فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

استئناف إدخال مرضى السرطان لتلقي العلاج في تركيا

استئناف إدخال مرضى السرطان لتلقي العلاج في تركيا

حسن كنهر الحسين

تعذّرُ تأمين الأجهزة والجرعات لمرضى السرطان في الشمال السوري، أعاد طرق باب المستشفيات التركية التي أعادت استقبالهم بعد توقف دام لنحو أربعة أشهر

ينتظر مئات مرضى السرطان في الشمال السوري السماح لهم بدخول المستشفيات التركية للعلاج بعد إعلان معبر باب الهوى الحدودي استئناف دخولهم إلى الأراضي التركية اعتباراً من يوم أمس، الاثنين 5 حزيران  2023.

ويأتي قرار استئناف عبور مرضى السرطان بعد أربعة أشهر من التوقف، بسبب تداعيات الزلزال وما فرضته من دمار في المستشفيات التركية والضغط الذي تحمّلته المستشفيات غير المتضررة في الاستجابة لمصابي الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط الماضي، وهو ما فاقم مشكلاتهم المرضية وتراجع حالة المئات من المرضى الذين تعذّر علاجهم لضعف الإمكانيات وعدم توفر الأجهزة والجرعات اللازمة.

وأوضحت إدارة المعبر أن فترة التوقف التي استمرت لأشهر كانت بسبب “دمار أو تضرر المستشفيات التركية في ولاية هاتاي التي تستقبل المرضى السوريين، عقب وقوع الزلزال، واستقبال المستشفيات غير المتضررة لجرحى  الزلزال”.

 وقال مازن علوش، مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا “إن الموافقة التركية جاءت بعد عدة اجتماعات عقدتها إدارة المعبر مع الجانب التركي، لاستئناف دخول مرضى السرطان في الشمال السوري إلى مستشفياتها، تكلل آخرها بالنجاح قبل يومين”.

استقرار الأوضاع في تركيا بعد أربعة أشهر من وقوع الزلزال، إضافة إلى الاستقرار السياسي عقب انتهاء الانتخابات التركية دفع الجانب التركي للموافقة على مطالب إدارة المعبر بتسهيل حركة دخول المرضى من شمالي غربي سوريا إلى تركيا، وعلى رأسهم مرضى السرطان.

وعن آلية إدخال المرضى، أوضح مكتب التنسيق الطبي التابع لمعبر باب الهوى أن الدخول سيكون بموجب حجز موعد في إحدى عيادات معاينة وعلاج السرطان الأربع المعتمدة (مستشفى إدلب الوطني، المحافظة، الهداية بقاح، مستشفى أطمة الخيري)،وبحسب النظام المعمول به في كل مستشفى. للتأكد من الحالات ومنحها إحالة طبية، على أن يتم استئناف دخول “الحالات الباردة، غير السرطانية” بعد عيد الأضحى (بداية تموز القادم).

تتحضر عائلة ابتسام لإدخالها الى الأراضي التركية بانتظار الحصول على إحالة طبية من قبل مكتب التنسيق الطبي لاستكمال جرعاتها. تقول عائلة ابتسام إنها “أصيبت، في العام الماضي، بسرطان في العين فرض استئصال عينها اليسرى لمنع وصول الورم الى أنحاء أخرى من منطقة الرأس”.

حصلت ابتسام على جرعتين قبل إغلاق المعبر، ما حال دون استكمالها باقي الجرعات، لتستكمل علاجها في الداخل السوري ضمن الإمكانيات المتوفرة وهو ما أدى لتراجع وضعها الصحي بشكل كبير. تأمل عائلة ابتسام الحصول على إحالة طبية بالسرعة الممكنة بعد تأمينهم لحجز في عيادة الأورام والدم في مستشفى إدلب الوطني، تمهيداً لنقلها إلى تركيا قبل تفاقم وضعها الصحي الذي وصفوه بـ “السيء”.

ويقول مازن علوش إن الجانب التركي سمح بدخول 15 مريضاً بشكل يومي، خلال المرحلة الأولى، على أن يتضاعف هذا العدد إلى 30 مريضاً يومياً في بداية تموز القادم، وهو العدد الذي كانت تستقبله المستشفيات التركية قبل الزلزال. وأضاف علوش، أن المعبر سيستقبل مرضى السرطان فقط، خلال هذه الفترة، نظراً لكونهم الأشد حاجة للعلاج، على أن يضاف إليهم في تموز مرضى الجراحات القلبية غير المتوفرة في المستشفيات المحلية.

وبحسب مكتب التنسيق الطبي، فإن عدد مرضى السرطان الذين توقف علاجهم بسبب الزلزال بلغ 1790 مريضاً، بينما بلغ عدد العائدين من تركيا بسبب توقف العلاج 450 مريضاً، في حين يبلغ متوسط الحالات السرطانية المسجّلة حديثاً في شمال غربي سوريا 1100حالة سنوياً بمعدل ثلاث حالات يتم اكتشافها يومياً.

وتوزّعت الحالات إلى 241 سرطان ثدي، 238 سرطان دم، 136 سرطان دماغ، 130 سرطان رئة، 90 لمفوما، 85 سرطان مثانة، و 865 سرطانات متنوعة. بينهم 240 مريضاً تحت 18 سنة يعانون من سرطانات متعددة، منهم 50 طفلاً مصاباً بسرطان الدم.

سبق قرار استئناف دخول مرضى السرطان لتلقي العلاج في المستشفيات التركية، حملة “أنقذوهم” في السادس من نيسان الماضي، تهدف للوقوف على حالة مرضى السرطان وتقديم العلاج لهم بعد تعذّر توفير الجرعات والأدوية والأجهزة اللازمة في المستشفيات المحلية، وفقدان الأمل من العودة لتلقي العلاج في المستشفيات التركي، الأمر الذي فاقم من وضعهم الصحي.

ويقول الدكتور عبدالإله ياسين، أحد المشاركين في الحملة، إن الهدف المرجو كان إيجاد حل جذري لمرضى السرطان، ابتداء من تأمين جرعات دورية للمرضى وتوفير الأدوية الكيماوية بشكل كامل، وانتهاء بتوفير أجهزة طبية شعاعية لمتابعة المرضى واستكمال علاجهم.

لم تتحقق مطالب الحملة على الصعيد الخارجي واقتصرت على تضامن داخلي من قبل بعض المنظمات والفرق والجمعيات لتأمين قسم من الأدوية أو ثمن بعض الجرعات.

توفر المستشفيات والمراكز السرطانية في شمال غربي سوريا العلاج المجاني لنحو 40% من مرضى السرطان، بينما يحتاج 35% من المرضى إلى جرعات لا تتوفر مجاناً و 25% للدخول إلى المستشفيات التركية، إذ يعتمد علاجهم على توفر أجهزة متطورة غير موجودة في المستشفيات المحلية.

يحتاج مرضى السرطان لحل جذري، السماح بعلاجهم في المستشفيات التركية، رغم ما يحمله من صعوبات تزيد من مشكلاتهم الصحية، يبقى الأمل الوحيد في ظل فشل المنظمات الدولية بدعم المستشفيات في الداخل السوري وإنشاء مراكز متكاملة مزودة بالأجهزة المتطورة، وتأمين الجرعات لمختلف الأنواع السرطانية بشكل مجاني.