مثّل مركز انطلاق البولمانات في كراج الراموسة الشريان الرئيس لوصل مدينة حلب بباقي المحافظات خدمياً واقتصادياً وسياحياً، ويتموضع في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة حلب على حدود حيي الحمدانية والعامرية، وكان يحوي أكثر من 127 شركة نقل خاصة، بعد أن تم نقله من كراج هنانو الواقع في حي المشارقة، والذي يتوسط المدينة للتخفيف من الازدحامات المرورية والتلوث البيئي في عام 2008، وقد تم حينئذ تخديم الكراج بحافلات نقل داخلي وميكرو باص عددها 30، تنقل المسافرين بين كراج الراموسة والكراج القديم وسط المدينة طيلة ساعات اليوم، مروراً بالفيض والكرة الأرضية والأعظمية وأوتوستراد الحمدانية وصلاح الدين ذهاباً وإياباً ضمن مواقف مخصصة للركاب.
وعود في مهب الريح
بعد ازدياد الشكاوى الخطية والرسمية والفيسبوكية من أجل تخديم كراج الراموسة بوسائل النقل العامة ووصله بوسط المدينة، للتخفيف من ساعات الانتظار الطويلة في قيظ الصيف وزمهرير الشتاء، ومن تحكم أصحاب سيارة الأجرة بالمسافرين من خلال طلب أرقام لا تتناسب مع واقع الحال، أكد مدير الشركة العامة للنقل الداخلي في مدينة حلب “المهندس حسين سليمان”، بتاريخ 3/7/2021، على استمرارية عمل الباصات العاملة على خط الجامعة -كراجات الراموسة لتخديم المسافرين ونقلهم من مدينة حلب إلى مركز انطلاق البولمانات.
وأوضح سليمان “أن استمرارية تخديم الباصات العاملة على خط كراجات الراموسة تؤكد في كل اجتماع أسبوعي في المديرية، مع التأكيد على وجود باصين يعملان على خط الراموسة من الساعة 7 صباحاً حتى الساعة 7 مساءً، وبمعدل 10 جولات يومية لكل باص (ذهاباً وإياباً)، وعند تعرض أي باص للأعطال يتم وضع باص آخر عوضاً عنه، بالإضافة إلى توزع مراقبين على طول الخط بالكامل”.
وعن خطوط مسير الباصات بيّن السليمان أن جولة الباص تبدأ من ساحة الجامعة -دوار الصخرة -الأعظمية -مستودعات مستوصف صلاح الدين -أوتوستراد الحمدانية -وصولاً إلى كراج الراموسة وبالعكس.
وأشار إلى وضع خطة جديدة يتم فيها تسيير الباصين من جسر الإنشاءات نزلة أدونيس لاقترابه من مركز المدينة عوضاً من بداية الخط من ساحة الجامعة، وفي حال تم توريد باصات نقل إلى مدينة حلب سيتم تدعيم خط كراج الراموسة بباصات جديدة.
ولابد من التنويه بأنه أدلى بذات التصريح في شهر شباط من ذات العام.
ولكن ومن خلال جولة ميدانية على كراج الراموسة وساحة الجامعة وجسر الإنشاءات، لم يكن لهذه الباصات ولمواقفها المخصصة أي أثر على أرض الواقع، ولا حتى لأي حشد من المنتظرين، وبسؤال المحال القريبة من جسر الإنشاءات فقد أكد الجميع بأن شيئاً لم يتغير. رغم أن عدد الوافدين والمسافرين يومياً من وإلى مدينة حلب يتجاوز 5000 آلاف مسافر، حيث تسير يوميا مالا يقل عن 100 رحلة من وإلى كراج الراموسة.
سوق سوداء
في الساعة التاسعة صباحا قصدت كراج الراموسة للاطلاع عن كثب، ومشاهدة ما يحدث هناك. باب رئيسي مهمل، ونقطة تفتيش خالية من موظفيها، ليتم الولوج إلى ساحة مكاتب السفريات والتي تحوي القليل من المكاتب لا يتجاوز عددها 24 مكتباً، وعدد قليل من المسافرين المنتظرين في الباحة الخلفية حيث تنطلق البولمانات.
وبالسؤال عن أجور السفر إلى بقية المحافظات فقد كانت ضمن المتوقع بلا زيادات ملحوظة، فمن حلب إلى دمشق أو اللاذقية 7500 ليرة سورية، وإلى حمص 4000، وإلى حماة 3000، وإلى طرطوس 6000، وإلى الرقة 7000.
أما بالنسبة لأجور سيارات الأجرة فقد ارتبطت بسعر مادة البنزين في السوق السوداء والذي تجاوز 4000 ليرة سورية، ناهيك عن تأخر الرسالة الخاصة بمخصصات البنزين، فالأجر من الكراج إلى دوار العمارة بحدود 8000 وإلى جمعية الزهراء بحدود 10 آلاف ليرة سورية، وإلى المناطق التي تبعد أكثر من عشرة كيلو مترات تتجاوز عتبة الـ 15 ألفا، وهي أرقام تتجاوز أجور السفر بين المحافظات.
ويلاحظ على سائقي الأجرة حمل أكثر من مسافر في سياراتهم حرصاً على ديناميكية عملهم وزيادة الدخل. وبالولوج إلى وسائل التواصل الاجتماعي تشاهد العديد من العروض لنقل الركاب ليلاً نهاراً عبر سيارات السوزوكي والدراجات النارية الصغيرة، وربما في قادم الأيام سنرى (الحناتير) بزخرفها، على أبواب الكراج.