توقفت الجامعات التركية عن منح إعفاء الرسوم الجامعية للطلبة السوريين بدءً من العام الحالي، بعد صدور قرار من مجلس التعليم العالي في تركيا يقضي بعدم إعفاء السوريين من أقساط الجامعات ابتداء من تموز الماضي، الأمر الذي ترك أثره ومخاوفه على آلاف الطلبة المهددين بعدم إكمال تحصيلهم العلمي.
تزامن القرار مع ارتفاع في الرسوم الجامعية، يقول رئيس مجلس طلاب سوريا في تركيا، إن هذه الرسوم زادت بنسبة كبيرة، إذ يصل رسم الدخول إلى كلية الطب البشري نحو 3550 دولاراً، وكليات الهندسة نحو 950 دولاراً، مقارنة بنحو 50 دولاراً في العام الماضي.
وقال محمد جمو، رئيس مجلس هيئة طلاب سوريا، ان مجلس التعليم العالي في تركيا أصدر قراراً، في العام 2013، يقضي بإعفاء الطلاب من دفع الأقساط المفروضة على الطلبة الأجانب، ومنذ صدوره قبل ثمانية أعوام لم يكن ملزماً بالمطلق، بل كان أقرب إلى التوصية والإيعاز.
ويضيف إنه ومن أصل 129 جامعة حكومية في تركيا، لم تعف سوى خمسين جامعة الطلبة السوريين من الرسوم الجامعية التي تختلف بحسب الجامعة والتخصص، لكنّ قرار المجلس هذا العام، منح الحق للجامعات في تحصيل القسط من الطلاب السوريين، ومعاملته مثل أيّ طالب أجنبي يتابع دراسته في تركيا.
ويضيف الجمو أن القرار الذي صدر بعدم إعفاء الطلاب من دفع الأقساط للعام الدراسي الحالي ٢٠٢١_٢٠٢٢ يشكل خطر كبير جداً على قدرة الطلبة للتسجيل في الجامعات ودفع الرسوم المالية التي نص عليها القرار الأخير، والذي يفوق طاقة الطلبة وعائلاتهم على تأمينه، إذ ارتفعت رسوم التسجيل من (35 -90 دولاراً) حسب الفرع والاختصاص، إلى 950 دولاراً لكلية الهندسة و 3350 دولاراً لكلية الطب البشري. علماً أن دخل عامل المياومة السوري في تركيا لا يتجاوز ألفي ليرة تركية (250 دولاراً) شهرياً.
وتشترط الجامعات الحكومية على غير الأتراك اختبار القبول الجامعي YÖS، ويتطلب التحضير للاختبار التسجيل بمعاهد تعتبر تكلفتها “باهظة” بالنسبة للكثير من اللاجئين السوريين.
والـ YÖS اختبار للطلاب الأجانب يحوي 80 سؤالاً رياضيًا في الهندسة والجبر واختبار الذكاء (IQ)، يجب حلها خلال 135 دقيقة، وتأتي الأسئلة باللغتين التركية والإنجليزية.
يقول الطالب حسين الإبراهيم إنه درس في سوريا وقرر اللجوء إلى تركيا لاستكمال المرحلة الجامعية، وبعد معاناة كبيرة واجهته لتعلم اللغة التركية والخضوع لاختبارات YÖS، واجتيازه الامتحان بنجاح وحصوله على قبول في كلية الطب البشري بجامعة غازي عينتاب، تفاجأ بالرسوم الجامعية المفروضة لهذا العام، والتي تبلغ ٣٧٠٠٠ ألف ليرة تركية، يقول “لا أستطيع تأمين هذا المبلغ، أشعر بالعجز وانتهاء حلمي في إكمال تعليمي الجامعي”.
ياسمين الأحمد طالبة سورية 19 عام، مقيمة في مدينة إنطاكية بولاية هاتاي التركية، تقول إنها تعمل في مشغل للخياطة لمدة ثماني ساعات في عطلة نهاية الفصل الدراسي من كل عام لمساعدة عائلتها في تأمين المصروف المعيشي، كانت تحاول التسجيل في الجامعة واجتازت امتحان الـ YÖS في العام الحالي لكنها صدمت بقرار الجامعة، تقول إن “ذلك يفوق قدرتي وقدرة عائلتها على تأمينه، إن ذلك يشكل صدمة كبيرة بالنسبة لي، هنا سيتوقف حلمي”.
تحلم ياسمين بالتسجيل في قسم الهندسة المدنية لكنه يحتاج لرسوم كبيرة، تقول إن والدها يعمل في سوق الخضار ولديها ثلاث أخوة آخرين، ما دفعها للعمل في مشغل خياطة لمساعدة لتأمين مصروف الحياة اليومية.
يقدر عدد الطلاب السوريين في الجامعات التركية بأزيد ممن سبعة وثلاثين ألف طالب، وفقاً لأرقام مجلس التعليم التركي، حصل 1611 منهم على منحة دراسية من الحكومة التركية، بحسب ما صرح به عبد الله إرين رئيس تجمع الطلبة الأجانب في تركيا لصحيفة (ملييت) التركية في تموز الماضي، موضحاً أن نهجهم في العام الحالي عودة الطلاب الأجانب إلى بلادهم عوضاً عن البقاء في تركيا.