فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الصورة لواحد من مشاريع دعم المياه -إنترنت

توقف الدعم يحرم آلاف النازحين إلى مخيمات إدلب من مياه الشرب

نور المحمد

يقطع محمد “مقيم في مخيم حربنوش شمالي إدلب” مسافة طويلة من مخيمه إلى أحد المخيمات القريبة يومياً ليحصل على عبوة مياه بسعة خمسة عشر ليتر، فالمخيم الذي يقيم به غير […]

يقطع محمد “مقيم في مخيم حربنوش شمالي إدلب” مسافة طويلة من مخيمه إلى أحد المخيمات القريبة يومياً ليحصل على عبوة مياه بسعة خمسة عشر ليتر، فالمخيم الذي يقيم به غير مدعوم بالمياه وإمكانات محمد المادية لا تسمح بشرائها على نفقته.

يقول محمد إن المخيم الذي يقصده مدعوم بالمياه من قبل إحدى المنظمات، وقد خصص له أقاربه عبوة يومية لاستعمالها في الشرب والطبخ ولتخفف عليه نفقات تأمين المياه، إذ يعاني آلاف النازحين المقيمين في المخيمات العشوائية من توقف دعم المياه منذ أشهر.

تمكن معد التقرير من إحصاء اثنين وعشرين مخيماً  لم يتم تزويدها بـ مياه الشرب منذ نهاية 2020 بسبب انتهاء المنحة المالية المقدمة للمشروع من الجهة الداعمة للمنظمة، بحسب مدراء تلك المخيمات، والتي يقيم بها نحو ألفي عائلة،  ما يحمّل قاطنوها تكاليف مادية يرونها كبيرة لتأمين مستلزماتهم اليومية من المياه.

يقول عمر المحمد مقيم في مخيم المثنى شمالي سرمدا، إن معاناته في تأمين المياه فاقمت مشاكله اليومية، حيث يضطر لتعبئة المياه من خزانات جيرانه، بسبب عجزه عن شرائها”، يتجاوز سعر خزان المياه بسعة ألف ليتر عشر ليرات تركية، بينما يتقاضى عمر من عمله عشرين ليرة تركية لا تكاد تكفي مستلزمات بيته وأطفاله الثلاثة.
ويعتمد سكان مخيمات أخرى على جمع المال من عوائل المخيم وشراء المياه بشكل جماعي بهدف خفض التكاليف.

يقول أبو مازن مدير مخيم المثنى في سرمدا إن مخيمهم يضم نحو أربعمائة وخمسين عائلة، ويحتاج المخيم بشكل يومي لأكثر من خمسة عشر صهريج مياه بسعة أربعة وعشرين برميلاً للصهريج الواحد، ويبلغ ثمنه خمسون ليرة تركية، لتكون حصة العائلة نحو مئة وخمسين ليتر يومياً وهي نسبة قليلة قد لا تكفي كثير من عائلات المخيم لاسيما في فصل الصيف إذ تزداد حاجيات العائلة.

يتم إفراغ المياه في خزانات مشتركة بين عدة عوائل، بينما عمد بعض السكان لشراء براميل بلاستيكية لتعبئة المياه التي يحتاجونها بشكل خاص.

آلية دعم مشاريع المياه

يتم دعم المخيمات بمشاريع المياه بغض النظر عن الهيكلية التنظيمية للمخيم “مخيم منظم أو مخيم عشوائي”، حيث يعمد مدراء المخيمات لتقديم طلب احتياج لإحدى المنظمات والتي تستجيب حسب قدرتها، وفي حال انتهاء المنحة يتم تبني المخيم وتزويده بالمياه من المنظمة القادرة على ذلك، بحسب من التقيناهم من العاملين بمشاريع المياه.

يقول بكور الحسين “منسق برامج في منظمة إحسان” إن إيقاف الدعم من الجهات المانحة تسبب بتعطل مشاريع المياه في عدد من المخيمات، وعادة يتم هذا الأمر لسببين إما لتوسيع المشروع وضم مخيمات إضافية، أو لإيقاف المشروع بشكل كامل.
تدعم منظمة إحسان بالمياه نحو ثلاثين ألف عائلة موزعة على ثمانين مخيماً، ويتم منح المياه للعوائل بحسب عدد أفرادها، حيث تبلغ حصة الفرد الواحد بين ٢٥ -٣٥ ليتر يومياً.

كما ساهم توقف المنح بإيقاف مشاريع المياه من قبل جمعية عطاء في عدد من مخيمات الدانا وكفرتعنور، بحسب طارق حاج اسماعيل “مسؤول الداتا في برنامج المياه والنظافة العامة في الجمعية”، والذي قال إن مشاريع المياه التي تنفذها الجمعية مستمرة في باقي المخيمات، حيث بدأت  بدعم المياه في ثلاثة عشر مخيماً منتشرة على أطراف مدينة سرمدا ومنطقة كللي والشيخ بحر وسيستمر دعمهم لمدة عام.

يبلغ عدد المخيمات التي تغطيها جمعية عطاء بالمياه خمسة وخمسين مخيماً تتفاوت مشاريعها بين منح ستة أشهر أو ثلاثة أشهر أو على شكل منح طارئة تكون بشكل إسعافي وتنفذ في المخيمات حديثة الإنشاء والتي لم تتلق دعماً بالمياه، وقامت الجمعية برفع كمية المياه المخصصة للفرد من خمسة وثلاثين إلى خمسة وأربعين ليتر يومياً.

وبحسب احصائيات منسقو استجابة سوريا التي صدرت نهاية العام الفائت، فإن عدد المخيمات في الشمال السوري بلغ 1304 في وقت بلغ عدد المخيمات العشوائية 393 مخيماً، ويطالب من التقيناهم من سكان المخيمات العشوائية بتزويدهم بدعمهم بمشاريع ثابتة أسوة بالمخيمات القديمة والتي تتلقى مساعدات أكبر حسب تعبيرهم.