فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

مشاريع الإسكان الحجري حل بديل عن الخيام في أرياف حلب

منصور حسين

اتجهت العديد من المنظمات المستقلة والحكومية العاملة في الشمال السوري، نحو مشاريع الإسكان الحجري، كحل بديل عن المخيمات، بهدف أن يحظى النازحون فيها ببعض الاستقرار والأمان، وللحد من الكوارث التي […]

اتجهت العديد من المنظمات المستقلة والحكومية العاملة في الشمال السوري، نحو مشاريع الإسكان الحجري، كحل بديل عن المخيمات، بهدف أن يحظى النازحون فيها ببعض الاستقرار والأمان، وللحد من الكوارث التي يعانون منها سنوياً.

ووفقاً لنائب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة للشؤون الانسانية للأزمة السورية “مارك كاتس”، فإن النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا يواجهون وضعاً كارثياً بعد أن دمرت الفيضانات التي شهدتها المنطقة مؤخراً، ما لا يقل عن 21 ألف خيمة، وتضرر أكثر من 120 ألف شخص.

قرى قيد الانشاء

وللقضاء على المشكلة الحالية مع غياب الأمل بعودة قريبة لقاطني المخيمات، شهد ريف حلب الشمالي والشرقي خلال الأشهر القليلة الماضية، نشاطاً كبيراً على مستوى مشاريع الإسكان ، وبناء قرى سكنية في المناطق القريبة من الحدود السورية التركية، قادرة على استيعاب آلاف العائلات، منها ما تم إنجازه وأخرى قيد الانشاء.

وعلى صفحتها الرسمية في فيسبوك أعلنت منظمة بنيان العاملة في الشمال السوري، انتهاء المرحلة الأولى من مشروع بناء قرية “شريان الحياة” السكنية قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي، بالتعاون مع شركاء المنظمة الماليزيين.

وتضم القرية 98 شقة سكنية بمساحة “32” متر لكل شقة، تشمل (غرفة وصالون، ومطبخ، وحمامات)، ومجهزة بكافة الاحتياجات الأساسية للقاطنين المستقبليين لها، من شبكات مياه نظيفة وتمديد شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى مدرسة مخدمة بشكل كامل بمساحة “650” متراً مربعاً، ومسجد بمساحة “313” متراً مربعاً، وحديقة داخل القرية.

كما أطلقت منظمة أبرار للإغاثة والتنمية مشروع “حلم صغير” ضمن قرية أبرار في بلدة دابق بريف حلب الشمالي، بتكلفة تصل إلى مئة ألف دولار أمريكي، يتم جمعها عن طريق التبرعات الفردية أو المؤسسات المتعاونة، بهدف توفير مأوى لمئة عائلة من النازحين المقيمين في التجمعات العشوائية المهمشة بريف حلب الشمالي.

وأوضح “وائل الحلبي” المستشار المالي في منظمة أبرار، ” أن الأرض التي تم اختيار موقعها من قبل المهندسين المشرفين على العمل، تعتبر تحت تصرف المجلس المحلي لبلدة دابق، حيث تم إبرام الاتفاق على إنشاء تجمع سكني مكون من مئة بيت لائق للنازحين، تم تصديقه من قبل مجلس ناحية أخترين وباطلاع هيئة إدارة الكوارث”.

وقال الحلبي أيضاً: إن الحملة التي أطلقت لجمع التبرعات عبر معرفاتنا الرسمية، قد لاقت صدى واسعاً في البداية، إذ تمكنا من الحصول على تمويل يكفي لبناء خمسين منزلاً حتى اللحظة من قبل بعض الشخصيات التي تمتلك ثقة بعملنا، ومنظمة “hhc” الألمانية، التي دخلت شريكاً في انجاز العمل كمساهم مالي، إلا أن حجم الدعم أخذ بالانخفاض تدريجياً، ما يعني إطالة الفترة الزمنية لتسليم العمل المقررة بعام واحد، بدء من شهر كانون الأول من العام المنصرم على أن ينتهي في ذات الشهر من العام الجاري.

وأضاف الحلبي: “قسم العمل على مرحلتين، يتم بناء خمسين منزل في كل مرحلة، بمساحة 32 متراً للبيت الواحد، يقسم إلى غرفتين ومرافق صحية مستقلة، إضافة إلى تجهيز القرية بكامل الاحتياجات الأساسية والبنى التحتية وتعبيد للطرقات، والعمل على توفير الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في حال وصل الرقم المالي للمستوى الذي تم وضعه”.

الأوتشا تسمح ببناء الأسقف الاسمنتية

وتسعى المؤسسات العاملة في الشمال السوري، إلى إحداث نقلة نوعية على مستوى مشاريع الإسكان الجديدة، من خلال صب الأسقف بالإسمنت “البيتون” لأول مرة، عوضاً عن أسقف الصفيح، فضلاً عن تعبيد الطرق وتوفير الكهرباء والماء، في محاولة منها وضع حد لمعاناة النازحين مع التقلبات المناخية والأمراض وباقي المشاكل المستمرة منذ سنوات.

ويعد مشروع “حلم صغير” من أوائل المشاريع المنظمة على يد مؤسسات مستقلة في الشمال السوري، تتبنى بناء أسقف اسمنتية عوض الصفيح أو الأسقف البلاستيكية، كما يؤكد وائل الحلبي، وذلك بعد تغاضي منظمة “الأوتشا” عن بناء أسقف البيتون للمنازل التي تؤوي النازحين والمهجرين قرب المناطق الحدودية، والتي كانت تعتبر سابقاً أمراً مخالفاً للقوانين الدولية، وتدرج ضمن إطار عمليات التوطين والتغيير الديمغرافي.

تحولت كل من مدينتي “الباب واعزاز” شمال حلب، إلى مركز استقطاب للمشاريع السكنية الجديدة، فقد سجلت المدينتان خلال العام الماضي، انجاز ثلاثة مشاريع سكنية أبرزها “مجمع عزيز السكني” من قبل فريق ملهم التطوعي في مدينة إعزاز، ويتضمن 472 وحدة سكنية، إضافة إلى إنهاء المرحلة الثانية من مشروع “قرية عمران” للهلال الأحمر القطري قرب مدينة الباب، وتتضمن 92 شقة، بعد تسليم 116 شقة خلال المرحلة الأولى.

بعد فقدانهم الأمل بعودة قريبة إلى مساكنهم ومدنهم التي هجروا منها، ينظر قاطنو المخيمات إلى الشقق الصغيرة التي تبنى في الشمال السوري كقصور يحلمون بالظفر بإحداها في القريب العاجل، للخلاص من المعاناة المتواصلة منذ أعوام يستشعرون مأساة كل يوم بيومه، من فيضانات وسيول شتاء، وحرارة مرتفعة وأوبئة صيفاً.