فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

لصورة لواحدة من "البراكيات" في شوارع إدلب

“البراكيات” في إدلب.. إشغال للأرصفة وحل لأجور المحلات المرتفعة

منيرة بالوش

اقتطع خليل (بائع القهوة) أمتاراً من الحديقة العامة والرصيف المقابل لها في مدينة إدلب، ليقيم عليه “براكية” صغيرة، حاله كحال مئات أصحاب “البراكيات” في المدينة، زودها بمكنة اكسبرس وبعض المواد […]

اقتطع خليل (بائع القهوة) أمتاراً من الحديقة العامة والرصيف المقابل لها في مدينة إدلب، ليقيم عليه “براكية” صغيرة، حاله كحال مئات أصحاب “البراكيات” في المدينة، زودها بمكنة اكسبرس وبعض المواد الغذائية والسكاكر والبسكويت ليجذب الزبائن القادمين إلى الحديقة.

تعرض خليل لعدة مضايقات من المجلس البلدي وتم تهديده بإزالة الـ “براكية” نتيجة الشكاوى التي قدمها مواطنون ضده لإشغاله أحد المرافق العامة، ما أجبره على إجراء ترخيص مؤقت يلزمه بدفع رسوم شهرية للمجلس.

يقول خليل إن عجزه عن استئجار محل في السوق وجلوسه دون عمل دفعاه لإنشاء هذا المكان الذي بات مصدر رزق له.

لصورة لواحدة من "البراكيات" في شوارع إدلب
لصورة لواحدة من “البراكيات” في شوارع إدلب

تنتشر مئات البراكيات في مدينة إدلب وتتنوع المهن التي تضمها “الحدادة، الكومجي، ميكانيك السيارات، حلاقة، مطاعم سريعة، تجارة الألبسة المستعملة وغيرها من المهن التي عجز أصحابها عن استئجار محال نتيجة ارتفاع الأسعار.

يقول أبو وليد الحمصي “صاحب براكية” إن  أجور المحال التجارية تتراوح بين خمسين إلى مئتي دولار شهرياً، بحسب موقعها، وهو ما أجبره على افتتاح “براكية” صغيرة بجانب إحدى المدارس.

تشكل ألواح الزنك والقضبان المعدنية أهم عنصرين في صناعة الـ “براكية”، حيث يتم تثبيت القضبان على الزوايا بمسافات تختلف حسب مساحة الرصيف وبارتفاع نحو مترين ونصف المتر، ثم تفرش بألواح الزنك لتشكل جدران وسقف “البراكية”، ويمكن لصاحبها أن يفكها وينقلها كل فترة إلى مكان جديد قد يراه أنشط لتجارته أو صنعته.

لصورة لواحدة من "البراكيات" في شوارع إدلب
لصورة لواحدة من “البراكيات” في شوارع إدلب

تختلف البراكيات في مقاسها وأحجامها وأنواع الألواح المصنوعة منها والمادة العازلة التي تضاف لها بحسب رغبة الزبون.

يقول أبو ناصر “حداد” تتنوع الألواح المستعملة في صناعة “البراكية” وأقلها سعراً ذات الطبقة الواحدة، وتكون من الزنك فقط، في حين تتوافر ألواح أفضل تتألف من طبقتين تم عزلهما بمادة الفوم وتصل سماكة اللوح الواحد إلى عشر سنتيمترات، وتتراوح أجور تفصيل البراكية بين خمسمئة إلى ألف وخمسمئة دولار حسب قياسها والمواد المستخدمة في تجهيزها.
يرغب أصحاب المصالح باقتناء “براكية” مستعملة لتوفير بعض النقود واستعمالها في إكساء المكان وتزويده بالبضائع، بحسب أبو ناصر.

بالقرب من مسجد سعد في حي الثورة يضيق الطريق المجاور لحديقة “ألمازة” بالمارة ويصعب على السيارات عبوره في فترات الازدحام نتيجة ارتصاف “البراكيات” على جانبي الطريق ما حوله لسوق لبيع الأقمشة.

