فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

صورة تعبيرية عن مزاجية الرجل في رمضان -إنترنت

مع اقتراب نهاية شهر رمضان.. نساء يتحملن مزاجية أزواجهن بالكثير من الصبر

سيرين مصطفى

تتمنى منار العبود “سيدة مقيمة في مخيمات قاح” أن يمر يوم من أيام شهر رمضان دون أن تتعرض للتعنيف اللفظي أو الجسدي من قبل زوجها الذي اعتادت أن تصطدم معه […]

تتمنى منار العبود “سيدة مقيمة في مخيمات قاح” أن يمر يوم من أيام شهر رمضان دون أن تتعرض للتعنيف اللفظي أو الجسدي من قبل زوجها الذي اعتادت أن تصطدم معه خلال ساعات النهار نتيجة انفعاله الزائد أثناء الصيام.

تقول: إن انفعالات زوجها قد تصل أحياناً إلى رمي أطباق الطعام على الأرض أو ضرب الأولاد ناهيك عن صراخه المتواصل، حتى الجيران باتوا يتحاشون الاحتكاك به نتيجة غضبه  على أدنى المواقف”.

متاعب زائدة تتحملها النساء

تتضاعف المسؤولية المنزلية الملقاة على عاتق النساء خلال شهر رمضان، إذ ينبغي أن تقوم السيدات بكافة الواجبات المنزلية وتجهيز وجبات متنوعة للإفطار وتنظيف المنزل والاهتمام بالأولاد ناهيك عن تجهيز الأطعمة للولائم التي تقام للأقارب في رمضان، لكن انفعالات بعض الأزواج زادت من معاناتهن وباتت تسبب لهن تعباً يضاف لمشقة الصيام.

يقول من التقيناهن من السيدات إن أزواجهن يغضبون بسرعة خلال ساعات الصيام وتختلف ردود أفعالهم بحسب طبيعة لتصل عند بعضهم لضرب الزوجة والأطفال.

بينما يتدخل آخرون بأعمال الزوجات في المنزل بطريقة “مزعجة” حسب وصفهن، مثل التعليق على كمية الملح في الطعام، طريقة ترتيب  المائدة ، وافتعال مشاجرة في حال كانت كمية الطعام كبيرة أو قليلة عدا عن مقارنة أطعمة الزوجة بأطعمة نساء أخريات.

كما تتعرض سيدات أخريات للاتهام بالتبذير في حال طلبن بعض الاحتياجات لتحضير وجبة الإفطار، وبالمقابل في حال لم يطلبن تلك الاحتياجات، وقمن باختصار بعض الأطباق على المائدة، يُقال عنهن مقصرات، وأنهن لسن كباقي السيدات.

تقول مريم البيوش (مقيمة في مخيم مشهد روحين): “زوجي يتدخل بعملي في المطبخ بشكل كبير، ويلاحقني بتعليماته المستمرة “السلطة ناعمة، السلطة خشنة، اغسلي الفروج منيح”.
تشعر مريم بأنها فقدت كامل قواها بعد الانتهاء من تحضير وجبة الإفطار ولم يعد لديها أي طاقة للقيام بعمل أو تلقي انتقادات حسب قولها.

ترى النساء اللواتي تحدثنا معهن أن طبيعة العمل في رمضان ووجود غالبية الرجال في المنزل في وقت تحضير الإفطار تخلق لديهم حالة من الضجر ما يدفعهم للتدخل بشؤون عمل الزوجة وللدخول معها في صدامات مستمرة بينما ينشغل الرجال بأعمالهم في الأيام الطبيعية ما يخفف من تلك المشاحنات.

تفسيرات ونصائح

يقول صافي بخصو “أخصائي نفسي” إن الحالة العصبية التي نراها في رمضان تتواجد لدى النساء والرجال على حد سواء لكن يختلف التعبير عنها بين الرجل والأنثى”.

وفسر بخصو هذه الحالة بقوله ” يوجد في دماغ الإنسان مركزاً مسؤولاً عن الجوع وبمجرد حصول خلل أو اضطراب في هذا المركز، يحدث توتر في الجهاز العصبي يدفع الإنسان للتصرف بردات فعل عنيفة تنعكس على الوسط المحيط به. كما أن تغيّر روتين الحياة اليومي في رمضان ينعكس على الحالة النفسية للإنسان، خاصة في حال كان الصائم معتاداً على سلوك ما وتوقف عنه مثل شرب الدخان والقهوة.

ينصح صافي بخصو السيدات اللواتي يعانين مع أزواجهن خلال هذا الشهر بتفهم المرحلة التي يمر بها الزوج خلال هذه الفترة، ما يساعد المرأة على التعامل معه بشكل إيجابي، كما أكد أن قدرتها على تحديد الأمور التي تسعد زوجها والقيام بها ستخفف من حالات الصدام المنزلي، كما يجب عليها أن تتناسى أو تتجاهل عصبية الزوج بتخفيف النقاش، واستبدال الجدالات الطويلة ببعض العبادات التي تبعث الطمأنينة وراحة البال في النفس.

تستغرب سيدات من تحميلهن عبء ما أطلقن عليه “مسايرة المزاج المتقلب لأزواجهن”، تقلن إنهن أيضاً “متعبات وصائمات”، وإن مشاغلهن تزيد في أيام رمضان ما يستوجب مراعاة “أزواجهن لظروفهن ومساعدتهن” لا الوقوف عند كل تفصيل ومحاسبتهن عليه، أو التعرض لهن بالأذى اللفظي والجسدي.

وتكمل سيدات التقيناهن إن شهر رمضان يحمل في معانيه “الصبر”، والصبر هنا ليس درساً على النساء فقط أن يتعلمنه، بل على الرجال أيضاً توخيه، إذ لم تعد تنفع “حجة الصيام” في تبرير ما يقومون به.

تسعى بعض النساء اللواتي التقينا بهن للتعامل بحكمة مع غضب الزوج تقول ريما “سيدة من إدلب” إنها تتجنب انفعالات زوجها وتلبي جميع متطلباته دون أن تدخل معه في أي جدال بينما تدخل مرام إلى المطبخ رفقة زوجها وتطلب منه أن يخبرها بالطريقة التي يود أن تحضر بها الطعام لتتجنب انتقاداته، في حين تسعى فاطمة لإبعاد زوجها عن المنزل وإشغاله حتى وقت الإفطار عبر ذهابه مع أخيها إلى الأماكن التي يرتاح بها.

من ناحية أخرى ذكرت بعض السيدات أن حياتهن مع أزواجهن في رمضان لا تختلف بشكل كبير عن الأيام الأخرى، فانشغال أزواجهن في أعمالهم اليومية كان له دور في استقرار حياتهن خلال هذا الشهر.