فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.

مهرجان الفروسية في قباسين .. اثنان وستون جواداً يتنافسون على البطولة

هاني العبدالله

أقيم في مدينة قباسين بريف حلب يوم أمس الجمعة، “مهرجان ترحين الأول للخيول العربية الأصيلة”، وذلك بإشراف المجلس المحلي لمدينة قباسين وريفها ونادي خليفة للفروسية، بغية تشجيع رياضة ركوب الخيل، […]

أقيم في مدينة قباسين بريف حلب يوم أمس الجمعة، “مهرجان ترحين الأول للخيول العربية الأصيلة”، وذلك بإشراف المجلس المحلي لمدينة قباسين وريفها ونادي خليفة للفروسية، بغية تشجيع رياضة ركوب الخيل، وزيادة إقبال السكان في الشمال السوري على متابعة هذه الرياضة.

وانطلقت اليوم المرحلة الأولى من مهرجان الفروسية على أرضية “مضمار اليكن” في بلدة ترحين التابعة لمدينة قباسين، بمشاركة 62 رأس خيل، على أن تُقام المرحلة النهائية من المهرجان بعد أسبوعين، لتحديد هوية الفائزين بالبطولة.

منافسة محتدمة في سبعة أشواط

أفاد رئيس اتحاد الفروسية في الشمال السوري، أحمد العبد الله، أن “مهرجان ترحين للفروسية أولى الخطوات الفعلية لاتحاد الفروسية في الشمال السوري، الذي تأسس قبل ثلاثة أشهر”، مشيراً الى أن “الهدف من المهرجان التعريف بالخيول العربية الأصلية وجماليتها، وزيادة شعبية رياضة الفروسية وتشجيع الناس على متابعتها”.

وشهد المهرجان في المرحلة الأولى خوض سبعة أشواط، الأول يُدعى “شوط أمهار غير راكضة”، وبلغت مسافة السباق ألف متر، شاركت فيه عشرة خيول، ويخصص هذا الشوط للخيول المبتدئة (أمهار) التي تركض لأول مرة.

الشوط الثاني يُدعى “شوط أمهار راكضة”، وبلغت مسافة السباق ألفاً ومئتي متر، وشاركت فيه ثمانية خيول، يبلغ عمرها سنتين، وسبق أن جرت لمرةٍ واحدة فقط.

وجرى تكريم الفائزين الثلاث الأوائل في كل من “شوط أمهار غير راكضة”، و”شوط “أمهار راكضة”، بميداليات وكؤوس، كما أن صاحب المركز الأول حصل على جائزة قدرها ألف ليرة تركية، والمركز الثاني خمسمائة ليرة، أما الثالث ثلاثمائة ليرة.

وقال أحمد العبد الله أن “الفائزين في الشوطين الأول والثاني لا يشاركون في المرحلة النهائية بعد أسبوعين، كون خيولهم صغيرة (أمهار)، ولا تستطيع الجري بسرعة في شوط بطل الأبطال النهائي، والذي ستُشارك فيه خيول أصلية ذات خبرة في السابقات”.

مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.
مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.

خمسة عشر جواداً إلى البطولة النهائية

اشتعلت المنافسة في الأشواط الخمسة المتبقية، والتي شاركت فيها خيول لها خبرة في السباقات، فالشوط الثالث يُدعى “شوط وطني”، وبلغت مسافة السباق ألفاً ومئتي متر، وشاركت فيه تسعة خيول، وهذا الشوط مخصص للخيول المحلية غير المسجلة في “منظمة الواهو الدولية”.

رابع الأشواط يُسمى “وطني A”، وشاركت فيه ستة خيول وطنية محقونة بدماءٍ أجنبية، حيث امتد السباق لمسافة ألف وستمائة متر، أما الشوط الخامس يُدعى “واهو محسّن” وامتد لمسافة ألف ومئتي متراً، وشاركت فيه سبعة خيول دولية مسجلّة في “منظمة الواهو”.

الشوط السادس يسمى “شوط وسط”، وكان مخصصاً للخيول العربية الأصلية ذات الدماء النقية وأعمارها متوسطة، وشاركت فيه اثنا عشر رأس خيل جرت لمسافة ألف وستمائة متر، أما الشوط السابع والأخير يُدعى “شوط الأبطال”، وشاركت فيه عشرة خيول عربية أصلية سريعة، وامتد السباق لمسافة ألفي متراً.

وأوضح رئيس اتحاد الفروسية في الشمال السوري أحمد العبد الله، أنه “تم تتويج ثلاثة فائزين من كل شوط من الأشواط الخمسة السابقة وتوزيع جوائز عليهم، كما أنهم سيشاركون في البطولة النهائية ضمن شوط بطل الأبطال الحاسم، والذي سيشهد مشاركة خمسة عشر جواداً”.

وسيشهد شوط “بطل الأبطال” تتويج أربعة فائزين، وسيحصل صاحب المركز الأول في السباق النهائي، على مبلغٍ قدره ثلاثة آلاف ليرة تركية، والمركز الثاني ألفي ليرة، والمركز الثالث ألف ليرة، أما المركز الرابع فسيحصل على خمسمائة ليرة.

ولفت العبد الله الى أن “الخيول المشاركة في المهرجان تتبع لمجموعة من الأندية، حيث أن كل نادي شارك بـ خيلٍ أو مجموعة خيول في عدة أشواط، ويحصل الفائز بالمركز الأول على ثلاث نقاط، والثاني على نقطتين، والثالث على نقطة”.

