فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الصورة من مدينة جنديرس-تصوير نور الشامي-فوكس حلب

عودة التعليم في جنديرس: بين تخوف التلاميذ وتضرر المدارس

فداء الصالح

يتخوف الأهالي من إرسال أبنائهم في الوقت الحالي للمدارس بعد ما شهدوه من انهيار المباني ليلة الزلزال و التلاميذ أنفسهم يتخوفون من الدوام في أبنية المدارس بعد ما عايشوه من خوف.

أعلنت مديرية تربية غصن الزيتون إعادة افتتاح المدارس يوم الأحد الثاني عشر من آذار في ثلاث مديريات تربية: راجو وشيخ الحديد ومعبطلي، فيما بقي الدوام في مركز عفرين وجنديرس وريفها شمالي غربي سوريا معلقاً حتى إشعار آخر جراء الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وتركيا فجر السادس من شباط المنصرم.

جنديرس، أكثر المدن السورية تضرراً جراء الزلزال، تحولت فيها باحات المدارس إلى مراكز إيواء خلال الأيام التي أعقبت الزلزال رغم تضررها وتصدع بعضها؛ إذ بلغ عدد المدارس المتصدعة في جنديرس وحدها 22 مدرسة، مع الأخذ بعين الاعتبار تفاوت نسبة الأضرار التي لحقت بها بين كلية وجزئية. ومن “غير الممكن إعادة تفعيل الدوام المدرسي وشوارع جنديرس بها مئات الأبنية المهدمة أو الآيلة للسقوط”، بحسب رضوان الأحمد مدير تربية جنديرس.

مدارس متصدعة بحاجة إلى ترميم

ناهيك عن أن المدارس المتصدعة بحاجة للترميم لتصبح آمنة لاستقبال التلاميذ. فعلى سبيل المثال، مدرسة خالد بن الوليد التي يتجاوز عدد تلاميذها 3 آلاف طالب في مرحلة التعليم الأساسي، تعد أكثر المدارس تضرراً، كما يقول الأحمد.

وبالرغم من عدم تحديد موعد لعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، في جنديرس وريفها وعفرين المدينة، إلا أنه تم نقل الأهالي من المدارس في جنديرس إلى مخيمات إيواء أخرى ضمن جنديرس، وقد شُيدت لهذا الغرض عدة خيم كبيرة (صيوانات) بانتظار ترميم المدارس، بحسب الأستاذ براء السالم. 

نقص في عدد التلاميذ والمدرسين

مشكلة أخرى تواجه افتتاح المدارس تتمثل بتخوف الأهالي من إرسال أبنائهم في الوقت الحالي للمدارس بعد ما شهدوه من انهيار المباني ليلة الزلزال. إضافة إلى أن كثيراً من الأبنية المتصدعة والمهدمة في الطرقات تشكل خطراً على حياة الأطفال، بحسب ما يقول أبو أحمد مهجر من دمشق، “فكيف يمكن إرسال الأطفال إلى المدارس والطرقات مليانة ردم، وفي بنايات مبينة رح توقع”.

كما أن التلاميذ أنفسهم يتخوفون من الدوام في أبنية المدارس بعد ما عايشوه من خوف بسبب الزلزال، كما أخبرنا بعضهم عن عدم إمكانية الالتحاق بالمدارس. تقول نعيمة حسين طالبة في المرحلة الإعدادية: “ما رح داوم بالمدرسة إلا إذا عملوها خيمة، صرنا كثير نخاف من البيوت والبنايات”.

من جهته، يرى مدير تربية جنديرس أن المخاوف مبررة، مؤكداً في الوقت ذاته سعي مديريته “خلال الفترة القادمة لتهيئة المدارس لاستقبال الطلاب”.

الوضع الكارثي الذي حلّ بجنديرس دفع بالكثير من الأهالي إلى مغادرة المدينة، قاصدين المدن والبلدات المجاورة رفقة أبنائهم. ما سيتسبب في نقصان حاد في أعداد الطلاب عند عودة الدوام للمدارس. كما أن النقص سيطال طاقم التدريس أيضاً، إذ أنتقل مدرسون كثيرون إلى خارج جنديرس بحثاً عن ملاذ آمن، بحسب جمعة الشيخ، مدرس في جنديرس. 

من ناحية أخرى، تشير إحصائيات مديرية تربية جنديرس إلى أن الزلزال تسبب بمقتل 25 مدرساً/ة وإصابة 25 آخرين، من أصل 654 مدرساً/ة جنديرس وريفها، فيما بلغ عدد التلاميذ المتوفين قرابة 600 من أصل 15 ألف تلميذ.

حلول مؤقتة

لتدارك مشكلة التحصيل العلمي التي خلفها الزلزال، أفاد بعض المدرسين أن بإمكان الطلاب الدوام في أقرب مدرسة تتبع لمديريات التربية في غصن الزيتون ضمن المناطق التي انتقلوا إليها، من خلال تقديم طلب انتقال عبر تلك المدارس. ويبدو أن هناك مشروع قرار باعتماد دروس الفصل الدراسي الأول فقط كمقرر لامتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية إلا أنه لم يؤكد بعد، بحسب مصدر لم يرغب الإفصاح عن هويته. 

يأتي ذلك في وقت منعت فيه مديرية تربية جنديرس افتتاح المعاهد الخاصة أو إعطاء دروس خصوصية، إلا مع افتتاح المدارس بشكل رسمي.

فجوة تعليمية في المنطقة

هذه السنة، يتسبب الزلزال بتوسيع الفجوة التعليمية لدى الطلاب ويزيد من صعوبة تعويض ما فاتهم من منهاجهم الدراسي، بحسب بشار الحمادي، مدرس بجنديرس؛ “فبعد كل عملية توقف للتعليم يبذل المدرسين جهداً مضاعفاً لتعويض الفاقد التعليمي، إلا أن ليس جميع الطلاب بنفس السوية والقدرة على ذلك التعويض”. بخاصة وأن العملية التعليمية توقفت خلال السنوات الأخيرة عدة مرات لأسباب مختلفة، نذكر منها: انتشار وباء كورونا في عامي 2019 و 2020 ومن ثم إضراب المعلمين في بعض المناطق في العام الدراسي المنصرم 2021/2022.