فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

صورة تعبيرية عن مرض الصرع -إنترنيت

“مرضى الصرع في إدلب” معاناة مستمرة وأدوية بأسعار مرتفعة

فريق التحرير

يتنقل أبو حسام بين صيدليات إدلب بحثاً عن أحد الأدوية التي يحتاجها طفله المريض بالصرع الجزئي، دون جدوى، فالدواء مفقود ويجب الانتظار لحين وصوله من مناطق النظام أو توفر بديل […]

يتنقل أبو حسام بين صيدليات إدلب بحثاً عن أحد الأدوية التي يحتاجها طفله المريض بالصرع الجزئي، دون جدوى، فالدواء مفقود ويجب الانتظار لحين وصوله من مناطق النظام أو توفر بديل عنه.

أبو حسام واحد من عشرات الآباء الذين يعانون بشكل مستمر لتأمين أدوية لأطفالهم المريضين بالصرع ويتكلفون مبالغ يجدونها مرتفعة كثمن تلك الأدوية. إذ يراجع مشفى المحافظة في إدلب نحو مئة وخمسين مريض صرع شهرياً، وهي نسبة مرتفعة، بحسب الدكتور أحمد المطلق أخصائي الأمراض العصبية في المشفى، والذي يرى أن طبيعة الحياة في مناطق المعارضة ساهمت بارتفاع هذه النسبة مقارنة بدول الجوار.

يتعرض حسام ذو العام ونصف العام لنوبة صرع كل فترة، فيتشنج الطفل ويتوقف عن أي حركة دون أن يفقد الوعي، ويأمل والده بالعثور على الدواء لأنه يحد من هذه النوبات. يدفع أبو حسام نحو ستمئة ليرة تركية بشكل شهري ثمن أدوية طفله، وهو يعادل كامل أجر عامل مياومة في إدلب، دون وجود أدوية مجانية أو مساعدة لتوفير مثل هذه الأدوية.

ينتج الصرع عن اضطراب في كهرباء الدماغ، بحسب الطبيب المطلق، حيث يحتوي الدماغ على نواقل عصبية مثبطة ونواقل عصبية منشطة، وأي خلل بينهما يؤدي لزيادة كهرباء الدماغ، وبالتالي يتغير نشاط الدماغ  مسبباً حدوث نوبات أو فترات من السلوكيات والأحاسيس غير العادية والتي قد تصل لفقدان الوعي.

يختلف  تواتر نوبات الصرع بين نوبة واحدة كل سنة أو عدة نوبات في اليوم بحسب حالة المريض، ويمكن أن يصاب أي شخص بالصرع بغض النظر عن جنسه وعمره.
ويقسم الصرع إلى نوعين: “كامل” ويؤدي لغياب المريض عن الوعي بشكل كامل، و “جزئي” يؤدي لتوقف إحدى الأطراف عن الحركة لكن دون الغياب عن الوعي.

ويرى المطلق أن أسباب الصرع تتنوع باختلاف الظروف المعيشية للسكان، حيث أدت الحرب التي عاشتها مناطق المعارضة لرفع أعداد المرضى نتيجة الإصابات التي تؤدي في بعض الأحيان لأذية دماغية، إضافة للولادة في أماكن غير مؤهلة كالمخيمات ما يؤدي لزيادة احتمالية حدوث نقص الأكسجة عند حديثي الولادة والذي قد يؤدي بدروه للصرع.
أصيبت الطفلة سحر بقصف استهدف مكان إقامتها في ريف إدلب الجنوبي حيث تعرضت لأذية في العمود الفقري والرأس، تقول والدتها إن إصابتها كانت بالغة واستدعت نقلها إلى تركيا، “كتبت لها الحياة لكنها عادت إلى بيتها بإعاقة جسدية وعقلية ترافقت مع مرض الصرع، إذ تصيبها اليوم حالات تشنج قوية تفقد بعدها الوعي”، تعاني والدة سحر أيضاً، منذ إصابة ابنتها قبل ثلاث سنوات، ارتفاع ثمن الأدوية التي تحد من نوبات الصرع وندرتها.

يبدأ المريض نوبة الصرع بصراخ مرتفع ثم يفقد السيطرة على الأمعاء والمثانة ليدخل بعدها مرحلة التشنج ويكون غير قادر على الاستجابة للوسط المحيط ثم يفقد الوعي بشكل كامل ويستمر فقدان الوعي لعدة دقائق، قد يتبع النوبة حالة من اللاوعي المترافق مع إرهاق وصداع شديد”.
ويقول الطبيب أحمد إن “أدوية زيادة كهرباء المخ هي العلاج الأكثر استخداماً للتحكم في أعراض الصرع، وتساعد في الحد من التشنجات لدى 70% من المرضى، لكن لا يمكن اعتبارها علاجاً للصرع بشكل كامل”.
وتتنوع أدوية الصرع تبعاً لحالة المريض الصحية وعمره، ويقوم الطبيب بتحديد النوع المناسب للمريض بعد تشخيص الحالة. وتختلف خصائص النوبات بحسب المكان الذي يبدأ فيه الاضطراب ضمن الدماغ وتحدث الأعراض المؤقتة، مثل فقدان الإدراك أو الوعي، واضطرابات الحركة والإحساس (بما في ذلك الرؤية والسمع والتذوق)، والحالة المزاجية، وغيرها من الوظائف الإدراكية بحسب المطلق.

تتراوح نسبة المصابين بالصرع النشيط عالمياً بين أربعة إلى عشرة أشخاص لكل ألف نسمة، بينما ترتفع النسبة في البلاد المنخفضة الدخل لتتراوح بين سبعة إلى أربعة عشر مريض لكل ألف نسمة بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.

ويعود ذلك في الغالب إلى زيادة مخاطر الأمراض المتوطنة مثل الملاريا وداء الكيسات المذنبة العصبي، وارتفاع معدلات الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، والإصابات المرتبطة بالولادة، والتفاوتات في البنى التحتية الطبية، وتوافر البرامج الصحية الوقائية وإتاحة الرعاية الصحية.

مريم الإبراهيم