فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

"إمساكية" شهر رمضان

“إمساكية” رمضان وسيلة إعلامية في شهر الصيام

سوسن الحسين

تحولت ورقة “إمساكية” رمضان المعلقة على أحد جدران منزل الحاج أبو حسن لمحط أنظار العائلة، إذ يتكرر مشهد وقوفهم أمامها باستمرار خلال شهر رمضان، بعضهم يطالع مواعيد أذان الفجر والمغرب […]

تحولت ورقة “إمساكية” رمضان المعلقة على أحد جدران منزل الحاج أبو حسن لمحط أنظار العائلة، إذ يتكرر مشهد وقوفهم أمامها باستمرار خلال شهر رمضان، بعضهم يطالع مواعيد أذان الفجر والمغرب ليحسب عدد الساعات التي سيصومها، في حين تتأكد زوجته أم حسن من موعد أذان المغرب عدة مرات في اليوم رغم علمها المسبق بالتوقيت الدقيق للأذان إلا أن مهمة تحضير الفطور تتطلب منها دقة في المواعيد، بينما اعتادت الطفلة سماح على تظليل الأيام التي أتمت صيامها لتعدها وتباهي بها صديقاتها.

الإمساكية وسيلة إعلامية

اعتمد سوريون خلال عقود طويلة على توقيت “إمساكية” رمضان في ضبط مواعيد فطورهم وسحورهم، وبات وجودها في كل بيت من أبرز مستلزمات الشهر إذ يندر أن يخلو أحد البيوت منها، وهو ما شجع كثر على استعمالها كوسيلة إعلانية  لمنتجاتهم أو مهنهم.

تقول ويكيبيديا إن فكرة الإمساكية بدأت في مصر في عهد الدولة العثمانية أثناء حكم الوالي محمد علي باشا وتم طباعتها أول مرة  في دار الطباعة الباهرة ببولاق.

يسعى أصحاب المحال والشركات التجارية  لطباعة “إمساكية” خاصة بمحالهم وتوزيعها بشكل مجاني لتكون وسيلة إعلانية للترويج  عن المحل الذي تحمل الإمساكية عنوانه والاختصاص الذي يعمل به، إضافة لأرقام التواصل للاستفسار عن معلومات أخرى.

في إدلب وقرب دوار الكرة انشغل فريق مطعم “دجاجتي” بتوزيع “إمساكية” شهر رمضان والتي طبعت على نفقة المطعم لتكون دعاية لانطلاقته التي تزامنت مع قدوم شهر رمضان.

يقول أحد أعضاء أسرة المطعم “إن توزيع إمساكية شهر رمضان من الطقوس التي اعتادها أصحاب المهن قبل دخول شهر رمضان، إذ لمسوا حاجة الناس لمعرفة مواقيت الإمساك والإفطار بشكل يومي، وهو ما جعل منها وسيلة إعلانية جيدة، إضافة لكونها من أعمال الخير الذي يبتغيه الناس في رمضان من خلال تزويد الإمساكية بأدعية وآيات قرآنية.

موسم عمل لأصحاب المطابع

في مدينة سلقين شمالي إدلب ينشغل “محمد حداد” صاحب مطبعة باستقبال طلبات الزبائن الراغبين بطباعة أو تصميم “إمساكية رمضان” لتوزيعها مجاناً على الناس في الأيام الأولى من الشهر الفضيل.

يقول إن هذا العام لم يكن كسابقه من ناحية الإقبال على الطباعة واقتصرت معظم الطلبات على تصميم الورقة إلكترونياً بهدف نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مبرراً قلة الطلب على الطباعة الورقية بأن تحميل صورة واحدة للإمساكية الإلكترونية كافية لنشرها بسرعة تفوق التوزيع الورقي، بينما يصر آخرون على الطباعة الورقية لأن هذه العملية تضمن دخول الورقة لكل بيت بينما قد يتجاهل متصفح الإنترنت عشرات المنشورات التي يراها أمامه ومن ضمنها “إمساكية” رمضان.

تبلغ تكلفة طباعة مئة إمساكية ملونة نحو خمس وعشرين ليرة تركية وقد تزيد أحياناً بحسب نوع الورق والحبر المستعمل في الطباعة، بينما تبلغ كلفة تصميم ورقة إلكترونية نحو ثمانين ليرة تركية وهو ما دفع البعض للاعتماد عليها إذ يمكنك توزيع الورقة ذاتها على آلاف الناس.

صورة تعبيرية لـ "إمساكية" شهر رمضان
صورة تعبيرية لـ “إمساكية” شهر رمضان

لكن هذه الطريقة لم تستهو الحاج أبو أيمن ومازال يصر على شراء المفكرة الورقية كل عام إضافة للاستعانة بإمساكية رمضان في هذا الشهر، يقول ابنه إنه حاول إقناع والده باستعمال مفكرة الجوال فهي متوفرة معه في كل الأوقات، إلا أن “أبو أيمن” لم يتقبل الفكرة ويعتبر التقويم المعلق على الحائط أحد مستلزماته الشخصية، ويمنع أحفاده من العبث بها أو اقتطاع ورقة قبل أوانها فقد اعتاد على  قراءة الحكم أو الأحاديث المكتوبة على الوجه الثاني من الورقة، كما اعتاد على تدوين الأحداث المهمة على الورقة الموافقة لتاريخ الحدث.

 

يحتفظ “أبو أيمن” بالكثير من الأوراق المقتطعة لأعوام سابقة وأقدم الأوراق التي يملكها تعود لعام 1975 وهو العام الذي رزق به بمولوده الأول، ويجد المتصفح لهذه الأوراق الكثير من الأحداث المهمة التي واجهت حياته الشخصية، يخبرنا أنه يستمتع بمراجعة هذه الأوراق وكأنها ألبوم صور فوتوغرافية.

أما عن “إمساكية” رمضان فيقول إنها لشهر واحد من العام ولا تغنيه عن باقي الأيام، ويرى أنها تعني النساء أكثر من الرجال لضبط مواعيد الوجبات عليها.

في حين يرى آخرون أن تعليق إمساكية رمضان في منازلهم لا يعدو كونه تقليداً رمضانياً اعتادوا عليه وقد يمضي الشهر دون أن يلتفتوا للمواعيد المدونة بها فقد باتت تطبيقات الجوال تزودك بكل ما تحتاج إليه.