افتتحت عدة منظمات إنسانية،أمس الأحد، بنك الدم المركزي في مدينة أريحا، والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ المدينة، في خطوةٍ تهدف إلى تأمين الاحتياجات اللازمة من الدم إلى المراكز الطبية كافة.
افتتح بنك الدم في أريحا برعاية مديرية صحة إدلب الحرة، وبدعمٍ من منظمة “بنفسج”، بالإضافة إلى تقديم بعض الاحتياجات والمستلزمات من قبل المنظمة الفرنسية لإغاثة سوريا SOS.
وقال مدير بنك الدم المركزي في أريحا، أيهم سعد الدين: “بدأت فكرة إنشاء بنك الدم نتيجة الاحتياجات اللازمة والضرورية للزمر الدموية، وبُعد المسافة عن أقرب بنك دم عن مدينة أريحا، ووجود عدة منشآت طبية في المدينة، كالوحدة الجراحية ومشفى الأطفال والنسائية، تحتاج إلى وحدات الدم باستمرار”.
وأضاف سعد الدين لفوكس حلب، أن “بنك الدم يهدف أيضاً لتأمين الزمر الدموية والبلازما والصفيحات لكافة المنشآت الطبية في المنطقة، خاصةً في ظل القصف الممنهج لقوات النظام على الأحياء السكنية في أريحا وريفها، ما يتسبّب بحدوث نزيف للمصابين، وحاجتهم الماسة لتعويض الدم في أسرع وقتٍ ممكن”.
أربعة أقسام في بنك الدم
يضم بنك الدم المركزي في أريحا أربعة أقسام، أولها قسم التوثيق والانتظار، حيث يتم تسجيل بيانات كل متبرع، كالاسم والرقم والعنوان وزمرة الدم، وقسم قطاف الدم المخصص لسحب أكياس الدم، ويستوعب خمسين متبرعاً يومياً.
القسم الثالث هو المخبر والذي تجري فيه عمليات تحليل الدم وفق معايير منظمة الصحة العالمية، للتأكد من خلوه من الأمراض السارية، ومن ثم توضع أكياس الدم في الثلاجات الموجودة ضمن القسم الرابع في البنك وهو قسم التخزين.
ويدير بنك الدم في أريحا كادر طبي متخصص، مكون من ممرض وشخصين ضمن المخبر، ويشرف عليهم طبيب يتابع عملهم بشكلٍ دائم لضمان سير العمل دون وقوع أي أخطاء.
ويرى أحد الأطباء العاملين ضمن مركز الأمين الطبي في أريحا، أن “مشروع بنك الدم في أريحا ضروري جداً، كونه الوحيد جنوب إدلب، ويغطي مدينة أريحا وريفها وجبل الزاوية، ويخدّم الاصابات الناجمة عن القصف والحالات الباردة”، مشيراً الى أن “المشروع جاء في وقتٍ متأخر، لكن استمراريته ضرورية ومفيدة لعددٍ كبير من المقيمين والنازحين المتواجدين بكثرة في المنطقة”.
شروط لضمان تأمين الدم السليم
يعمل بنك الدم في أريحا على مدار الـ ٢٤ ساعة، ويمكن طلب وحدات الدم من البنك، عبر كتابٍ مقدّم من المنشأة الصحية، بالإضافة لتوقيع وختم المشفى المتواجد فيه المريض أو المحتاج، وفق نموذجٍ محدد يتم تعميمه على المراكز الطبية كافة.
وأفاد المشرف العام على بنك الدم في أريحا، وسيم باكير، أنه “يشترط على طالبي الدم تأمين متبرع بديل للوحدة المعطاة وفق الزمرة المطلوبة، كما يجب على المنشآت الصحية التي تحصل على أكياس الدم، أن تتعهد بإجراء فحص التوافق في زمر الدم قبل إعطائها لأي مريض، لمنع حدوث أي مضاعفات”.
وأضاف باكير لفوكس حلب أنه “تمت مراعاة مسألة الأمن والسلامة في بنك الدم، حيث تم إنشاؤه تحت الأرض، ضمن بناء طابقي محصّن، حفاظاً على استمرارية تقديم الخدمة وسلامة العاملين والمتبرعين، لاسيما في ظل القصف الذي تشهده أريحا بين الفينة والأخرى”.
ومن الشروط الضرورية لنقل الدم، عدم إصابة الشخص المتبرع بأي مرض من الأمراض الخطيرة كالملاريا والتهاب الكبدي الوبائي والإيدز، وأن تكون المرحلة العمرية للمتبرع ما بين ثمانية عشر إلى خمسة وستين عاماً، ووزنه أكثر من 50 كيلو غراماً، وأن يكون معدل نبض القلب وضغط الدم جيدان.
حملات تبرع لتأمين مخزون الدم
شهد افتتاح بنك الدم المركزي في أريحا أمس، إطلاق أول حملة تبرع بالدم، لاقت اقبالاً جيداً، إذ تم التبرع بـ 30 وحدة دم من مختلف الزمر، تضمنت 12 وحدة A+، 6 وحدات O+ ، 7وحدات+B، وحدة AB+، 3 وحدات O-، وحدة B-.
وأوضح مدير بنك الدم المركزي في أريحا، أيهم سعد الدين، أنه “سيتم إطلاق عدة حملات للتبرع بالدم خلال الفترة القادمة، لتأمين المخزون اللازم ضمن البنك، إذ يوجد وعي واستجابة ممتازة من قبل الأهالي بأهمية التبرع بالدم، لاسيما في ظل ظروف القصف والحرب”.
أبو شعبان من سكان أريحا، تبرع بالدم خلال افتتاح البنك، قال: “أشعر بالرضا والسعادة في كل مرة أقوم فيها بالتبرع بالدم، لأني أعلم أن كل كيس دم قد يكون كفيلاً بإنقاذ حياة شخص، إضافةً لدرايتي بفوائد التبرع لجسم الانسان، والذي يحميه من الكثير من الأمراض كالجلطات والسرطان، ويجدد خلايا الجسم والدورة الدموية”، لافتاً إلى “ضرورة تكثيف حملات التوعية حول أهمية التبرع بالدم وفوائده”.