وفي ختام السباق يتم حساب عدد النقاط التي حصلت عليها خيول كل نادي، ويحصل النادي الفائز بأكبر عددٍ من النقاط على جائزة كبيرة، علماً أن ناديا السفيرة والخليفة كانا الأكثر مشاركة ضمن المهرجان، حيث شارك كل منهما بثمانية خيول ضمن عدة أشواط.

مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.
مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.

حماس وتحدّي واقبال جماهيري

شهد المهرجان مشاركة فرسان من مناطق مختلفة، ولاسيما من إدلب وريف حلب والمنطقة الشرقية، بعضهم شارك في أكثر من شوط بعدة خيول.

أبو فادي أحد المنافسين في مهرجان الفروسية كان حاضراً في أربعة أشواط، حيث شارك في الشوط الأول (أمهار غير راكضة) بمهرة اسمها “هجمة العزة”، وفي الشوط الثالث (الوطني) بفرس اسمها “الراجمة”، وفي الشوط السادس (الوسط) بحصان اسمه “براق”، وفي الشوط السابع “الأبطال” بحصان بطل اسمه “ريشان”.

وقال أبو فادي لفوكس حلب: إنه “شارك في مهرجان الفروسية كممثلٍ لجمعية العزة للخيول العربية الأصيلة، وأن حبه للخيل وروح المنافسة والتحدي، والرغبة في إعادة أمجاد الخيول العربية الأصيلة، والحفاظ على نظافة نسلها، هو ما شجّعه على المشاركة بعدة خيول في المهرجان”.

بدوره أفاد عباس صابر الناجعي العجمي من نازحي البوكمال بريف دير الزور، أن “تربية الخيول مهنة ورثها عن الآباء والأجداد، إلا أن ظروف الحرب والنزوح أجبرته على الانقطاع عن مزاولة هذه المهنة لعدة سنوات، لكن الانتقال الى ريف حلب وتوفّر الاستقرار نوعاً ما في تلك المنطقة، دفعه للعودة الى تربية الخيول والمشاركة في السباقات”.

وأضاف العجمي، أحد مربي الخيول، أنه “شارك مع أخوته في المهرجان بثمانية رؤوس خيل، ثلاثة خيول في شوط الأمهر، خيل في الشوط الوطني، خيل في الشوط الوطني A، وآخر في الشوط الوسط، وخيلان في شوط الأبطال”، لافتاً الى أن “محبة الخيول التي تجري في عروقه، هي ما تدفعه للمشاركة في سباقات الفروسية”.

ولا تحظى رياضة ركوب الخيل بشعبيةٍ كبيرة في المناطق المحررة، وأوضح رئيس اتحاد الفروسية في الشمال السوري، أن “سباق الفروسية الذي أقيم العام الماضي، شهد مشاركة خمسة عشر خيلاً فقط، وحضره حينها نحو مئتي شخص”.

وتابع قائلاً: “بدأت رياضة الفروسية تشهد إقبالاً جيداً خلال الفترة الأخيرة، حيث حضر السباق التجريبي الذي أقيم منذ أسابيع حشد من الجماهير، كما أن مهرجان ترحين الحالي شهد توافد أعداد كبيرة من الفرسان، الذين شاركوا بـ 62 جواداً، كما حضر البطولة نحو ثلاثة آلاف مشجع”.

مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.
مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.

تحديات تواجه مربي الخيول

يواجه مربو الخيول في المناطق المحررة الكثير من الصعوبات، التي تؤثر على مزاولة هذه المهنة، وقال أبو فادي أحد مربي الخيول في قباسين شرقي حلب: “نعاني من صعوبة في تأمين الأدوية واللقاحات اللازمة للأحصنة، وعدم وجود مضمار ثابت وأساسي لتدريب الخيول وخوض السباقات”.

وأضاف أبو فادي قائلاً: “من التحديات الحقيقية التي تواجهنا، الغلاء الفاحش في أسعار الأعلاف، حيث أن تكلفة علف الحصان الواحد تصل إلى أربعمائة ألف ألف ليرة سورية شهرياً، أي أن من يملك خمسة رؤوس خيل، يحتاج لمليوني ليرة ثمن علف فقط، وما يزيد الواقع سوء عدم تقديم أي أعلاف من قبل الجهات المعنية، التي ينصب اهتمامها في تقديم علف لمربي الأبقار والأغنام فقط”.

مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.
مضمار مهرجان الفروسية في قباسين.

كذلك يعاني المربون من عدم القدرة على ختم الخيول العربية الأصيلة في منظمة “الواهو”، التي يتواجد لديها مكاتب فقط في مناطق النظام، فلا يستطيع مربو الخيول في المناطق المحررة التوجه الى مناطق سيطرة الأسد خوفاً من التعرّض للاعتقال، وبالتالي بقيت خيولهم بلا تسجيل، ما يُهدّد بفقدان نسبها الأصيل.

وتعتبر “الواهو WAHO” المنظمة العربية العالمية للجواد العربي وتأسست عام 1967، ويقع على عاتقها تحسين نقاء الدم للخيول العربية والحفاظ على نسبها؛ وانضمت سوريا إلى “الواهو” عام 1989، وأسست مكتبًا للخيول العربية نهاية عام 1994، وتقدّر حكومة النظام عدد الخيول الأصيلة السورية المسجّلة في المنظمة حاليًا، بحوالي سبعة آلاف خيل أصيل.