فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الامتحانات في حلب الحرّة.. جهود تطوعية وإصرار على المتابعة

  أنهى طلّاب شهادة التعليم الأساسي (التاسع) والثانوية العامة بفرعها الأدبي التابعين لمديرية تربية حلب الحرة امتحاناتهم صباح اليوم الأحد، السابع تموز 2019، فيما تستمر العملية الامتحانية في الفرع العلمي […]

 

أنهى طلّاب شهادة التعليم الأساسي (التاسع) والثانوية العامة بفرعها الأدبي التابعين لمديرية تربية حلب الحرة امتحاناتهم صباح اليوم الأحد، السابع تموز 2019، فيما تستمر العملية الامتحانية في الفرع العلمي والشرعي حتى العاشر من تموز الجاري.
وقال محمد مصطفى (مدير تربية حلب الحرّة) لفوكس حلب إن ما يزيد عن خمسة آلاف وستمائة طالباً وطالبة موزعين على خمسة وخمسين مركزاً في القرى والبلدات التابعة للمديرية (منها خمسة مراكز في ريف حلب الشمالي والشرقي) التحقوا بالامتحانات لهذا العام.


وعن آلية الامتحانات يقول المصطفى إنّ اتفاقاً جرى بين مديريات التربية في الشمال السوري (حلب –إدلب –حماه –ريف اللاذقية) لتشكيل لجنة عليا للامتحانات تتبع للحكومة السورية المؤقتة، وتشرف على سير العملية الامتحانية بالتعاون مع المديريات، وحدد مهمتها بالإشراف الكامل على العملية الامتحانية “وضع الأسئلة –أداء الامتحانات –مراكز التصحيح –التنتيج”.
كما استقبلت مديرية التربية في حلب الطلّاب الوافدين إليها من المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً في أرياف حماه وإدلب في مراكزها الامتحانية، وجرى الاتفاق على السماح لهم بأداء الامتحانات فيها، كما أتيح لهم حرية التنقل بين المديريات دون أوراق جديدة، وإعفائهم من الرسوم الامتحانية.
وبالرغم من توقف الدعم عن مديرية تربية حلب في نيسان 2019 إلّا أن كوادرها (170 موظفاً) بدأت عملها التطوعي في تسيير العملية الامتحانية والإشراف على الأنشطة الصيفية في المدارس، كذلك بالنسبة للكادر التعليمي الذي عمل متطوعاً خلال العملية الامتحانية (مراقبة وتصحيح)، يقول مدير تربية حلب “إن الإقبال على العمل التطوعي كان كبيراً، وشهد التزاماً وانضباطاً من كافة الكوادر”، معتبراً العملية الامتحانية “مسؤولية عامة تخص الجميع”.
حددت مديرية تربية حلب كلفة العملية الامتحانية بخمسين دولاراً لكل متقدم للامتحان تتضمن (تجهيز الأسئلة وطباعتها ونسخها –اللوجستيات –بدلات أجور المراقبة والتصحيح وإصدار النتائج)، وقامت بتحويل الموازنة العامة إلى أسهم (قيمة السهم 200 دولار) وعرضه على المساهمين بعد فشل كافة المحاولات لتأمين الدعم اللازم لإجراء العملية الامتحانية، بحسب مدير التربية الذي قال ” إن بعض المنظمات والمؤسسات المدنية ساهمت في إطلاق العملية الامتحانية وإنجاحها، من خلال تقديم أوراق الطباعة والأحبار والطابعات، وكذلك سيارات نقل الأسئلة من قبل الدفاع المدني، ومياه الشرب وخدمات التنقل في بعض المجالس المحلية”، إلّا أن العبء الأكبر تحمله الكادر التعليمي الذي عمل متطوعاً، دون أي أجور، طيلة فترة الامتحانات.


وعن طبيعة الأسئلة الامتحانية أجمع عدد من الطلاب الذين التقيناهم “إن الأسئلة كانت شاملة ودقيقة وتميل إلى الصعوبة”، كذلك وصفوا الأجواء الامتحانية بـ “الجيدة” وسط الظروف الصعبة والقصف الذي يعيشها الطلاب، خاصة الوافدون، وتأثرهم بما يحدث من معارك.
والتزمت اللجنة العليا للامتحانات بسرية الأسئلة التي وضعت من قبل المختصين (أكثر من نموذج امتحاني)، وتوزيعها على غرف العمليات الفرعية لطباعتها ليلة الامتحانات، ثم توزيعها على المراكز الامتحانية التي يشرف على كل منها مندوب من مديرية التربية، ويشرف على كل مجموعة من المراكز مندوب من وزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة للاطمئنان على سير العملية الامتحانية، وضمان عدم تسريبها.


وأجمل الطلاب المشاكل والصعوبات التي اعترضتهم خلال العملية الامتحانية بصعوبة التنقل والوصول، خاصة وأن وزارة التربية كانت قد حددت موعد بدء الامتحانات في الساعة السابعة صباحاً، يقول يوسف الأحمد (طالب في الثانوية العامة) إنه كان يضطر للخروج من منزله في الخامسة صباحاً، خوفاً من التأخر عن الامتحان، وذلك بسبب صعوبة الطرقات وعدم توافر وسائل النقل، إضافة لحسابات أخرى تتعلق بعطل قد يصيب الحافلة. وكذلك الحالة النفسية التي يعيشها الطلبة جرّاء ما يحدث في المنطقة، بعد أن اضطرت أعداد كبيرة من الطلبة للنزوح من قراها وبلداتها خلال العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الأسد وروسيا منذ نيسان الماضي والتي ما تزال مستمرة حتى اللحظة، يقول أحمد (وافد من ريف حماه) “أمضينا ما يزيد عن الشهر تحت أشجار الزيتون بعد نزوحنا، قبل أن نتمكن من استئجار منزل، كثيراً ما كنت أحاول الدراسة في ظل هذه الأجواء دون جدوى، فصور الموت ومعاناة أهلي وغياب الأساسيات كالكهرباء والماء كانت تشغل تفكيري وتمنعني من الدراسة، إلّا أني أنهيت الامتحان وأنتظر النتائج بفارغ الصبر”.