فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

تقليم أشجار الزيتون ضرورة تحكمها الخبرة والابتعاد عن التأخير والعشوائية

تقليم الأشجار بمواعيد محددة يزيد من إنتاجية وعمر الشجرة، لكن هذه العملية تصطدم بصعوبات التكلفة العالية وغياب الخبرة وترك مزارعين لأراضيهم ما يحول أو يؤخر إجراءها في موعدها.

يبدأ موسم تقليم أشجار الزيتون في شمالي غربي سوريا، باعتبارها منطقة باردة، في شهر شباط ويستمر حتى نهاية شهر نيسان، وبالرغم من التكلفة العالية والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها أصحاب الأراضي الزراعية، إلّا أن العناية بأشجارهم تدخل في أولويات حياتهم، باعتبار موسم الزيتون، العمود الفقري، للاقتصاد الزراعي في المنطقة.

ويقول بكور الخليل، مزارع من ناحية احسم بريف إدلب الجنوبي، إن “تقليم أشجار الزيتون في المنطقة يستمر حتى نهاية شهر أيار”، بينما “يبدأ تقليم أشجار أخرى تشتهر بها المنطقة مثل الكرز، في منتصف أيار ويستمر حتى نهاية شهر حزيران”.

والتقليم هو إزالة جزء من أغصان الشجرة وفروعها لتوجيه شكلها وطولها، والسماح للضوء بالمرور إلى أجزائها كافة، ليضمن جودة الثمار ونوعيتها من جهة، وإطالة عمر فترة الإثمار من جهة ثانية.

يقسم المهندس الزراعي، محمد العلي، أنواع تقليم أشجار الزيتون في المنطقة إلى ثلاثة أنواع: تقليم التربية (حتى بداية الإثمار)، والتقليم الإثماري (خلال فترة حمل الشجرة)، وتقليم التشبيب الذي من شأنه (إعادة الشباب للأشجار الهرمة أو اليابسة).

ويشدّد العلي على ضرورة استخدام طرق صحيحة في عمليات التقليم، وأن تجري في مواعيد محددة، وأهمها إزالة الفروع من الشجرة وليس تقصيرها، وعدم “الجور” عليها، كون شجرة الزيتون تحتاج لتقليم أقل من الأشجار التي تتساقط أوراقها، وإجراء عملية التقليم سنوياً وعدم إهمالها، خاصة وأن ثمار الزيتون تزيد في الأفرع كثيرة الأوراق و المعرضة للضوء.

ويوضح العلي أن “الشكل الأمثل لشجرة الزيتون المقلمة هو حين تكون نصف كروية تقريباً، وبطول وسطي نحو (ثلاثة أمتار ونصف المتر)، وكون الزيتون بعلي في مناطقنا فإن التقليم يجب أن يتناسب مع كمية الأمطار (كلما قلّت الأمطار يزيد التقليم)”.

القسم الأكبر من أشجار الزيتون في شمال غربي سوريا يدخل ضمن مبدأ “المعاومة”، أي أن شجرة الزيتون تثمر في عام ولا تنتج في العام الذي يليه، ويساعد التقليم على التقليل من هذه الظاهرة، أما تأخره فيزيد من تعزيزها.

يرجع من تحدثنا معهم تأخّر بعض المزارعين في تقليم أشجار الزيتون لأسباب اقتصادية، إذ تبلغ تكلفة يوم واحد من التقليم نحو 10 دولارات. ويقول مهند الخطيب، من جبل الزاوية، إن العامل يمكنه تقليم بين (8 إلى 15) شجرة يومياً، يحدّّد ذلك خبرته وطبيعة الأشجار التي تحتاج للتقليم من حيث الحجم والطول.

ارتفاع التكلفة دفعت مزارعين إلى تعلّم طرق التقليم وممارستها بأنفسهم، آخرون فضّلوا إجراء التقليم على فترات متباعدة قد تصل إلى سنوات، بينما غابت هذه العملية عن حقول بكاملها، خاصة في الأراضي التي يمتلكها لاجئون تركوا المنطقة، بحسب الخليل، الذي قال إن غياب الخبرة وتباعد فترات التقليم أثّرت سلباً على أشجار زيتون وعلى إنتاجها.

ويعدّ التقليم الجائر، أكثر ما يرتكبه ضعيفو الخبرة بعمليات التقليم، إذ يقلل من إثمار الزيتون و قد يؤدي، بسبب الطقس البارد، إلى “صقيع الشجرة”، وبالتالي “يباسها وموتها”.

يرى مهند الخطيب، إن العام الحالي شهد إقبالاً من المزارعين على تقليم أشجار الزيتون رغم التكلفة العالية، ويرجع ذلك إلى “الاستفادة من الأغصان الناتجة عن عملية التقليم وتيبيسها لاستخدامها كحطب في الشتاء، خاصة وأن طن الحطب وصل في العام الماضي لأكثر من 200 دولار، ما يغطي التكلفة ويزيد”، حسب قوله.

تشير مصادر وزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ، لعام 2022، أن عدد أشجار الزيتون في مناطقها تبلغ نحو 8 ملايين و900 ألف شجرة، ويمثل إنتاجها مصدر الدخل الأهم للمزارعين في المنطقة، ما يجعل العناية بها وفق رزنامة مواعيد دقيقة، وبطرق سليمة، أيضاً دعمهما من قبل المنظمات بالتكاليف التشغيلية، ضرورة ملحة للحفاظ عليها.