فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

طلاب الشهادة الإعدادية ورقة تعويم جديدة للنظام في حلب

تموز نجم الدين

لتقديم الامتحانات في حلب يدفع طلاب مبالغ كبيرة ورشى للوصول إلى مراكز الاستضافة عبر معبري التايهة والطبقة

أنهى طلابٌ وافدون إلى مدارس النظام من الشمال السوري، يوم أمس الأحد، امتحانات الشهادة الإعدادية، ليعودوا إلى مناطقهم عبر معبري التايهة والطبقة.

وبلغ عدد الطلاب الذين وفدوا إلى مدينة حلب لتقديم الشهادتين الإعدادية والثانوية من مناطق منبج وعين العرب وجرابلس والباب وعفرين وإعزاز نحو تسعة آلاف طالب وطالبة، توزّعوا على  42  مركز استضافة في أحياء الحمدانية و حلب الجديدة وصلاح الدين والصاخور ومساكن هنانو والحيدرية وباب النيرب والشيخ خضر.

ويرغب طلاب وعائلاتهم الحصول على الشهادتين الرسميتين من مدارس النظام بسبب الاعتراف بها، على حد قول من تحدثنا معهم، رغم وجود امتحانات في مناطق المعارضة السورية، الأمر الذي يثير جدلاً سنوياً حول أحقية الحاصلين على الشهادات من مناطق النظام في الانضمام إلى مدارس وجامعات المعارضة من عدمه.

الرحلة ليست بالأمر السهل، إذ يمرّ الطلبة بعدّة معابر ويقطعون مسافات طويلة، يرافقهم مشرفون مسؤولون عنهم أو أهالي الطلبة، ويدفعون مبالغ مالية كبيرة للوصول إلى مناطق النظام عبر معبري التايهة والطبقة، دون القدرة على الوصول من معبر سراقب في إدلب المغلق لأسباب أمنية.

يقول أحد المشرفين من مدينة منبج أن الرحلة تبدأ بتسجيل أسماء الطلبة الراغبين بتقديم الامتحانات في مدينة حلب، ثم التواصل مع مديرية التربية فيها لرفع القوائم واستخراج البطاقات الامتحانية وتحديد مراكز الاستضافة بحسب العدد المسجل في القوائم.

ويدفع الطلبة، بحسب والد أحدهم من مدينة إعزاز، نحو ثلاثمائة دولار للوصول إلى مدينة حلب، ويدفعون الإتاوات والرشى للحواجز المنتشرة على الطريق، وتختلف التكاليف بين حالة وأخرى، إضافة لمخاوف اعتقال ذوي الطلبة الذين يرافقونهم.

ويلعب النظام على وتر جذب الطلاب من مناطق المعارضة لتعويم نفسه كجهة وحيدة تيسر للطلبة تقديم الامتحانات والحصول على الوثائق الرسمية من هويات شخصية و امتحانية، في الوقت الذي ترافقت فيه الامتحانات بقصف على قرى وبلدات إدلب من قبله أودت بحياة عشرات الأشخاص ونزوح آلاف العائلات.

وتحمل الأمانة السورية للتنمية التي تديرها أسماء الأسد، راية هذه الخدمات لتعويم النظام إذ سلّمت لكل طالب بطاقة بمبلغ 320 ألف ليرة سورية كمصروف شخصي، إضافة لتقديم الطعام المجاني والمتابعة الصحية المباشرة.

ويقول محمد مصطفى من مديرية صحة حلب إن المديرية واكبت الطلاب وصحتهم وفق خطة متكاملة تتوزع على ثلاث فترات وعلى مدار اليوم، وجهزت 10 سيارات إسعاف بالأجهزة والمعدّات الطبية كافة، وحددت 32 نقطة طبية غطّت جميع مراكز الاستقبال.

كذلك أمّنت شركة الكهرباء في حلب الكهرباء إلى المدارس عبر الخطوط الأمنية، إلى مراكز الاستقبال في المناطق التي لم تصلها الكهرباء منذ أربعة أعوام، لتعيد فصلها عنها يوم أمس بعد انتهاء الامتحانات.

تشبه مراكز الاستقبال السجن، يقول ثلاثة طلاب تحدّثنا معهم كانوا هائمين على وجوههم في شوارع حي صلاح الدين إنه لا يسمح لهم الخروج من مراكز الاستقبال التي تحرسها الشرطة. ويضيف أحمد، أحد الطلاب الثلاثة، أن الخروج من المركز يكون عبر تسلق الأسوار الخارجية ودفع الرشى للشرطة المسؤولين عن المكان.

لا تغير قوات النظام عاداتها في الاستفادة من كل ظرف لسرقة السكان، إذ يدفع كل طالب 25 ألف ليرة سورية للخروج من المكان والعودة في وقت محدد، ويتم ذلك عبر طريقين إما السماح لهم بالخروج وحدهم أو عبر تكسي متفق عليها مع الشرطة تتقاضى مبلغ 200 ألف ليرة لإخراج الطلاب وإعادتهم إلى المكان، وغالباً ما يكون سائقها متعاوناً مع الشرطة أو أحدهم.

يشكل الاعتراف بالشهادتين الإعدادية والثانوية في مناطق المعارضة السورية عائقاً يدفع الطلاب وأهاليهم للتوجه إلى مناطق النظام، وتتناقص الأعداد عاماً بعد عام بسبب صعوبة الوصول والمخاوف التي ترافقه.