح والزلازل وتغير الديموغرافيا والجغرافيا عشرات المرات عبر التاريخ، لكن من وجهة نظر علم الآثار هذه المنطقة فقيرة شهدت ازدهاراً بالفترة البيزنطية وقبلها بالفترة اليونانية، لكن لا توجد آثار أو بقايا يونانية إلا في منطقة قلعة المضيق التي تسيطر عليها قوات النظام حالياً، بحسب النابو.
تتعدد وسائل البحث التي يستعين بها المنقبون، منها جهاز كاشف المعادن والآثار، وأخرى علامات أو رسومات توحي بوجود كنوز نادرة، وقد يتتبع آخرون ظهور تشققات مفاجئة في التربة أو تصدعات غريبة وغير معتادة، والبعض قد يتتبع علامات على سطح الأرض مثل قطع الفخار أو عملات نقدية قد تظهر في الأماكن غير المأهولة بسبب العوامل الطبيعية، أيضاً قد يعتمد آخرون على سمعة المنطقة.
في أحد مخيمات مشهد روحين يتاجر أبو أحمد، 26 عاماً، بأجهزة الكشف عن المعادن، وهو يعمل بهذه المهنة منذ أربع سنوات يقول: “الكنوز موجودة في كل مكان سكن فيه الإنسان، في طرق القوافل التجارية، قرب الأشجار المعمرة، في الكهوف، في الأودية، على ضفاف الأنهار، وفي الصحاري، وليست مقتصرة على المعالم الأثرية ولا أنصح أحداً بالحفر والتخريب في معالمنا بشكل عشوائي، فشراء جهاز كاشف للمعادن كافٍ لاختصار الوقت والجهد والمال”.
في الشمال السوري تتوفر أنواع من أجهزة الكشف عن المعادن تتراوح أسعارها بين ثلاثمائة إلى ألف دولار بحسب أبي أحمد، منها الجهاز الفرنسي XP gmaxx , XP gold maxx power، ذو الاستخدام السهل والسعر المناسب.
يؤكد أبو أحمد أن أفضل جهاز حالياً في المنطقة هو الـ GPX5000، Lorenz z2، وهناك أجهزة أغلى سعراً يتم استيرادها من تركيا لكن الطلب عليها قليل، وهناك أنواع غير متاحة في المنطقة، ويكثر الطلب على أجهزة الكشف عن الآثار في فصل الصيف بسبب طبيعة الأرض والمناخ، حسب قوله.
على عكس التاجر، لم يجد منقبون جدوى من استخدام الأجهزة المذكورة، منهم عادل علي الذي أكد أن تجربته باستخدام أسياخ النحاس التي تكشف “مقصات الصخر” أي أماكن أبواب المدفن أو المسكن الأثري، كانت أكثر جدوى.
يعزو أبو أحمد عدم إفلاح منقبين بإيجاد كنوز رغم استعمالهم لجهاز تنقيب إلى الخبرة في التعامل مع أجهزة التنقيب “فليس كل من حملَ الجهاز يعرف كيفية ايجاد الآثار، خاصة أنه يتطلب دقة وحفظاً لأصوات المعادن كي لا يُصدَم بقطع معدنية صدئة كالحديد أو التنك والقصدير، كما أن الحفر يجب أن يكون بتروي وتمعن، حتى لا يكسر أو يخرّب الأشياء القيّمة فيتسبب بتقليل سعرها أو الامتناع عن شرائها”.
في الوقت الذي يرى أشخاص في التنقيب مهنة تستحق المحاولة يعتبره آخرون مضيعة للوقت والجهد دون فائدة، وأن الحظ يلعب دوراً لدى المنقبين، مؤكدين أن المثل القائل: ” اللي مالو حظ لا يتعب ولا يشقى” ينطبق على كثير من الحالات، فتجربة أبي أحمد تمنعه من تحديد إن كانت هذه المهنة خياراً صحيحاً، مبرراً ذلك بأنه يعرف أشخاصاً تحسن حالهم بعد أن حالفهم الحظ من بداية عملهم، بالمقابل يعمل آخرون على حساب لقمة عياله ويصرف الوقود والطعام وأجرة الجهاز أو ثمنه في الوقت الذي يخلو بيته من ثمن رغيف الخبز.
حال أبي أحمد كحال عادل الذي اقتصرت مقتنياته والأشياء التي عثر عليها على قطع نقدية يتراوح سعرها بين 1 إلى 1000 دولار، وربما أكثر، لكنه لم يوفق بالعثور على قطع نقدية ثمينة لذلك يحرصُ على وجود عمل آخر إلى جانب مهنته بالحفر، ففي فصل الشتاء يبيع الحطب في المخيم لتأمين مستلزمات عائلته.
لا يشجع أبو أحمد على الحفر المنفرد، ويفضل اصطحاب مجموعة معه، يقول إنها مهنة محفوفة بالمخاطر، فربما تسقط صخرة أو حجر على الشخص فيُصاب، أو يلدغه ثعبان أو عقرب دون وجود من ينقذه أو يسعفه، وهذا يشبه كثيراً ما حصل مع عبد الذي انهار عليه الكهف.
