يملك رامي السيد “إعلامي” حساباً بنكياً في btt، لكنه لم يتمكن من شراء حاسوب محمول بمواصفات عالية من أحد المتاجر الإلكترونية، إذ تقف عدة صعوبات أمام الراغبين بـ التسوق الإلكتروني في مناطق المعارضة.
يقول السيد إنه لم يتمكن من تفعيل حساب بنكي آخر لأنه لا يملك بطاقة “كيملك”، ولا يمكنه أن يشتري حاسباً محمولاً عن طريق شخص آخر، لأن ذلك سيزيد من الكلفة إضافة إلى رسوم الجمركة وطول المدة الزمنية اللازمة لوصول الحاسب، ومخاطر أن يحدث تلف للجهاز نتيجة حساسية القطع الإلكترونية.
يشترط بنك “زراعات التركي” على السوريين الراغبين بافتتاح حساب بنكي أن يكونوا حاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”، ويقدم هذا البنك خدمة الدفع الإلكتروني ضمن تركيا كما يسمح بخدمة الدفع الخارجي في حال تم تفعيل الخدمة المطلوبة، بحسب أديب عنكور صاحب محل خدمات إنترنت.
تمكن عنكور من افتتاح حساب بنكي باسمه كونه حاصل على بطاقة الكيملك ما مكنه من إجراء عمليات التسوق الإلكتروني التي يقوم بها لصالح زبائنه، لكن غياب خدمة التوصيل للداخل السوري دفعت العنكور للبحث عن شريك يستلم البضاعة داخل الأراضي التركية، لينقلها لاحقاً عبر مكاتب الشحن لداخل سوريا ما رفع تكاليف الحصول على السلع المطلوبة.
يضيف عنكور تختلف الرسوم الجمركية المفروضة على هذه البضائع بحسب نوعها، حيث يتم إعفاء أي قطعة من الرسوم إن صنفت ضمن بند الاستعمال الشخصي، و تقدر قيمة الأشياء المعفاة وسطياً بقيمة سبعمائة دولار حسب النظام الجمركي التركي، ويعود الأمر إلى تقدير موظف الجمارك في المطارات التركية، لكن في حال تم إرسال البضاعة لشخص واحد أكثر من مرة ستفرض الحكومة التركية ضريبة عليها تختلف حسب نوع المادة.
يتم دفع الضريبة دون الحصول على إيصال يثبت عملية الدفع ما يعرض الزبون لدفع ضرائب جمركية إضافية عند عبور القطعة للحدود السورية التركية.
توقف الخدمة:
تبلغ تكاليف النقل والرسوم الجمركية ضعف سعر السلعة المطلوبة في بعض الأحيان، ما دفع العاملون في هذا المجال للتوقف عن استجرار تلك السلع، بحسب عنكور الذي قام بشراء لابتوب مستعمل من نوع كروم بمئة دولار من موقع أمازون وعندما وصل إلى الشمال السوري تجاوزت قيمة المدفوعات مئتين وخمسين دولاراً بين جمركة وأجور شحن.
تتصدر الألعاب الإلكترونية قائمة المشتريات عبر االتسوق الإلكتروني تليها برامج الدردشة والتطبيقات المدفوعة، إضافة للقطع الإلكترونية كالكاميرات والعدسات والحواسب المحمولة وبعض المعدات الطبية.
يلجأ المهتمون بالألعاب والبرامج الموجودة في متجر “جوجل بلاي” للدفع عبر بطاقات جوجل، والتي يحصلون عليها من محلات خدمات الإنترنت التي يشترونها عبر حساباتهم البنكية وبيعها للزبائن، وهي الخدمة الأكثر توفراً في مناطق المعارضة بحسب من التقيناهم.
بينما يلجأ تجار الأدوات الكهربائية إلى وسطاء لتأمين بضائعهم بسبب صعوبة الدفع الإلكتروني، يقول محمد العلي “تاجر أدوات طبية”: نعتمد في عملنا على المكاتب الوسيطة للحصول على المواد الطبية حيث نقوم بتصفح مواقع الشركات العالمية عبر الإنترنت لاختيار البضاعة، ثم نقوم بإخبار الوسيط عما وقع عليه الخيار ليقوم بشرائها وشحنها إلى تركيا ثم سوريا”.
يرى بعض من التقيناهم أن الشراء عبر الإنترنت رفاهية لا حاجة لها، وأغلب استعمالاته في الأشياء الثانوية، بينما يرى آخرون أن العالم يتجه نحو التسوق الإلكتروني ما يجعل متابعة هذا الموضوع حاجة ضرورية للحصول على السلع غير المتوفرة في الأسواق الداخلية.