فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

المدرسة العمرية في ريف إدلب

” المدرسة العمرية للأيتام” نموذج يحاكي المدارس الخاصة في الشمال السوري

منيرة بالوش

افتتح فريق الاستجابة الطارئة “فريق تطوعي إنساني مرخص في تركيا” في السابع من آذار الجاري المدرسة العمرية النموذجية للأيتام في منطقة المخيمات قرب بلدة أطمه شمالي إدلب. تضم المدرسة قسماً […]

افتتح فريق الاستجابة الطارئة “فريق تطوعي إنساني مرخص في تركيا” في السابع من آذار الجاري المدرسة العمرية النموذجية للأيتام في منطقة المخيمات قرب بلدة أطمه شمالي إدلب.

تضم المدرسة قسماً لرياض الأطفال وقسماً للمرحلة الابتدائية، وتستقبل الطلاب من عمر خمس سنوات إلى الثانية عشرة. بدأت بتسجيل الطلاب الراغبين بالانضمام إليها في الثامن من آذار الجاري حيث استقبلت في يومها الأول نحو أربعين طالباً وسيستمر التسجيل حتى الثامن عشر من الشهر ذاته.

يقول مالك يحيى  مدير المكتب التعليمي للفريق: “إن الهدف من افتتاح المدرسة تحسين الوضع التعليمي للأطفال والمدرسين على حد سواء”.

ستوفر المدرسة بيئة تعليمة نموذجية مجهزة  بوسائل التعليم والأجهزة الحديثة للمساهمة بتطوير العملية التعليمية التي تأثرت بشكل سلبي بجائحة كورونا نتيجة انقطاع الطلاب عن المدارس في فترة الحجر الصحي، ثم تطبيق نظام الأفواج بمعدل ساعتين لكل فوج، إضافة لانقطاع الدعم عن مديرية التربية والذي أدى للاعتماد على العمل التطوعي ما ساهم بتراجع القطاع التعليمي، بحسب اليحيى.

تم اختيار موقع المدرسة بين المخيمات وبلدة أطمه، لاستقطاب أكبر عددٍ من الأطفال الأيتام، إضافة للأطفال الذين تعرضوا لحوادث بتر نتيجة الإصابات الحربية.

تقدم المدرسة خدماتها مجاناً لأربعمئة طالب مقسمين على فوجين دراسيين في اليوم، حيث يستقبل كل فوج مئتي طالب لتخفيف التجمعات والازدحام بين الطلاب.

جهز الفريق ثلاثمئة مريول مدرسي كمرحلة أولى لتوزيعها على الطلاب وتوحيد اللباس بينهم، حتى لا يشعر الطالب بأي تفاوت بينه وبين زملائه، إضافة إلى الحقائب المدرسية والقرطاسية التي ستوزع على الطلاب بعد اكتمال العدد.

تقسم المدرسة إلى ثلاثة أقسام قسم لأطفال الروضة وطلاب الأول والثاني، وقسم لطلاب الصفين الثالث والرابع وقسم للخامس والسادس، وتم تزويد المدرسة بمقاعد وطاولات ومدافئ ومراوح للصيف وستائر نوافذ لحماية الأطفال من أشعة الشمس، إضافة لشاشات CDL وجهاز إسقاط “بروجيكتر”.

يضم البناء اثنا عشر قاعة “غرفة الإدارة، غرفة الحاسوب، الأرشيف، المستودع إضافة للغرف الصفية”. وتستوعب القاعة الدرسية نحو أربعين طالباً، وسيتم توزيع الطلاب على قاعات إضافية لاحقاً ليصبح في القاعة الواحدة أربعة وعشرين طالباً، بهدف تحقيق التباعد الاجتماعي وإعطاء كل طالب حقه في الاستيعاب والفهم بحسب مدير المشروع دلامة العلي.

قاعة الحاسوب في المدرسة العمرية
قاعة الحاسوب في المدرسة العمرية

كما تم تجهيز قاعة حاسوب مزودة بثمان أجهزة محمولة لتعليم الطلاب أساسيات البرامج وتطبيق علوم الحاسوب، حيث سيتعرف أطفال الروضة والصف الأول والثاني على كامل الأجهزة وطرق التعامل مع نظام ويندوز، بينما سيتعلم بقية الأطفال أساسيات تطبيقات أوفيس والذكاء الصناعي ب استخدام “اودونيو” وتعلم لغات البرمجة باستخدام “سكراتش” بحسب اليحيى.

أما قاعة الأنشطة الترفيهية والألعاب الرياضية فقد خصصت لألعاب القوة “كيغ بوكسينغ كارتيه وتايكوندو” بإدارة مدرب مختص، كما تم تجهيز باحة واسعة لممارسة لعبتي كرة القدم والسلة.

قاعة الرياضة في المدرسة العمرية
قاعة الرياضة في المدرسة العمرية

تعتمد المدرسة العمرية المنهاج التعليمي الخاص بمديرية التربية في محافظة إدلب مع التركيز على اللغتين الانكليزية والتركية، وتم إجراء مسابقة لاختيار كادر تدريسي يتألف من تسعة عشر مدرساً من حملة الشهادات والذين يتمتعون بخبرة جيدة.

نفذ فريق الاستجابة الطارئة مشاريع تعليمية أخرى وقال دلامة العلي مدير الفريق إن المدرسة العمرية لم تكن أولى مشاريع الفريق فقد تم افتتاح عدة مشاريع تعليمية في مناطق مختلفة منها “مدرسة النور” بمعرة مصرين و”روضة سنابل طيبة” ومعهدين آخرين في سرمدا، وجميعها في أرياف إدلب.

واجه الفريق عدة صعوبات في العمل مثل توقيت افتتاح المدرسة الذي تزامن مع اقتراب انتهاء الموسم الدراسي لهذا العام، الأمر الذي سيجبر الكادر على تمديد الدوام خلال فصل الصيف لتنفيذ الخطة الدرسية، كما شكل العثور على مكان مناسب للمدرسة أحد أبرز الصعوبات التي اعترضت عملهم قبل أن يتمكنوا من استئجار المكان المناسب وتجهيزه.

يعتمد فريق الاستجابة في تغطية مصاريف المدرسة على التبرعات الفردية، ولم تتبن أي منظمة إنسانية أو جهة رسمية هذا المشروع، وهو ما قد يؤثر على عمله واستمراريته.