يعتبر الحاج أبو أحمد “مقيم في إدلب” أن البراكيات زاحمت المارة في الشارع وأخذت حقهم في السير على الرصيف، حيث تشغل مساحة واسعة من الأرصفة والأماكن العامة ما يجبر المارة على السير ضمن الطرقات.

وكذلك منع أصحاب “البراكيات” السيارات من الوقوف أمامهم حتى لا تحجبها عن الزبائن، وبالتالي لم تعد مواقف السيارات مفعلة كما يجب، لتخفف من أزمة الازدحام في السوق.

يقول أبو أحمد: “لم تعد إدلب كما كانت من قبل فالكثافة السكانية عالية وتظهر أثناء تجوالك في الأسواق، حيث ساهمت “البراكيات” التي شغلت الأرصفة في هذا الازدحام.

 

وكان مجلس مدينة إدلب قد أصدر قراراً في الثلاثين من شهر تشرين الثاني الماضي يقضي بإزالة جميع القواطع والحواجز من على الأرصفة بما فيها “البراكيات” التي تمنع المواطنين من استعمال الأرصفة، إلا أن المجلس لم يطبق القرار وذلك لنيته إنشاء سوق بديلة تستوعب تلك “البراكيات” الموجودة في المدينة ولا تتسبب بقطع أرزاق أصحابها.

يقول خير الدين السيد عيسى رئيس مجلس مدينة إدلب إن المجلس البلدي يسعى لتوفير مواقع بديلة “للبراكيات”، والتي يبلغ عددها  أربعمئة براكية منتشرة في عموم المدينة لذلك توقف المجلس عن منح الرخص لافتتاح أي واحدة جديدة.

يتقاضى المجلس البلدي رسوماً تتراوح بين ثلاثين إلى مئة ليرة تركية بشكل شهري عن كل براكية بحسب مساحتها، ويرى السيد عيسى أنه مبلغ رمزي يتقاضاه المجلس مقابل إشغال الرصيف ولا يقارن بأجور المحال التجارية.

ووضح “سيد عيسى” أن الهدف من إنشاء السوق البديلة هو تخفيف الازدحام والتجمعات في الأسواق الرئيسية، حيث سيتوزع أصحاب البسطات على جميع الأسواق بشكل يتناسب مع المناطق المكتظة بالسكان كأحياء الثورة والضبيط ووادي النسيم ومشروع الزير.

لصورة لواحدة من "البراكيات" في شوارع إدلب
لصورة لواحدة من “البراكيات” في شوارع إدلب

تصميم الأسواق الجديدة سيكون وفق نموذج موحد، ويختص كل سوق منها ببيع سلعة معينة وسيتم توزيع تلك الأسواق في أحياء المدينة، “سوق جانب دوار الكستناء من جهة الشرق، وسوقاً آخر جانب فندق الكارلتون، وسوق قرب مرآب البلدية، في حين سيتحول سوق الخضار لسوق للفضيات والأدوات التراثية. وبذلك سيتم إزالة “البراكيات” من جميع الطرقات والمرافق العامة ويمكن بيعها في المنطقة الصناعية لأصحاب مهن الميكانيك والكهرباء بحسب المجلس البلدي”.

يرى من التقيناهم أن تلك الخطوة ستجبرهم لدفع تكاليف نقل إضافية للوصول إلى السوق المطلوب، ناهيك عن صعوبة التنقل بين الأسواق، كما سيخسر الزبائن جانب المنافسة الذي ينتهجه أصحاب تلك “البراكيات” بعروض الأسعار، أما فيما يخص المواطن فسيضطر للتوجه نحو الأسواق للحصول على طلباته التي كانت توفرها “البراكيات” بعروض أسعار أقل من تلك المعروضة في المحلات.