بابتسامة يقف ماهر لاذقاني داخل محله في مدينة إدلب، يتفحص إطارات سيارات زبائنه ويعمل على تقديم أفضل خدمة لهم.
تبديل وتصليح الإطارات، تشحيم، غيار زيت، تبديل مصافي، جنط، كلها خدمات يجدها الزبائن في ورشة ماهر.
توارثت عائلة لاذقاني مهنة “الكومجي” أباً عن جدّ وتعلم ماهر المهنة عن والده وهو ابن أربعة عشر ربيعاً.
في الشمال السوري ازدادت أعداد السيارات بشكل ملحوظ، فزاد الطلب على محال صيانة السيارات وقطع الغيار و”الكومجي”.
يقارن ماهر أوضاع المهنة ما قبل الحرب مع وضعها الحالي، ويعتبر أنها الآن أفضل بكثير بسبب انتعاش سوق السيارات لأسباب مختلفة.
يقول ماهر: الضرائب التي كانت تفرض على السيارات والإطارات المستوردة سابقاً كانت سبباً في حصر امتلاك السيارات بالأغنياء وميسوري الحال، أما الآن فصار بإمكان شريحة أكبر من الناس اقتناء سيارة، وهذا يساهم في توفير فرص عمل.
تنشط حركة شراء الإطارات الأوربية المستعملة لجودتها وللفرق الكبير بين سعر النوعين والذي يصل إلى الضعف.
كما ازداد الطلب على تبديل الجنط المعدني للإطارات، وهذا ما لم يكن متوفراً في السابق بحسب ماهر.
يقول ماهر: في السابق كنت أبدل ثلاثة أطقم من الإطارات في الأسبوع، في حين تضاعف هذا العدد اليوم بمقدار ٣ أضعاف.
صحيح أن الزلزال لم يهدم محل ماهر، إلا أنه ترك أثره السلبي بشكل كبير بسبب تنصل الكثير ممن تترتب عليهم ديون عن تسديدها بحجة الزلزال.
لم يكن الزلزال الحدث الأول الذي أثر على ماهر مهنياً، إذ سبق وأن خسر بضاعة مغسله خلال الحرب وكان يحوي معدات بقيمة 25 ألف دولار.
يخشى ماهر من تعرض المنطقة للقصف، فكل ما يملك وضعه في ورشته، وسيخسر كل شيء إذا ما تعرض للحرق كما حدث معه قبل ثلاث سنوات نتيجة تعرض المدينة لقصف الطائرات الحربية.
يسعى ماهر للحفاظ على سمعته الحسنة من خلال استعماله أفضل أنواع الزيوت وتقديمها للزبائن، كما يمتلك أفضل المعدات وأحدثها.
يتوزع أصحاب المهنة في عموم الشمال السوري، في الوقت الذي تنتشر البطالة ويوفر هذا القطاع فرص عمل جيدة.