في منطقة وسطية، وضع الدفاع المدني محرقة النفايات الطبية في منطقة الهباط شمالي غرب إدلب، بداية الشهر الحالي، لترميد المخلفات الخطرة الناتجة من المنشآت الصحية.
اختير المكان في منطقة الهباط بعيداً عن التجمعات السكنية لتجنب ما تتركه الانبعاثات الناتجة عن عملية الحرق من خطر على البيئة والسكان، يقول رائد الصالح مدير الدفاع المدني إن المشروع تضمن إنشاء المحرقة والتعاون مع المراكز الطبية والمشافي التابعة لمديريات الصحة لفرز وجمع النفايات الطبية والتخلص منها. بعد أن كانت تجمع ويتخلص منها في مكبات عامة.
اعتمدت معايير الصحة في إنشاء المحرقة واختيار مكانها وطريقة عملها، وخصصت لهذا الغرض نحو خمسمائة حاوية بلونين (أصفر -أسود) لتسهيل عملية الفرز في المشافي، كل منهما مخصص لنوع من المخلفات الطبية، وزعت على المشافي والمراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني العاملة في مجال تقديم الرعاية الطبية الأولية.
تستوعب محرقة النفايات الطبية بين ١٢٠ إلى ٢٠٠ كيلو غراماً يومياً، وتغطي المنشآت الطبية التابعة لمديريات الصحة، يعمل عليها مختصون، لكنها لا تغطي المنشآت الخاصة لتكلفتها التشغيلة العالية.
ألية عمل محرقة النفايات الطبية
تمر النفايات الطبية بعد وصولها إلى المحرقة بثلاثة أنظمة للحرق، أولها: يتم داخل حجرة الاحتراق الرئيسية بدرجة حرارة 800 -1000 درجة مئوية. حيث يتم حرق النفايات الصلبة والنفايات المعدنية، وعدها يتم إعادة حرق الغازات الناتجة عن غرفة الاحتراق الرئيسية مع الهواء الزائد ضمن حجرة الاحتراق الثانوية تحت درجة حرارة من 850 – 120٠ درجة مئوية، وفي المرحلة الثالثة يتم ترشيح الغازات لتنقيتها من الجسيمات الضارة اعتماداً على مبدأ الرش السائل في الغاز لإزالة المحتوى الحمضي، وتمتص جميع الجسيمات القابلة للذوبان بالماء مثل المحاليل عن طريق ملامستها للماء.
يقول الدكتور سالم عبدان، مدير صحة إدلب، إن دراسة قدمتها مديرية الصحة عن حاجتها لمحارق متطورة بمواصفات عالمية، لتغطية المراكز والمنشآت الطبية في المحافظة لأهميتها في التخلص من النفايات الخطرة ومخلفات الأدوية والمواد الكيميائية.
وتعمل منظمات إنسانية على إنشاء محارق جديدة، ومنها المحرقة التي أنشأها الدفاع المدني، خاصة مع انتشار فايروس كورونا وما يمثل من تهديد لحياة السكان.
ويضيف عبدان إن في محافظة إدلب نحو خمسة عشر محرقة، تختلف فيما بينها بحسب أنواعها وطاقتها الاستيعابية ويتوقف عملها على تأمين التكلفة التشغيلية لها.
يقسم الدكتور وليد التامر، نقيب الأطباء في حلب، النفايات الطبية، إلى صلبة وصلبة حادة وسائلة كيميائية ونفايات عضوية مثل الدم وغيره، وهي مصدر لانتشار الانتانات.
ويضيف التامر، إن التخلص بشكل سليم وصحي من النفايات الطبية أولوية، مع انتشار فايروس كورونا، إذ تساهم بنقل العدوى، وهو ما يوكد حاجة المنطقة لمحارق النفايات الطبية.
ويقول الصالح إن معالجة النفايات باستخدام المحارق هي الطريقة الوحيدة لكي يتم ضبط العدوى والسيطرة على الأمراض بشكل كبير، والتخلص من ظاهرة رمي النفايات الطبية الخطرة والمعدية في المكبات العامة.
قبل وجود محرقة النفايات الطبية في إدلب، كانت المراكز الطبية تقوم بفرز المخلفات، لكنها تجمع في مكبات مخصصة للقمامة العامة، ما يزيد احتمالية انتقال الأوبئة والفايروسات بين السكان، خاصة العاملين على جمع المواد البلاستيكية، كذلك تترك أثرها على الحيوانات التي تقتات على هذه المكبات، إضافة لما تتركه من آثار سلبية على البيئة.