فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

نزوح السكان من جبل الزاوية بعد الاستهدافات الأخيرة -إنترنت

“الهدنة المخترقة” في إدلب تهدد بموجات نزوح جديدة

 محمود البكور

لم يمض على عودة أبو سامر (خمسيني من أهالي جبل الزاوية) إلى قريته  أياماً قليلة حتى عاد مرة أخرى لمكان نزوح ه في ريف إدلب الشمالي، بسبب تصعيد قوات النظام […]

لم يمض على عودة أبو سامر (خمسيني من أهالي جبل الزاوية) إلى قريته  أياماً قليلة حتى عاد مرة أخرى لمكان نزوح ه في ريف إدلب الشمالي، بسبب تصعيد قوات النظام وقصفها للمنطقة.

يقول: “إنه عاد لجني محاصيله الزراعية وكان يعلم أنه قد يدفع روحه ثمناً لهذه المخاطرة، إلا أن الحاجة وسوء الأوضاع الاقتصادية دفعاه لهذه المغامرة، لكن تصعيد قوات النظام أجبره على النزوح مرة أخرى من قريته”.

ارتفعت وتيرة القصف الذي تشهده قرى وبلدات جبل الزاوية منذ أيام، لكن قصف اليوم كان الأقسى وخلف شهداء وجرحى.

يقول رائد الصالح مدير الدفاع المدني السوري: “إن قوات النظام صعدت قصفها على قرى جبل الزاوية وسهل الغاب، خلال الأيام الماضية، مستهدفة الأحياء السكنية والأراضي الزراعية، ما أدى لاستشهاد أربعة عشر شخصاً خلال أربعة أيام”.

قصف اليوم الخميس كان الأكثر ضرراً، حيث استهدفت قوات النظام طريقاً رئيسياً في قرية إبلين جنوبي إدلب ما أدى لاستشهاد أحد عشر شخصاً بينهم أم وطفليها، إضافة لإصابة أحد عشر شخصاً بجروح.

الصورة من الإنترنت لرجال الدفاع المدني بعد قصف استهدف جبل الزاوية
الصورة من الإنترنت لرجال الدفاع المدني بعد قصف استهدف جبل الزاوية

تزامن القصف مع عودة جزئية للمدنيين لجني محاصيلهم الزراعية، وخلال الأيام الأربعة الماضية أدى القصف المستمر على قرى وبلدات جبل الزاوية لمقتل طفل وشاب  في بلدة بليون، وشابّ آخر في قرية بلشون و إصابة عشرة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في سهل الغاب، إذ لم يكن المشهد مختلفاً وصعدت قوات النظام  قصفها في موسم الحصاد مستهدفة قرى “الزيارة ،المشيك وزيزون” ما أدى لحرائق ضخمة أتلفت أكثر من ثمانمائة دونم أغلبها مزروعة بالقمح، ولم تتمكن عناصر الدفاع المدني من الوصول لجميع النطاق لإخمادها كونها منطقة مكشوفة على قوات النظام، بحسب الصالح.

وثقت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام 2021 حتى العاشر من  حزيران أكثر من خمسمائة وثلاثين هجوماً، من قبل النظام وروسيا، تسببت الهجمات بمقتل سبعة وستين شخصاً بينهم خمسة عشر طفلاً و عشرة نساء ، فيما أصيب مئة وسبعون شخصاً بينهم عشرة أطفال، وتركزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية، بحسب الصالح.

تركز القصف المدفعي على قرى وبلدات “إبلين، البارة، سفوهن، قوقين، الفطيرة، الموزة، كفرعويد، ومجدليا، في ريف إدلب الجنوبي، إضافة لقرية العنكاوي في سهل الغاب بينما طال قصف الطيران الروسي محاور الكبانة بريف اللاذقية، والكندة وقوقفين والحلوبة والموزرة في جبل الزاوية.

مخاوف من نزوح جديد

القصف المتصاعد خلق مخاوف من موجة نزوح جديدة من عشرات القرى في جبل الزاوية وسهل الغاب، نحو مخيمات الشمال المهددة أساساً بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، واحتمالية استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غربي سوريا.

اسعاف مصابين بعد استهدافات طالت جبل الزاوية -إنترنت
اسعاف مصابين بعد استهدافات طالت جبل الزاوية -إنترنت

يقول محمد حلاج “مدير فريق منسقو استجابة سوريا” شددت قوات الأسد وروسيا من قصفها لمناطق المعارضة وتطور القصف ليبدأ باستهداف مخيم الأبرار في بلدة طعوم، ما أدى لأضرار في تجمع خيام هي عبارة عن مدرسة ومسجد إضافة لخيمة أحد النازحين.

يتابع الحلاج: تزامن القصف مع اقتراب جلسة مجلس الأمن المخصصة للتصويت على استمرار إدخال المساعدات الإنسانية لمناطق المعارض من معبر باب الهوى، مع تخوف من استعمال روسيا لحق النقض ضد القرار.

وأصدر فريق “منسقو الاستجابة” بياناً طالب فيه المجتمع الدولي الضغط على روسيا والنظام السوري لإيقاف العمليات العسكر التي تعرض حياة المدنيين للخطر.

مضى عام وثلاثة أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين تركيا وروسيا في السادس من آذار ٢٠٢٠، في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب، لكن من سمعنا آراءهم من أهالي إدلب يقولون إنهم فقدوا ثقتهم بتلك الاتفاقيات لاسيما أن سيناريو التهجير نفسه بات يتكرر قبل كل عملية عسكرية لقوات الأسد.