“تلعب معايير بتقييم ثمن القطع الأثرية، منها الندرة وطبيعة المادة إذا كانت معدنية أو نحاسية أو برونزية أو حجرية أو فخارية أو مسمارية، والتقييم عُرْف بين التجار حسب القطعة التي تكون مرغوبة في الدول المجاورة أو الراغبين باقتنائها من هواة جمع المقتنيات الأثرية في الأسواق السوداء أو في المتاحف العالمية، مصيرها التهريب لدول متنوعة قد تكون في أوربا أو أمريكا أو تركيا أو إلى دول الجوار مباشرة بعد التسليم لأن المشتري وسيط لسلسلة تجار تنتهي في الأسواق السوداء”، يقول النابو.
“هذه التجارة رائجة ونشطت خلال الثورة من خلال وسطاء لهم علاقاتهم بدول الجوار مثل تركيا أو لبنان أو الأردن ومن ثم يتم تهريبها إلى أوروبا حيث تباع في السوق السوداء” يقول النابو مؤكداً أن آلاف القطع التي خرجت من سوريا بعد الثورة يقف وراءها مسؤولون من النظام في فروع المخابرات، درج منهم اسم وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، ورئيس فرع الأمن السياسي في حماة إبان انطلاق الثورة وتقديمه التسهيلات للمنقبين في أفاميا بقلعة المضيق.
“داعش أيضا تورطت بتدمير الممتلكات الثقافية وتجارة الآثار ولا يخلو الأمر في شمال سوريا من أشخاص متنفذين، ولابد من التنويه إلى أن إيران والمجموعات والفصائل التابعة لها مثل فيلق القدس وفاطميون وزينبيون جميعها لها أعمال تتعلق بالتنقيب وتخريب الآثار في مناطق مختلفة “. يتابع النابو.
في عالم التنقيب والكنوز تسود قصص أقرب للأساطير، أبطالها باحثون عن كنوز أصابهم مسّ من الجنّ بسبب الرصد، أي أن بعض الأماكن يحرسها الجن فيمنعون أحداً من الوصول إليها، وتعلق في ذاكرة سكان سهل الغاب مغارة بابها الصخري موصد تتمركز في جبل شحشبو يطلقون عليها اسم “مالي قبال عيني، وعيني قبال مالي”.
تطل المغارة على بلدة الحويز التابعة لقلعة المضيق، يقول من قابلناهم من أهالي المنطقة “إن اسم المغارة لغز لم يستطع أحد حله أو اكتشافه، ولم يجرؤ أحد على الوصول للمغارة لأنها مرصودة بالجن”.
البحث عن الذهب، هو الآخر له هواة وأجهزة وأماكن خاصة، عامر شمرك، 37 عاماً، أحد تجار الأجهزة المخصصة للبحث عن الذهب الطبيعي والمعادن، يقيم في تركيا ويشجع على مهنة التنقيب العشوائي لأنها تخرج الهواة من الروتين والملل وأجواء الإنترنت، وتدخلهم عالم المغامرة والاستكشاف، ويفضل الأجهزة العاملة بنظام VLF، التي تتراوح أسعارها بين 500 دولار إلى 10 ٱلاف دولار، ويتم استيرادها من أستراليا، أمريكا، فرنسا، تركيا، ألمانيا.
من وجهة نظر علمية يخبرنا أيمن نابو أن هذه الأجهزة هي ذاتها أجهزة كشف الألغام أو كشف المعادن، تصدر صوتاً عندما تصطدم الترددات على عمق معين (متر أو متر ونصف المتر) بأي معدن، أدخلت عليها تحسينات لاحقاً لتكشف المعادن على عمق أكبر وبالتالي هذه الأجهزة غير مختصة بكشف الذهب أو الفضة لأن الكشف عن المعادن في باطن الأرض يحتاج لأجهزة أكثر تعقيداً وأكبر حجماً.
يطلق النابو على هذا التنقيب غير المنظم بالتنسيق مع فرق مختصة علمياً اسم التنقيب العشوائي، يقول عن آثاره السلبية: “التنقيب العشوائي مضر جداً سيما إذا كان ضمن المواقع الأثرية أو التلال التي تعود لزمن الشرق القديم، يؤدي التنقيب إلى اختلاط السويات والطبقات الأثرية وفقدان شواهد ودلائل مادية تهم المختصين في دراسة السياق التاريخي المختلف في المنطقة وإثبات النظريات أو نفي نظريات تاريخية كانت سائدة”.
ينفق معظم الساعين للثراء عن طريق التنقيب وقتهم بعيداً عن أسرهم، فيهملون الواجبات الاجتماعية والعائلية. تقول مريم، 36 عاماً، المقيمة في دير حسان، وهي زوجة الراحل عبد: “لم يرفض لي المرحوم طلباً سوى حين رجوته ترك مهنة الحفر، لذلك صار يخفي عني ذهابه أوقات فراغه، وكان يعدني بالذهب والمنزل الفخم والملابس الفاخرة عند إيجاد الكنز الموعود، وكنت دوماً أخبره بأنه عندي أغلى من كل الأشياء التي ذكرها”.
بقدر عنائهم تكبر أحلام الباحثين عن الآثار، فرامي رضوان كان يحلم ببناء منزل من خمس غرف مفروشة بأثاث فخم ومطبخ مجهز بالأواني المنزلية والكهربائية، وعادل علي كان يتمنى أن يعثر على تمثال يجعله حديث الناس ومحط أنظار وسائل الإعلام، وتكثر القصص التي لم نصادف أصحابها. تأمل مريم ألا يلاقي أحد مصير زوجها وعائلتها وأن ترى أحلام الشبان النور دون فقد أو إهمال لأسرهم.